أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية إجراء الانتخابات النيابية 2024 الثلاثاء 10 أيلول (لا يمكن الثقة بنا) .. هفوة جديدة لبايدن (فيديو) إنجازات قطاع جودة الحياة خلال الربع الأول من العام الحالي "الطفيلة التقنية" و"القاضي عياض" المغربية تعقدان مؤتمر الحضارات بمراكش مباريات الأسبوع السابع عشر بدوري المحترفين تنطلق غدا بورصة عمان تنهي تعاملاتها على انخفاض الفايز يدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى كشف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الحوامدة رئيساً لمجلس محافظة الطفيلة للدورة الثانية. نتائج اختبار ضبط الجودة LQAS 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب الأسماء النهائية لرؤساء مجالس المحافظات الصين تحذر من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من "خطر حصول نزاع" وزير الخارجية ونظيره الإيرلندي يبحثان في جهود للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة الأشغال: مليون ونصف دينار كلفة الأضرار الناجمة عن سرقة كوابل الكهرباء في شارع الـ 100 أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي اليوم
الصفحة الرئيسية تحليل إخباري تسويق الدور التركي للعرب في الدراما .. ترفيه...

تسويق الدور التركي للعرب في الدراما .. ترفيه وتوثيق أم مشروع سياسي؟

29-03-2010 10:41 PM

زاد الاردن الاخباري -

تناقلت عدة وسائل إعلام أردنية ومصرية بشغف في شهر آذار 2010 المنصرم خبر توقيع المخرج الأردني محمد عزيزية عقداً مع شركة إيكوميديا لإخراج مسلسل سقوط دولة الذي يتناول فترة حكم السلطان عبد الحميد (1876 - 1909) وما تلاها, وصولاً لسقوط العثمانيين عام ,1918 وبين السطور توقٌ إلى ماضٍ وهمي يفترض أن اليهود منِعوا خلاله من التدفق إلى فلسطين!


وكانت أزمة دبلوماسية قد نشبت بين تركيا والكيان الصهيوني بسبب الجزء الثالث من مسلسل وادي الذئاب, الذي يحمل عنوان الكمين, وقد ذكر موقع سي أن أن CNN  على الإنترنت في 12/2/2010: للمرة الثانية خلال شهور قليلة يتسبب مسلسل تركي بإثارة أزمة سياسية ودبلوماسية بامتياز مع إسرائيل, وصلت ذروتها باستدعاء متبادل للسفراء وتوبيخ ومطالب بالاعتذار.


وكان قد بدأ إنتاج مسلسل وادي الذئاب في عام ,2003 وبلغت شهرته مبلغاً قادت إلى إنتاج فيلم بنفس العنوان عام 2006 عن شمال العراق وكيف يلعب الأتراك فيه دور المخلص من الاحتلال الأمريكي ومن الإرهاب. وقد نشر كاتب هذه السطور وقتها بالاشتراك مع المخرج أحمد الرمحي تقييماً لذلك الفيلم في العرب اليوم بعنوان: فيلم وادي الذئاب, أو دعوة الهيمنة التركية على شمال العراق والمنطقة. وقد لفت نظرنا أن الفيلم مترجم للعربية والكردية, وأشرنا في مطلع تقييمه إلى أن فيلم وادي الذئاب, أكثر فيلم تمويلاً في تاريخ تركيا, أي أنه مدعوم من المؤسسة العسكرية التركية, فيلم يدغدغ عواطف العرب والأكراد لأنه يقدم الاحتلال التركي بديلاً للاحتلال الأمريكي لشمال العراق بالتحديد, فالفيلم يقول أساساً ان العودة لتركيا هي الحل, لا العمل المقاوم ولا الاحتلال الأمريكي, وكان مما يستهدفه ذلك الفيلم إدانة العمليات الاستشهادية كوسيلة لمقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق...


