أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غوتيريش يستخدم المادة 99 لأول مرة لأجل غزة! تطورات حالة الطقس في الأردن الخميس فيديو - جيش الإحتلال يقتحم طولكرم ويحاصر مخيم نور شمس 10 شهداء بقصف صهيوني لمربع سكني بمخيم المغازي الأوقاف تدين مخططا لتنظيم مسيرة لمستوطنين بأحياء البلدة القديمة بالقدس بتوجيهات ملكية .. القوات المسلحة تنفذ إنزالاً جوياً رابعاً بغزة أمريكا: مقتل 3 أشخاص بعملية إطلاق نار داخل حرم جامعة نيفادا – صور وفيديو مكذبة نتنياهو .. هيئة البث الإسرائيلية تنفي "محاصرة منزل السنوار" لماذا غاب الملثم ومتى يظهر من جديد 100 جندي إسرائيلي أصيبوا بأعينهم .. وبعضهم فقد بصره القسام: دمرنا 23 آلية عسكرية في خانيونس وبيت لاهيا فقط​ الصفدي وغوتيريش يؤكدان وجوب الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة إغراق أنفاق غزة بمياه البحر .. هل هي فكرة يؤيدها العلم؟ / صور وفيديو الاردن يحاكم 20 شخصا بتهمة بيع طائرة بوينغ «مكافحة الفساد» تسترد مبلغ 517 مليون دينار لعيون أبو حسين فرحات احترقت الدبابة وتفحّم الجنود .. القصة الكاملة القسام تعلن عن حصيلة كبيرة لخسائر الاحتلال. تحذيرات من تشكل الضباب فوق مُرتفعات جبلية والسهول والبادية. جيش الاحتلال: السنوار غير موجود فوق الارض. عباس: حل الدولتين يتطلب حصول فلسطين كامل العضوية بالأمم المتحدة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ما كان منكم إلا الاستسلام

ما كان منكم إلا الاستسلام

28-03-2012 10:09 PM

لحظات بمشاعر متناقضة كانت سببا لانحدار دمعة من مقلة عين جرحتها وجرت خارجة تنساب حفرت أخاديد على الخد, ولم تكتفي تلك الدمعة بخرق ما كان في طريقها إلا أنها تحولت لفيضان سقى ارض مرت عليها أقدام الفرسان والخيول في زمن مضى , للحظات يتخيل لي أني اسمع صهيل الخيل وصليل السيوف فوق حصن منيع مشيد بطريقة فنية بديعة – هبات نسيم ناعمة تتمايل على أثرها الأغصان والشجر بنفحة إلهية ألهبت المشاعر وابتسامة فخر لتاريخ مضى وقع على ارض الرباط, وقسمات وجوه نيرة تفيض عروبة ونخوة وقمة رجولة تناظرني ولمحة عين فاقت العتاب بمراحل بل كانت اقرب للاتهام , وجدت نفسي للحظات في قفص المحاكمة وقرع الطبول ومن حولي جمهور غفير وعلى منصة عالية يجلس القضاة وغريمي في الأمر دماء لشهداء روت الأرض حاملة رايات الشهادة تنزف بالنصر وصوت مناد ينادي "محكمة".

صوت عذب ابتدأ الكلام موجها يده نحوي بالإشارة – أنتم أقوام أتيتم عقبنا لم تصونوا الأمانة التي كسبناها وتشبثنا بها ودفعنا الغالي والنفيس لأجلها, ورثتم عنا الانتصارات وتفاخرتم بها ,لم تزيدوا عليها شبرا واحدا ولا كلمة خالدة , بل لوثتم صنيعنا بحقيقة جاحدة وبسيرة خامدة – كانت أمجادنا تُكتب بالبطولة والفداء وحُسْن الألقاب , أصبحنا بفضلكم نُذْكر بالرعونة والعداء والإرهاب.

صمت يطبق على الحضور ينتظر أن أتكلم , أدافع استشهد بصنيعنا , لم أجد ما يشفع لي من حضارة وصناعات وتطور ورُقي في عالمنا , كان كله مجرد اقتباس مشوه أُخِذ بالمظهر منه وزُهِد بالجوهر , كلما حاولت النطق بإحداها بادرتني نفسي بالصمت فكل ما أقول يُدين , نظرت نظرة حولي لعل الكلمات تسعفني أو بعض المنجزات تُنْجدني فلم أرى سوى حضيض وأوساخ وتصرفات لا تليق بحضرة الفرسان من حولي .....

مظاهر تفيض العين منها حزنا وألما على آثار مُحِقَت وبُدّلت بصور شائنة وسوء تقدير وإدارة وأموال منهوبة في غير محلها , أرضنا وتراثنا وفرساننا الذين ساروا على نهج الكرامة فما كان ممن خلفهم إلا وجاروا عليهم وبدلوا ما هو خير بالذي هو أدنى – وما وجدت حولي من واقع أعيد ترميم بناءه بوسائل مبتذلة وتلاطم عصر بلا حياء على ارض شهدت ملاحم نصر وشرف وكبرياء.

مظهر آخر لعقول حضارية ادعت العلم والمعرفة والفحص والتنقيح لأسلاف كانوا خير هَدْي لتاريخ أمجاد عريقة – محاولات يائسة للتفنيد والتحليل ونسف تاريخ كامل بحجة الانفتاح وإعمال العقل بلا جدوى,وَضْع من كان فخرا للأمة والبشرية موضع البحث , وفشلا ذريعا يحيطهم تتسلل من بين أيديهم كل قوة ضاربة ويمتلئ العقل لديهم من كل شيء سوى العقل, ويصبح كمن يتخبطه الشيطان من المس , تلك العقول لو وضعت تحت مجهر ماذا يمكن لنا أن نرى؟ وكم من لوثة أصابتها؟ وكم من فتنة وشبهة تخللت الأفكار ومسيرة الحياة؟ وما الوسيلة لتحصيل العلم والمعرفة؟ وكم دامت المحاولة في البحث والتقصي؟ وهل سيُسْمع لهم أم يُضرب بهم عرض الحائط؟ ما تاريخهم وسندهم ؟ لا شيء...بل كانوا مجرد فروع بلا جذور تتمايل في مهب الريح مع كل نافث للسم وناعق, ما هم سوى انهيارات تتبعها لعنات الأولين والآخرين.

ما لبثت تلك المفارقات بين حاضر مؤلم حزين وقهر وبين ماض مشرّف مدعاة لكل فخر ,إلا وصوت مجلجل ينادي" رفعت الجلسة" فأسدل الستار على مسرحية تجارها أحياء ولكنهم أموات وغثاء ما لبثوا إلا ويسحقون , وأبطالها أموات ولكنهم أحياء عند ربهم يرزقون .

انسحبت بصمت من تلك الحلقة ونظرات الاتهام تلاحقني وأصوات من سبقونا من بناة قاموا بتشييد صرحا عظيما تطاردني, دعونا بمفازتنا فقد نلنا كرامتين , كرامة النصر والشرف والتاريخ يشهد , وكرامة حب الموت والله يشهد , ارحلوا ارحلوا .. ودعونا بسلام فما كان منكم إلا العار والاستسلام .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع