أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استشهاد الصحفي محمد بسام الجمل بغارة شرق رفح مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية بباحات الأقصى 8 شهداء بينهم طفلان بغارت الاحتلال على رفح المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية الأردن .. إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة بلاها فراخ .. حملة لمقاطعة الدواجن بمصر مدعوون للتعيين في وزارة الصحة (أسماء) اليرموك تحدد موعد انتخابات اتحاد الطلبة طائرة إثيوبية تحمل شعار (تل أبيب) تهبط في مطار بيروت استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء)
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من هنا و هناك حول الأزمة المرورية الخانقة !!!!

من هنا و هناك حول الأزمة المرورية الخانقة !!!!

14-07-2012 11:51 PM

رجاني أحد الأصدقاء أن أكتب مقالا مفصلا عن " الأزمة المرورية الخانقة " التي تعيشها مدننا الأردنية جميعها وعلى مدار العام ...و تزداد سوءا في فصل الصيف و الإجازات وعلى الأخص العاصمة عمان و ذلك لينشر في إحدى الصحف الأسبوعية و موقعها الالكتروني .

و بعد تردد شديد و مماطلة وافقت مرغما و قبلت على مضض حتى لا اخسر صداقته – و التي خسرتها اليوم - , لسبب بسيط وهو أنني عاهدت نفسي أن لا أكتب حرفا في هذا الموضوع حتى لا يفسر على غير ما يراد به و الهدف من وراء كتابته .

و لسوء الحظ أنني بدأت الكتابة التفصيلية بما اعرف من خلال خبرتي و تجربتي و معرفتي و مشاهداتي اليومية ...إلا أنني و بعد أن عدت إلى منزلي أول من أمس مزقت كل ما كتبت و اتصلت بالصديق معتذرا مما أغضبه و شعرت بعتبه من دون أن يتلفظ بحرف واحد !!!!

فلقد صادف أنني كنت مدعوا لحضور جاهه لقريبة لي و في مكان لا يبعد عن منزلي في ضاحية الرشيد أكثر من 5 كم في أسوأ الأحوال , و لأن موعد الجاهه كان عند الساعة السادسة مساء غادرت المنزل بتمام الساعة الخامسة و النصف مقدرا موضوع " أزمة السير و ازدحام الطرق " ...و كنت مضطرا للذهاب من مثلث الرعب و التعقيد أمام البوابة الجنوبية للجامعة الأردنية و تحديدا تلك الزاوية الغريبة بجانب مستشفى الأمل !.

وصلت المكان المقصود عند الساعة السادسة و خمسة دقائق ..أي أن أل 5 كم استغرقت 35 دقيقة , بعد أن " كفرت " بالجاهات و المناسبات الاجتماعية الأسبوعية أفراحا و أتراحا على حدًّ سواء !!!!
المهم ...خلال أل 35 دقيقة و أل 5 كم رأيت العجب العجاب من تصرفات سائقي المركبات من مختلف النوعيات و الأعمار و الأجناس, العامة منها و الخاصة, الكبيرة و الصغيرة و على الأخص الحافلات العامة, من أهمها:

1.قطع الإشارة الضوئية الحمراء ومن قبل العشرات و بطريقة غير مسبوقة و بتحد كبير للآخرين !!!
2.التجاوز الخاطئ و عدم التقيد بالمسارب ...طبعا مع عدم استخدام " الغماز ".و وقوف و توقف الحافلات قبل الجسور و الدواوير و بعدها ...هذا ما لا أستطيع فهمه أو قبوله . أولا يوجد أماكن لتحميل و تنزيل الركاب في أماكن آمنة ولا تعطل مسارب السير ؟؟؟؟
3.الوقوف المزدوج و الثلاثي و أحيانا الرباعي , لا بل الوقوف وسط الشارع ( !!!!!!!!!! ) . و الأخطر من كل ذلك الوقوف المزدوج بعكس اتجاه السير في شارع رئيس و مزدحم بحيث انك لا تدري من أمر صاحبنا الذي يقابلك شيئا !!!
4.استخدام الهاتف النقال لدى 90% من السائقين و عدم استخدام حزام الأمان لدى 95% من السائقين و 99% من الركاب...و المأساة عندما ترى أطفالا رضعا في الأوضاع التالية:
-إما انه يجلس في حضن السائق.
-أو انه يجلس إلى جانبه أو في حضن أمه أو أخته أو جدته.
-أو أنه يخرج رأسه إما من النافذة أو فتحة السقف.
-ونادرا ما تشاهد طفلا يجلس في مقعد خاص و مربوط بحزام أمان في المقعد الخلفي ( و هي الحالة الصحيحة لجلوس الأطفال تحت سن 12 عاما في العالم المتقدم الذي يقدر قيمة الطفل و سلامته ).
5.عدمية وجود كل هذا العدد من رقباء السير على الشوارع و على الأخص الدواوير الرئيسة مثل : الواحة , المدينة الرياضية , الداخلية , مكة , الثالث وغيرها بالعشرات , لأنهم لا يستطيعون إن يفعلوا شيئا أمام هذا الكم الهائل من السيارات و المخالفات ...مع تقديري لمحاولاتهم تسهيل و تنظيم حركة المرور و التي لا تؤدي للغرض المطلوب ...ففلسفة الدوار في العالم المتحضر هي إلغاء شرطي المرور على أساس أن أولوية المرور هي لمن هو داخل الدوار !!!
6.أنا كمدير أسبق لإدارة السير المركزية لا ألومهم لأنني أعلم جيدا أنهم " مرعوبون " و ضائعون لأن هناك مائة جهة مسئولة عنهم. فالأصل أن يكون رقيب السير مدعوما من رئيس دائرته أولا و رئيسه مدعوم من وزير الداخلية , و وزير الداخلية مدعوم من رئيس الحكومة دعما كاملا غير منقوص ولا مجزءو لا مجاملة ولا تهاون في تطبيق قانون السير و الأنظمة المرورية على الجميع بمن فيهم المسئولون أنفسهم قبل كل الناس ليكونوا قدوة لغيرهم من المواطنين العاديين من أمثالنا .
7.حتى تاريخه لا أفهم كيف يسمح بالوقوف أو التوقف على الشوارع الرئيسة في المدن و أولها العاصمة لأن مبدأ الانسياب المروري في الشوارع تماما مثل انسياب الدورة الدموية في الجسم . فإذا ما تصلب شريان منها و كبر بوقوف فوضوي بدون علاجات مناسبة تحقق هذا الانسياب فإن الموت المحقق هو المصير الوحيد وهو ما أتوقعه خلال سنوات قليلة بحيث تغلق شوارع عمان و الزرقاء واربد و غيرها بالكامل فلا تعود السيارات قادرة على الحركة و تعطل حركة المرور بالكامل.
و للتغلب على هذا " التصلب " المروري فلقد لجأت الدول إلى عمل ما يسمى ب " الباي باس " ...أي استحداث طرق جديدة إما عن طريق الجسور اللولبية أو الأنفاق الواسعة ( طبعا ليست على الطريقة الأردنية العجيبة ) !!!!!
وهذه العملية تتم بتركيب جسور حديدية لا تعطل حركة المرور و بالتزامن مع منع الوقوف و التوقف في الشوارع الرئيسية و السماح بالوقوف في الشوارع الفرعية و تجهيز العرصات الفارغة أينما وجدت و تجهيزها بالإنارة و الأرصفة و الشواخص اللازمة ( الإرشادية و الملزمة ) . وعلى القطاع الخاص المساهمة بذلك مباشرة و بصورة إلزامية تحت باب ( ضريبة المواقف ).
وهنا أسجل و أراهن على أن أصحاب المصالح سيتسابقون للمساهمة في حل هذه القضية الوطنية بامتياز بعد أن تمنع السيارات من الوقوف و التوقف أمام محلاتهم و مولاتهم و بنوكهم و شركاتهم و مطاعمهم و مساكنهم !!!!
8.العملية المرورية لها عناصرها المعروفة و الموزعة مهامها على وزارات و دوائر مختلفة و أولها أمانة عمان و باقي مدن المملكة و بلداتها وقراها ....على الجميع أن يعمل ومنذ هذه اللحظة لإيجاد حل لهذه الأزمة التي باتت تؤرق مضاجعنا ليل نهار و عليهم اعتماد مبدأ مهم أينما كان ....ألا وهو: " السير باتجاه واحد ما لم يكن الشارع أو الطريق مفصولا بجزيرة ). و التشديد على مراقبة السرعات على الطرق الخارجية وعلى الأخص حافلات النقل التي طالما تسببت في إزهاق أرواح الآف المواطنين الأبرياء نتيجة لإهمال و عدم الالتزام بأخلاق المرور و سلامة المواطن راكبا أكان أم ماشيا !!!!
9.أما عن الأرصفة و تجهيزها و البسطات المنتشرة على أطرافها و على الطرق الخارجية ...فحدث ولا حرج و هي على مرأى ومسمع جميع المسئولين على اختلاف مسؤولياتهم و اختصاصهم و لا تحتاج مني لتعقيب و تنظير !!!!
10.الأرصفة المحجوزة للسيارات المعروضة و هي بالمليارات و لا أريد أن أدخل بتفصيلات وجودها ...فبالله عليكم...هل تشاهدون مثل هذه المناظر المقززة إلا بالأردن و لماذا ؟؟؟
الجواب يعرفه من رخص لهم من المسئولين الفاسدين و المرتشين الذين أبتلي بهم الوطن على مدى أل 40 عاما الماضية ولا يزال !!!!
أما عن ترخيص المولات في الأماكن الموجودة فيها اليوم و المطاعم و النوادي الليلة و مراكز اللياقة البدنية و المعارض فهذه أيضا " مأساة " أخرى نضيفها و نحن مرتاحي الضمير بأنها سبب رئيس لما نعاني منه و سنظل نعاني حتى تحل المشكلة إلى الأبد !!!!
11.لا افهم كيف أن 7 شواخص مرورية في شارع طوله 120 مترا لا تردع ولا تمنع 300 مخالف يوميا من كل الدرجات العلمية و المستويات الاجتماعية , نساء ورجالا , كبارا و صغارا . أو يرتجى من مثل هؤلاء الردع إلا بقانون رادع وصارم و تطبيق حازم ؟؟؟

و أخيرا و ليس أخيرا هذا غيض من فيض ما جادت به القريحة اليوم من مواطن غيور على مستقبل وطنه يسعى للتذكير و التنبيه و ليس النقد و اللوم لأجل النقد و اللوم فهذه مشكلة قديمة جديدة تحتاج لرجال و صناع قرار من نوع متميز للوقوف في وجهها خدمة للوطن و المواطن على حد سواء .

مقالي هذا سيغضب الكثيرين و لكنه سيفرح الأغلبية من أبناء وطني وعلى الأخص ممن يعانون يوميا منها بسبب تنقلهم من مكان إلى مكان آخر....و الحديث في الشأن المروري يطول ويطول , ويبقى مجرد تنظير و حبر على ورق إذا لم يجد من ينفذ على أرض الواقع أمس قبل اليوم !!!

و هنا أريد أن أشير إلى شيء مهم للغاية...أرجو فهمه على ما أريد به من غير تأويل:
بعد ثورة الخميني في إيران في العام 1979 قام المحللون لقيام الثورة ضد الشاه بتحديد 4 أسباب للثورة الشعبية ...كان منها ( أزمة السير الخانقة في العاصمة طهران ) .
أنا أيها الأخوة لا امزح فليس من طبعي المزح و الهزار في القضايا الوطنية !!!!!!!!!!!!!
علينا أن نعترف أولا بان الأزمة المرورية في الأردن هي قضية وطنية بامتياز أولا و أخيرا , و إذا ما استمر الحال على ما هو عليه فإنني أستطيع القول بأننا شعب متخلف بكل ما في الكلمة من معنى ...فالسلامة المرورية على الطرق و انسياب السير فيها يشكل عنوانا لبلدان متقدمة مثل اليابان و السويد اللتان تتنافسان في هذا المجال !!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع