تطبيق العدالة ومحاسبة كبار الفاسدين لا تتم من خلال مسرحيات فاشلة كاذبة تحتقر أيّما احتقار جماهير الشعب ...فقد حفظنا تماما كيف تكون البداية وذروة التأزم والنهاية البائسة ليس للفاسدين بل للجمهور الذي يخرج مكتئبا في كل مرة, فما عاد فيها أي تشويق بل هو السخط ثم السخط الذي يسبق مرحلة رمي المخرج والمنتج والممثلين بالحجارة وتطبيق النهاية بكل إثارة على طريفة الجماهير...
أما عن تسلسل أحداث تلك المسرحيات الهزيلة البائسة....
- طنطنة إعلامية تسبق استدعاء من وقع عليه الاختيار ...المسألة انتقاء
- مرحلة الاستدعاء وتصاحبها زفة إعلامية تكون حديث المجالس لأيام...
- حجز البطل وتوقيفه ورفض تكفليه من 4 إلى 6 محاولات يصاحب ذلك تسريبات منتقاة للإعلام عن قضايا تم اختيارها بعناية...للدلالة على الحشمة والجدية...
- أما النهاية فيسبقها وقف الزفة الإعلامية وقفا شبه تام يتبعها تكفيل البطل وعودته سالما غانما...
- ثم نوم أبدي للقضية...
والدليل على ذلك ...
هل عادت أي من الأموال المسروقة أو جزءا منها لخزينة الدولة ...؟؟؟
هل حكم على أي من هؤلاء الأبطال بالسجن لمدد واضحة ولو لمرة واحدة ..؟؟؟
ما الذي استفاده الوطن والمواطن من تلك المسرحية البائسة؟ سوى مزيد من رفع الأسعار وزيادة الضرائب والرسوم لتعويض تكلفة إنتاج المسرحيات...؟؟؟
ثم هل رأيتم يوما قضية فساد في الأردن انتهت نهاية سعيدة للوطن والمواطن ...تغلق القضية وتقيد ضد المواطن وعليه دفع الثمن دائما...أما المجرم فهو معروف معلوم ولم يكن في يوم من الأيام مجهولا...
ملاحظة مهمة جدا:
من حرص على حل لجان التحقيق في مجلس النواب ( الأردني) حول قضية الفوسفات والميناء وموارد واستمات من أجل ذلك بعد أن وصلت تلك اللجان إلى نتائج مهمة وصادمة للشعب الأردني؛ لهو أشد حرصا على بقاء مؤسسة الفساد المساهمة المتأصلة الرابحة, ما دام لدى المواطن قطرة دماء يمكن لهم أن يشربوها ...