بقلم: محمد ابو خليفة
أثبتت معظم جامعاتنا والحكومية منها على وجه الخصوص فشلها بالتعامل مع العنف رغم كل المحاولات مما ساهم في تفاقمه وارتفاع وتيرته بين الجامعات .الغريب في الأمر ان معظم حالات العنف الجامعي والأحداث المؤسفة التي تليها لن تجد سببا وجيها يقف خلف هذه الأحداث بل قد لا تجد وصفا آخر أكثر مطابقة لأسباب هذا العنف سوى انه تافه.وحيث ان التفاهة قد وجدت لها مكان بين هذه الأحداث فنقول أيضا ان من التفاهة بمكان ان تفشل عمالقة مؤسسات التعليم في احتواء هذا الوباء الداهم والمدمر لسمعة مؤسساتنا التعليمية العريقة. يقال اذا عرف السبب بطل العجب ولكن هذا الوباء يخالف هذه القاعدة إذ ان أسباب العنف معروفة لدى القاصي والداني وكلما تعمقنا في السبب ازداد العجب أكثر.فهل يعقل لشباب جامعي يفترض انهم الأوعى والأثقف والأقدر على تحمل المسؤولية ان يكون سبب خلافهم مقرون بمسمى عشائري او فئوي او جهوي او طبقي او عاطفي لكي يثبتوا انهم الأسخف والأتفه بين طبقات المجتمع وفئاته التعليمية .فمنذ متى تكون العشيرة في العرف الجامعي مصدرا للعنف إلا عند من فقد بوصلته الثقافية والعلمية والاجتماعية وسقط في مستنقع السخف والضياع.منذ متى والاختلاف العاطفي او الافتتان بإحدى الطالبات التي ما جاءت للجامعة لتتعلم بقدر ما جاءت لتصطاد بحركاتها اللافتة او لباسها الجاذب من أصحاب الاستعراضات او البنطال الساحل او من هو على شاكلتها لكي تحول الجامعة الى ساحة عشق او ساحة وغى على حساب سمعة الجامعة ووقت الطلاب؟ام ان بعض من حالفهم الحط بمقاعد جامعية من أصحاب المعدلات المتدنية الذين وجدوا أنفسهم طلاب جامعات بعد ان جاء بهم علاء الدين بفانوسه السحري ليقول لهم "شبيك لبيك الجامعة التي تريد بين يديك " فوجدوا أنفسهم طلاب جامعة دون عناء ودون ان تحفى أقدام آبائهم بالحصول على هذا المقعد السحري ودون ان يتكبدوا عناء الأقساط الجامعية القاصمة للظهر فهان العلم عليهم وهانت الجامعة ومن فيها لينخرطوا بأعمال عنف غير آبهين فمن دخل البلاد بغير حرب هان عليه تسليم البلاد.ان تدني مدى الوعي وانعدام روح التسامح لدى افراد هذه العشيرة او تلك مع ما خالطه من تغيير طرأ على القيم الاجتماعية لدى العديد من الأسر قد اذكى بين ابناء العشيرة روح التعصب للعشيرة والأقارب وخلق نوعا من التباين الطبقي بين أبناء العشائر فانعكس سلبا على مجتمعنا وعلى سمعة عشائرنا الأردنية خصوصا بعد ان استبدلت بعض شيوخها الحقيقيون بشيوخ الجاهات والولائم فلم تعد تلازمهم الحكمة وجزالة الرأي؟فأين هؤلاء من "شيوخ أيام زمان" في الحل والربط والكلمة الصائبة والرأي السديد والقادرون على احتواء الأزمات؟ لاشك ان هناك مجموعة من المتغيرات يجب ان تدرس بعناية من قبل المختصين والمعنيين للوقوف على مفاصل هذا الوباء الخطر والمحبط لهِمَم الطلاب والعمل على نزع فتيل النزعات العدوانية والتعصبات الإقليمية والتكتلات العرقية والعصبيات القبلية والتوجهات الجهوية والسلوكيات العاطفية لدى الطلاب نزعا تاما بوضع عقوبات صارمة ورادعة بحق المتسببين وذويهم دون السماح بإقحام الواسطة والمحسوبية والتدخلات السيادية بسحب او إلغاء العقوبة كما هو حاصل وان يكون حدها الأدنى الفصل من الجامعة والحرمان من الدراسة ليكونوا عبرة لمن يعتبر.وثمة كلمة للشباب الجامعي ان هذه الجامعات وجدت للعلم والبناء وتنمية العقول وخلق أجيال قادرة على العطاء والنهوض بالأمة وتقدمها والمساهمة في صناعة وبناء حضارتها ولم توجد لاستعراض مظاهر الرجولة والرومانسية والتباهي باسم العشيرة التي ان فعلت فهي منك وما أمثالك براء.