من الألفاظ التي كثيراً ما يستخدمها الأردنيون كلمة هامل , هذه الكلمة اعتادوا إطلاقها على التافه من الرجال كوصمة يميزونه من خلالها ويحفظون له الموقع الذي يتميز به ومن خلاله هذا الهامل الوضيع الدنيء الذي يستخدم كل الأدوات الدنيئة من أجل القفز للمواقع المتقدمة على حساب الآخرين الذين لا يأبهون بأمثاله من حشرات المجتمع السفلي , انه ذلك التافه الذي يبني أهرامات أشواقه المنقطعة من دماء الآخرين .. انه السفيه الذي يبقى واقفاً حتى ينتهي جميع المحترمين من أقوالهم وأفعالهم حتى ينطق .. فلا يجالس علية القوم ولا يتزوج منهم وإنما يجالس هاملاً مثله ويناسب هاملاً على شاكلته..
لكن في هذا الزمن اخذ الهمل يتصدرون وأخذ الرويبضه على حد تعبير الحديث الشريف ينطق في شؤون العامة ويتشدق في حديثه دون أن يجد من يلقمه حذاءً .. فقد وجب علينا أن نعود إلى قواميسنا لنسمي الأشياء بمسمياتها لوضع حد لهذه الهستيريا والجنون أو السياسة العرجاء التي جعلت من كل ناعق ببعض الشعارات الفارغة قادر على الادعاء بأنه يمثل الأغلبية وأن هذه الأغلبية الصامتة هي من أملاك ( اللي خلفوه ) وقادر على الحديث باسمها..
فكم من تافه يرهق مسامعنا بالحديث عن الوطنية والديمقراطية والإصلاح المزعوم وهو رويبضه ..!! وكم من وضيع بيننا يحاول إقناعنا بالخصخصة واللصلصه وهو رويبضه ..!! وكم من دوني حاقد فاسد يلقي علينا دروس في الأخلاق وهو رويبضه .. وكم من زعيم عصابة يتحدث عن الشهامة والرجولة وهو رويبضة .. وكم قزم قال ان الوطن ضروري وهو رويبضه ..!!
بتقديري أن الإنسان اللص أو الخائن أو العاق يحاول أن يسقط عقده على الآخرين ويسميهم بما يتصف هو به على قاعدة أن لصاً يتهم الآخرين باللصوصية أو خائناً يتهم الآخرين بالخيانة لتكون النتيجة بالتالي تجاوزات تتم ضمن تواطؤ متعارف عليه بعد أن غاب العمالقة وخلت الساحة للأقزام والسماسرة والعرابين .!!
ويبقى السؤال المعلق في سماء الأردن .. كيف تتاح بعض المنابر لأشباه الرجال الذين خرجوا عن أعرافنا وتقاليدنا ومبادئنا وأخلاقنا وتاجروا بالوطن وعاثوا في الأرض فساداً ليتحدثوا في شؤون العامة كلما أتيحت لهم فرصة ليرموا الناس بعقدهم الدفينة متجاهلين أن للناس ذاكرة لا تخون ومواقف لا تلين ولا تهون في قواميس المبادئ التي حفظنا ألفها وبائها منذ كان البعض ينشر غسيله على حبال العمالة والمداهنة والنفاق والفساد والمواقف المشبوهة ..!! من هنا يأتي الجواب الصاعق أن حجر الرحى سيطحن كل هامل متطاول لأنه وفي مرحلة معينة وحين تفقد لغة الحوار أي توافق أو انصياع للأمر الواقع وحين نشعر بالحرج من مواقف هؤلاء وحين يندى جبين واحدنا من قلة الماء في وجوههم سيتوجب علينا حينها أن نخلع ربطات العنق ونلف بها أعناقهم النتنة لنسوقهم كما تساق الشياه إلى حتفها لتكون النهاية التي يستحقها كل رويبضه طال الزمن أم قصر .!!!