معالي صالح القلاب ... وزير أردني أسبق في أكثر من حكومة سابقة ... وعين في مجلس الأعيان ... صحفي وكاتب ... وربما أن الأهم هو التنويه بأنه ( ثوريّ سابق ) ... وقف على يسار الجميع ،على يسار ماركس ولينين وماوتسي تونغ وجيفارا وجورج حبش ونايف حواتمه وكاسترو ... وشارك بفتاويه الثورية و ( التقدمية ) في كل ثورات وحراكات العالم ، ابتداء من الثورة الفلسطينية ، مرورا ب ( الحركة الوطنية الأردنية ) .. وانتهاء بأبعد ثورة على سطح كوكبنا ...
كتب صالح القلاب مقالا عرمرميا حول الشأن السوري ، تحت عنوان " روسيا هي المسؤول " .. مقال أقلّ ما يمكن أن يقال فيه ، أنه غير محايد وأحاديّ النظرة وممعن في تشويه الحقائق ...
لا أدري كيف سمح صالح القلاب لنفسه بهذا الإستنتاج الساذج ... فهو ، وقبل أيّ حديث في التفاصيل والحيثيات نراه يقرر ... " يجب تحميل روسيا، سياسياً وأخلاقياً، مسؤولية استمرار الأزمة السورية مفتوحة على هذا النحو المروِّع حتى الآن " ...
ويستطرد صالح القلاب ... محاولا أن يبيّن بأسلوب تنقصه الحيادية والموضوعية ، أنه لولا الدعم الروسي لبشار الأسد لما استمرّت الأزمة السورية حتى الآن ... " لوْ أن روسيا، هذه الدولة التي سقطت أخلاقياً، لم تتخذ هذا الموقف المشبوه الذي اتخذته منذ البداية وبقيت تتمسك به بصورة مثيرة للتساؤلات والشبهات فلأذعن بشار الأسد ..."
يريد أن يقول لنا معالي الوزير الأسبق صالح القلاب ، أن بقاء واستمرار النظام السوري ليس مرتبطا أدنى ارتباط بصلابة الجبهة الداخلية السورية وحجم الإلتفاف الجماهيري حول القيادة السورية في هذه المرحلة بالذات ، وليس صمود الجيش العربيّ السوريّ طوال هذه الفترة التي ناهزت العام والنصف ، متصدّيا ببطولة منقطعة النظير وبجدارة شهد له فيها الأعداء قبل الأصدقاء إلى أخطر مؤامرة كونيّة قذرة خطّط لها في دهاليز المخابرات الأمريكية والموساد والناتو والعثمانيين الجدد ، ووجدت من يصرف ( دون حدود ) على تنفيذها من أعراب الخليج ... أمراء ومشايخ النفط والغاز والكاز والقطران ...
طبعا ... لم يتكلم صالح القلاب في مقاله ، ولو بكلمة واحدة عن ( مآثر ) الأنظمة الخليجية ( العربية جدا جدا ) و ( الديمقراطية جدا جدا ) ... لم يتطرق الى كل ما نراه من تحريض وتجييش وضخ مالي وتسليحي وإعلامي تمارسه أنظمة ( ماضويّة ) ممعنة في التخلف على كل المستويات ، وما هي إلا بيادق صغيرة بيد الإمبريالية الإمريكية والصهيونية العالمية ...
هذه الأنظمة الرجعية المجرمة هي المسؤولة يا معالي الوزير صالح القلاب ... تيار 14 آذار هو المسؤول ... تركيا أوردوغان هي المسؤولة ... الكيان الصهيوني وأمريكا الإمبريالية هما المسؤولتان ... وليست روسيا أو الصين أو إيران ...
روسيا والصين وإيران ومجموعة دول ( بريكس ) وكل أحرار العالم هم الأصدقاء الحقيقيون لسورية وشعبها وجيشها ومقدراتها وتاريخها ومنجزها الحضاري ... وهم الحريصون ( فعلا لا قولا ) على وحدة تراب الوطن السوري وعدم تكرار السيناريو العراقي والليبي في سورية ...
رفقا بعقولنا يا معالي الوزير صالح القلاب ... !ا