زاد الاردن الاخباري -
مثلما كانت تونس سباقة في الربيع العربي، الذي طال دولاً كثيرة في المنطقة، أَبَى الرئيس التونسي منصف المروزقي "أول رئيس للبلاد بعد الثورة"، إلا أن يكون سباقًا هو الآخر، ليس فقط في المنطقة، ولكن على المستوى العالمي، بعدما امتنع عن أداء عمله، ودخل في إضراب مفتوح.
المرزوقي " 67 عاما"، رأى أن حكومة بلاده تنتقص من صلاحياته، ولا تستشيره في عديد الأمور، التي يراها مصيرية، فقرر أن يضرب عن العمل، ويمتنع عن توقيع الوثائق وإبرام الاتفاقيات، وإصدار القرارات.
ولم يكتف المرزقي بذلك، بل قرر الاعتصام في القصر الرئاسي بقرطاج؛ لحين تلبية مطالبه بعدم الاعتداء على صلاحياته من جانب الحكومة التي يسيطر عليها حزب النهضة الإسلامي.
وتعد حالة الرئيس التونسي، هي الحدث الأول على المستوى العالمي، الذي يعتصم فيه رأس الدولة. لكنها ليست الحالة الأولى بين الساسة والوزراء في دول العالم، ففي 25 أبريل الماضي، دخل عدد من الوزراء والمسئولين بالحكومة الموريتانية، في إضراب عن العمل وهدد البعض الآخر بالإضراب، بسبب إرسالهم في بعثات استطلاعية داخل البلاد لحل مشاكل موريتانيا الداخلية، ومنها مشكلة الجنوب الموريتاني.
وقوبل الإضراب، حينها بعاصفة من الانتقاد من قبل الصحافة الموريتانية التي شنت حملة شرسة وطالبت الرئيس الموريتاني بتعليق رواتب هؤلاء الوزراء.
ولم تكن موريتانيا، هي الوحيدة التي تشهد إضرابات واعتصامات لساسة، ففي مايو الماضي، دخل محمد فرج الغول وزير العدل في حكومة "حماس" بغزة، في إضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال، في خطوة رءاها أنها داعمة لهم في قضيتهم العادلة.
كما شهدت إسرائيل إضرابات هي الأخرى، عندما دخل 20 سفيراً إسرائيلياً في يناير 2012 في إضراب مفتوح عن العمل، ومن بينهم سفير إسرائيل بمصر إسحاق ليفانون، مطالبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحسين أوضاعهم المعيشية، في خطوة اعتبرتها الصحافة الإسرائيلية أكبر أزمة دبلوماسية في تاريخ إسرائيل.
لكن العالم، لم يشهد أن اعتصم حاكم أو رئيس لدولة، ليبقى المرزوقي متفردا، مثلما سجل اسمه في التاريخ كونه الرئيس الأول لتونس بعد الثورة.
الوطن