وبعدها بسنوات, احتجت دولة العدو الصهيوني على الجزء الذي يحمل عنوان الكمين من مسلسل وادي الذئاب, لاحتوائه مشاهد تمثل دوراً للموساد في تركيا وقيامها بخطف أطفال أتراك, ومشاهد أخرى تظهر اقتحاماً للسفارة التركية في فلسطين المحتلة التي لا يفترض لمن يرفض احتلالها فعلاً أن تكون له فيها سفارة, لكن بما أن السفارة التركية في الكيان الصهيوني باتت مستهدفة صهيونياً في مسلسل وادي الذئاب, منذ أصبحت الصورة الدرامية بديلاً للحقيقة في التقليد الهوليودي, فلا بأس إذن من التعاطف مع السفارة التركية في فلسطين المحتلة!


وفي زمن عربيٍ عزت فيه البطولة والنخوة, ليس من المستغرب أن يندفع المواطن العربي لاعتناق كل من يصطدم بالعدو الصهيوني, ولو في مسلسل درامي. أما الكيان الصهيوني فما برح يسعى لتحويل كل ما يتعلق به إلى مقدسات يحظر مسها, من المحرقة المزعومة إلى صورته في الإعلام والأفلام, ولذلك ليس من المستغرب أن يحتج على الكمين, خاصة وهو يشعر بتصاعد الدور التركي في الإقليم الذي يعتبره مجاله الحيوي. لكن مساس الدراما التركية بالمقدسات الإعلامية الإسرائيلية لا يعني على الإطلاق أن العلاقات التركية مع العدو الصهيوني على وشك الانقطاع مثلاً, بل هي على العكس في تصاعد. وكما ذكر محمد طعيمة في العربي في 3/1/2010: أعلن وزير الطاقة التركي تدشين مشروع القرن بين أنقرة وتل أبيب, وهو خط أنابيب يربط البحر الأسود بالبحر الأحمر, في خطوة, حسب تعبيره الحرفي, تعزز أمن طاقة (إسرائيل) ودور تركيا كمركز لها موضحاً الخط سينقل النفط والغاز والكهرباء والمياه وكابلات الألياف الضوئية وسيمتد إلى عسقلان المحتلة ليلتقي بخط أنابيب يؤدي إلى (إيلات).(رويترز - 15ديسمبر 2006). إيلات نفسها احتضنت مناورات عسكرية بحرية مشتركة.. (القدس العربي - 29 أكتوبر2009), وقبلها تلا مشروع القرن مشاريع, لم تكن كافية, فتعهد الطرفان بتعزيز علاقاتهما أكثر, اقتصاديا.. ودفاعياً, باتفاقية أشمل.. (الجزيرة نت - 24 نوفمبر 2009).


ويبدو أن السياسة التركية تجاه الوطن العربي باتت تقوم برمتها على تسويق الدراما فحسب, ابتداء من نور ومهند... فعندما ذهب باراك, وزير الدفاع الصهيوني, إلى تركيا في 17/1/,2010 رفض أردوغان وغول استقباله, ومن ثم عقدوا معه صفقة لشراء عشر طائرات نت من دون طيار من طراز /هيرون/ قيمتها 180 مليون دولار من إسرائيل! ليست مشكلة طبعاً, فقد سبق أن احتجت وزارة الخارجية الإسرائيلية لتركيا في 15/10/2009 على مسلسل آيريليك أو الوداع التركي الذي يصور جنديا إسرائيليا وهو يقتل طفلة فلسطينية ببرود!! أما كون حلقات المسلسل المذكور تتناول علاقة حب بين جندي إسرائيلي وفتاة فلسطينية, فذلك ليس ترويجاً للتطبيع عبر الدراما بالطبع, بل قصة هامشية لا يجوز أن تنسينا التحول في الموقف التركي!


لعبة العلاقات العامة والتسويق في التعاطي مع العرب باتت تتقنها الدبلوماسية التركية جيداً بالمناسبة. ففي مؤتمر القمة العربية المنعقد في 27/3/2010 في ليبيا, نافح أردوغان دفاعاً عن القدس قرة عين العالم الإسلامي بشكل أثار الإعجاب, ثم قدم في النهاية موقفاً سياسياً لا يختلف قيد أنملة عمن هم أكثر اعتدالاً في معسكر الاعتدال العربي: أناشدكم مساندة الجهود من أجل بدء محادثات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة... هدفنا المشترك ينبغي أن يكون تسوية كل قضايا الوضع النهائي في غضون 24 شهراً (العرب اليوم, 28/3/,2010 الصفحة الأولى)!!!!

لعبة تضييع حقيقة الموقف السياسي الملموس بين الكلمات والشعارات لعبة أتقنها السياسيون العرب, أما الأتراك فيسعون لملء الفراغ, ومنافسة إسرائيل, نعم, بلا أدنى شك... على السيطرة على منطقتنا, لكن هذا ليس مشروعاً تحررياً بأي شكل, كما أن خطواتهم توازن النفوذ الإيراني, وهي ليست بلا تنسيق مع الولايات المتحدة. لكن ليست مشكلة, إذ يمكننا على الأقل أن نشاهد مسلسل صرخة حجر التركي الذي تسبب بأزمة دبلوماسية بين تركيا والكيان الصهيوني, وقد منعت إدارة سجون الاحتلال السجناء الفلسطينيين من مشاهدته حسب وكالات أنباء فلسطينية في 28/3/..2010 كما أن العمل جارٍ حالياً على إنتاج فيلم وادي الذئاب - فلسطين!!



أما بالنسبة لمسلسل سقوط دولة الذي سيخرجه محمد عزيزية, فنتمنى عليه أن يأخذ الحقائق التاريخية التالية بعين الاعتبار ونتمنى على أي قارئ كريم أن يثبت خطأها, فالسلطان عبد الحميد:

1) كان في حالة تفاوض مع ثيودور هيرتزل حول تقديم ديون للدولة العثمانية.

2) سمح بأول ثلاث مستعمرات يهودية أن تبنى في فلسطين في ظل حكمه, وهي: ريشون ليتسيون, وبتاح تكفا, وزخرون يعقوب في القرى العربية الفلسطينية التالية بالتوالي: عيون قارة, ملبس, زمارين.

3) سمح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين, وقد جاءت موجة الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين عام ,1882 وبدأت موجة الهجرة اليهودية الثانية حوالي عام ,1895 حسب معظم المراجع التاريخية, ومنها مثلاً كتاب الدكتور عبد الوهاب الكيالي تاريخ فلسطين الحديث (الفصل الثاني). أي أن تينك الهجرتين جاءتا في فترة حكم السلطان عبد الحميد الواقعة ما بين عامي 1876 و,1909 وخلالها بدأ تأسيس المستعمرات اليهودية الأولى, وخلالها أيضاً عادت الهجرة الصهيونية إلى الاشتداد عام 1905واستمرت حتى عام .1914 وساء الأمر بالتأكيد بعد وصول جماعة تركيا الفتاة, الصهيونية النزعة, إلى الحكم في عام .1908

4) سمح لليهود بتملك الأراضي في فلسطين, ويشار في هذا الصدد أن كل جهود الحركة الصهيونية حتى عام 1948 لم تسفر عن السيطرة على أكثر من 5.6 بالمئة من أرض فلسطين التي تزيد على 27 ألف كيلومتر مربع بقليل, ولكن سجلات الطابو تظهر حسب أكثر من مرجع, ومنها كتاب ناجي علوش الحركة الوطنية الفلسطينية أمام اليهود والصهيونية, أن ما بين 420 ألفا و650 ألف دونم من الأراضي العربية في فلسطين سيطر اليهود عليها خلال فترة الاحتلال العثماني.

ويشار إلى أن وجهاء القدس قاموا في 24/6/,1891 أي في ظل عبد الحميد, بتقديم عريضة لرئيس الوزارة العثمانية (الصدر الأعظم) طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين وتحريم استملاكهم للأراضي فيها (عبد الوهاب الكيالي, تاريخ فلسطين الحديث, الطبعة التاسعة, ص 42).

وما سبق مقتطف من مادة الاحتلال العثماني والحنين للتخلف لكاتب هذه السطور... المهم أن السياسة التركية توظف الدراما للمساعدة في تحقيق مشروع خاص بها. ومع أن كل ابتعاد عن العدو الصهيوني مرحب به, هل نندفع لتبنى مشروع تركياً للهيمنة?... والسؤال يبقى: أين مشروعنا نحن? درامياً وسياسياً?.



د. إبراهيم علوش / العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع