زاد الاردن الاخباري -
حذر الممثل السوري غسان مسعود من خطورة الانقسام السائد في المجتمع السوري بعد مرور عام على الأحداث التي تشهدها بلاده، فأشار إلى تدني مستوى الخطاب بين السوريين، مشدداً على ان سوريا لا تختصر بلونين فقط، في إشارة إلى السلطة والمعارضة.
وتساءل مسعود، الذي اشتهر بدوره في فيلم "صلاح الدين"، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" بالعربية ماذا يفترض بمن "لا يملك اليوم أجندات سياسية، ويحمل فقط فكرة الوطن في داخله أن يفعله؟".
ورداً على سؤال عن الدور المطلوب من الفنان السوري وطنياً، قال مسعود "ربما من ضمن مهام الفنان على المستوى الوطني أن يكون واسطة خير بين الأفرقاء الذين يحملون أجندات سياسية سواء كانوا مؤيدين للسلطة أو معارضين لها".
وأضاف "بغير هذا المعنى أعتقد ان الفنان يخطئ حينما يتجاوز هذا الدور، وكذلك السياسي يقع في الخطأ ذاته حينما يدفع الفنانين بهذا الاتجاه، وإلاّ كيف يمكن أن نفهم دور السيدة فيروز التي يطرَب لها اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم السياسية، دون أن تنحاز لهذا الطرف أو ذاك، فنجدها مؤخراً تغني لما يعرف بجمهور 8 آذار و14 آذار، واستطاعت أن تتجاوز سابقاً كل تجاذبات الحرب الأهلية وتعقيداتها في وطنها لبنان".
وسئل عن سبب عدم مشاركته في افلام هوليودية بعد فيلم "صلاح الدين"، فأجاب " ذهبت إلى هوليود بعد تجربة فنية طويلة في سوريا والعالم العربي وكان من الصعب عليّ- نفسياً- أن أعامل فيها كمبتدئ".
وأضاف "من جهة أخرى عندما تذهب إلى هناك لتبحث عن آفاقٍ جديدة عليك أن تبقى حيث أنت، لا أن تضع قدماً في مقر إقامتك وعملك الجديد، وآخر هنا في سوريا حيث عائلتك وتجربتك، بالنسبة لي كان الخيار الأول شكلاً من أشكال الانتحار، فليس من السهل أن أبيع خمسةً وأربعين عاماً من عمري، كما لا تتوقف القضية عند هذا الحد فأن تختار البقاء في هوليود يعني أن تكون مستعداً لاستبدال هويتك وترضخ لإغراءات أعمال ربما تسيء لهذه الهوية والتكوين الثقافي.. لم أستطع استبدال هويتي بهذه البساطة".
ونفى مسعود أي علم له بما تردد عن انه سيؤدي شخصية زعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن في فيلم من إنتاج مصري.
وختم متوجهاً إلى السوريين بالقول انه "أحياناً من الحكمة والشجاعة أن نصمت، وبناءً عليه أنا أول ما نصحت نفسي به هو الصمت، وهذه هي المّرة الأولى التي أتحدث فيها للصحافة منذ زمنٍ بعيد لأنني وجدت ان الخطاب الذي يدور بين السوريين اليوم لا يليق بسورية".
upi