قال نزار قباني رحمه الله : كلما غنيت باسم امرأة.. أسقطوا قوميتي عني وقالوا: لم لا تكتب شيئاً للوطن؟ وهل المرأة شيء آخر غير الوطن؟؟ وقال محمود درويش رحمه الله: لن أسميك امرأة سأسميك كل شيء!!! وأنا لم يحدث يوماً أن خالفت نزاراً أو محمود، فبرغم جراح وطني الكبير التي تستدعي كل الصمت وجل الحزن وعظيم الألم إلا أنني أقف اليوم في حضرة الأمومة وأستأذن الأوطان في أن تسمح لي بأن أغني لأمي وأن أخصها بالسلام: أمي ”أنثى الجبل“ تلك التي تقف الحروف مشدوهة ولا تقوى على الإصطفاف لترتب كلام يقال في كبرياء بهائها
سلامي على كل أم للمرة الأولى تبتسم كل ما نظرت إلى الأمل الذي تحتضنه فيغمرها الكبرياء لأنها غداً ستصبح أم
سلامي وصلاتي وفاتحة الكتاب على كل روح أم رحلت ولم يرحل طعم حسائها وقبلتها على الجبين، عبق رضاها وشالها الأبيض، محفظة نقودها العتيقة، صوت أساورها،عاداتها الصغيرة... لكأن كل مافي المكان يكاد أن ينطق باكياً من فرط الحنين: هنا كانت أم
سلامي على كل سيدة لم يرقد يوماً في رحمها فرح إلا أن أطفال الأرض كلهم كانوا أبناء قلبها و روحها وحلمها الذي تصبو إليه، فهي وإن عز ذلك أم
سلامي على كل صبية غنت أنوثتها وأغفت لعبتها في حضنها مذ كانت طفلة وفي قلبها تغفو كل يوم أمنيات أم
سلامي على كل أم شهيد ودعت قطعة من روح و أوجعها الغياب لأنها أم
يا نساء الأرض جميعاً سلامي عليكن كل السلام في زمن عز فيه السلام، يا من أنجبن أو إنتظرن أو لم يستطعن إلى ذلك سبيلا. كل عام وأنتن يا "حبيباتي" أمهات من قمح وصابون وألق: يحلو بكن طعم الخبز، وتغسلن عن القلوب همومها الثقال ويغني لأجلكن المهد والسرير والقمر...