خالد قطاطشه
في عام 1989 خرجنا شبابا" مندفعين ثائرين على سياسة الحكومة وبعض حالات الفساد في حينها .. وكان ان قمنا بالتخريب والتكسير للفت النظر لنا .. لم نعي ما كنا نصنع وما صنعته ايدينا .. لم نهتف ( اس ..اس .. ) ولم نشتم أحدا" .. وسقطت الحكومة حينها بتشكيل حكومة جديده .. وقد كان انتصارا" لثورتنا ..
لم يُطلق علينا (ناشطين ) .. لم يكن اسم ما كنا به ربيعا" عربيا" .. بل كان رفضا" واضحا" لسياسة دون أي دعم من أي قوى خارجيه او حزبيه .. بل كان المشهد عفويا"شجبنا واستنكرنا بطريقتنا .. لم نشأ ان يتم تسليط الضوء الاعلامي علينا ولا على صنيعنا .. بل كانت رسالة منا وصرخة للنظام حينها !!
في ذلك الزمان وقد تجاوزته الاعوام احتشد من نصبوا انفسهم "علية القوم" وذهبوا للاعتذار !! ويروي البعض انه كان من بينهم رجلا" بدويا" قد بدت انعكاسات الحياة عليه واضحة وجليه على مُحياه ووجهه السبعيني عندما هم بمصافحة يد الحسين رحمه الله .. وخاطبه بلغة البلاغه عمقا" قائلا" : أنت حسين ؟! وقد هز يده مكررا" .. أنت حسين ؟!! .. وقد تابع : يا حسين عندما يُهمل الراعي قطيعه .. تعود الى صاحبها لانها تعرفه وتعرف من يكون وتمكث أمام بيته تُثير عجاجا"وغبره تاركة مرعاها لتخبره بصمتها ان هنالك من أهملها ولم يرعها جيدا" .. وهذا ما كان من أبنائنا صنعا".. حكوماتك يا حسين أهملتنا وأهملت حاجة أبنائنا ... حنا يا حسين معاك بنينا الوطن وعنه ما تخلينا .. الجمال يوم تجوع تهج على أهلها ..
لم يُجمل ذاك السبعيني عباراته .. لم يستعير ابجديات حروفه من صفحات الفيس بوك .. بل استخدم بيئته التي يعيشُها في الوصف وتصوير الحالة .. وأجزم هنا ان ذات الرجل قد ساهم في حل العديد من القضايا العشائريه دون اللجوء الى منابر المحاكم وكان حكمه العدل والصواب بسريرته وبديهيته البسيطه .. وقد عجز عنها اصحاب السياسه ..
نعم نحتاج الان بل نحن أحوج ما نكون الى رجال مرحله.. رجال يمتلكون الحكمة لتدارس الاوضاع الحاليه والخروج بصياغة الى حلول تريح حناجرنا المتعبة بعيدا" عن الشارع واحتقاناته ..
نحتاج ويحتاج الوطن الى حكماء ليس لديهم "أوراق خاصه" ولا "مسودات شخصيه" وليسوا قانصي فرص مُستغلين للاحداث ..
في ليال الوطن المُعتمة .. يُفتقد الرجال .. رفقا" بهم أيها الوطن فلا زالوا تحت سماءك ..
لعل القادم أجمل بأن يأتي بهؤلاء الرجال .. لنُعلن وتُعلن الايام نوم أشباه الرجال ..
Khalid.qatatshee@yahoo.com