أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الثانوية الإنشائية ، توجيهي : كسّير .. توجيهي...

الثانوية الإنشائية ، توجيهي : كسّير .. توجيهي :بلّيط ..

15-03-2012 12:49 AM

الثانوية الإنشائية ، توجيهي : كسّير...توجيهي :بلّيط....
صايل الخليفات .
قد يبدو مقالي هذا غريبا بعض الشيء ،لكنه وجهة نظر تحتمل الصواب بقدر احتمالها للخطأ، وأسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير .
تأملت كثيرا في المعركة التي يخوضها الناس - وأنا بينهم- مع الحياة ،وكيف يبدو البعض رابحا أو خاسرا،وكيف أن للخسارة فنون كما هي للربح . وكيف ترى البعض ماهرا في الفشل،وله من المهارات المؤدية إليه ما للناجح منها !
وأنا في خضم هذا التأمل تستوقفني مصطلحات تتداولها ألسنة الإعلاميين والاقتصاديين وغيرهم من مثل: البطالة ،وثقافة العيب ، وكساد سوق العمل.وبعدما طول متأمل فيها وفي الواقع الذي نعيشه ونحن جزؤه الرئيس ،لعلي أكون محقا إن قلت إننا ماهرون في صناعة مشاكلنا وتسويقها في عقولنا على أنها معضلة ليس لها حل .
ولما تداعت لدي الأفكار والآمال وجدت نفسي أنظر تلقاء واقع التعليم في بلادنا وحال الطلبة معه ،فخلت أنني أنظر إلى منبع المشكلة وأساس تكوينها ! إذ إن هناك واقعا منطقيا داخل الغرف الصفية ،تتفاوت فيه مستويات الطلبة ومهاراتهم،وهم مولودون معه ومجبولون عليه ،وليس لك أن تجد في مستوى ما طالبين متجانسين في قدراتهما وميولاتهما، بل يكاد ذلك يكون مستحيلا .
لكن بيت الداء هو التوجه الذي تمليه علينا الثقافة المجتمعية السائدة ، أو الفهم الضئيل والبصيرة القاصرة عن إدراك الفرد منا للمستقبل القريب على حد منظوره الشخصي .لذا فالكل يتطلع إلى الشهادة الجامعية على إنها ورقة القبول في ثقافة مجتمعه ؛حتى أصبحت التطلع الرئيس عند جميع الطلبة بغض النظر عن مجالها ومستقبلها . ونحن نرى ذلك وأثره في مخرجات جامعاتنا ابتداء، وفي حاجة أسواق العمل انتهاء،فهناك آلاف الخريجين من بعض التخصصات يتدفقون من جامعاتنا سنويا إلى شارع العمل الذي يشهد تخمة في مجال التخصص ذاته ولعدة أعوام قادمة .
وفي طرف المعادلة الآخر نجد أسواقنا تشهد ازدحاما من قبل العمالة الوافدة ،والتي أخْتلفُ بشأنها مع من يزعم أنها ركيزة العمارة في البلاد ،لأقول له :تمهل! هي عندي سبب تضخم سوق البطالة ،واستنزاف الأموال ،إضافة إلى دورها في تكريس ما يعرف بثقافة العيب في نفوس الناس صغارا وكبارا.
لعل هذه المعطيات معروفة عند الجميع ولا لبس فيها ، لكن المهم : ما الحل للخروج من أزمة البطالة هذه وثقافة العيب تلك ، واستنزاف مادة العمران بأيدي الوافدين ،وما آلت إليه أحوالهم بمساعدة قوانيننا الصدئة بآليات تنفيذها ،حتى بتنا تحت رحمة الغريب في أوطاننا،هو يسابق الزمن في نهب ما يستطيع من أموالنا، ونحن يجري فينا قول من قال : صاحب الحاجة أرعن ،أخبتنا أليهم بدراهمنا ، فخسرها الوطن لتنتفع بها أصقاع أخرى .
إن الحل للخروج من هذا على ما أرى- والله أعلم- يكمن في إعادة النظر في سياساتنا التعليمية أملاً في ولادة منهجية سياسية جديدة متجددة ، لتوجيه الطلبة نحو احتياجات سوق العمل الحقيقية .
ولعلنا نعيش غفلة عن مجال عملي وقطاع حيوي واسع نادرا ما يتأثر بكساد مجالات العمل الأخرى ، وهو القطاع الإنشائي ، وهو المجال الذي تَسْتنزِفُُ من خلاله العمالة الوافدة رقما ضخما من أموال الوطن وتحرمه الانتفاع بها،كما إنه يدخل في صلب احتياجات الدولة والمواطنين الأساسية التي لا تنقطع.
والسؤال الذي أخلصُ إليه : لماذا لا يعامل هذا القطاع معاملة القطاعات الأخرى بأن يدخل في صلب العملية التعليمية ، أسوة بقطاعات التجارة والزراعة والخياطة والتمريض وغيرها ؟ لماذا لا يكون لدينا ثانوية إنشائية ؟ أو ثانوية معمارية؟ فكما نقول توجيهي زراعي ، وتوجيهي تمريضي ، وتوجيهي صناعي ، نقول توجيهي إنشائي...! يتعلم فيها الطلبة جميع الأعمال الإنشائية ،"الكسارة ،والدهان، والتبليط ،وجميع متعلقات العمارة كالطوبار والحدادة ،وبناء اللبن ،والحجر وغيرها ، وفق مناهج علمية يعدها ويشرف عليها خبراء ومهندسون،تمهيدا لجعلها تخصصات رديفة للتخصصات الهندسية في هذا المجال .
أظن أننا بهذا التوجه نقضي على ثقافة العيب بدءا ، ليكون بادرة لنزول طاقات الوطن الكامنة إلى شوارع العمل والبناء ، فتحل أيدي أبناء الوطن محل الأيدي العاملة في بنائه، فنحفظ بذا كرامتنا إذ إن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها ، ونمير وطننا بحد مزاعمنا ،ونخرج من أزمة تنبئ بقادم عسير!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع