يواصل الطلاب تعليمهم العالي من اجل تطوير قدراتهم وتأهيلهم وصقل شخصيتهم باعتبارهم قادة المستقبل ،،، اذ ان طالب العلم هو الثروة الحقيقة للمجتمع ،،، ، فهو يمثل بعد تخرجه أحد أهم مجالات التنمية البشرية وأرقى أنواع الاستثمار على الإطلاق بما يحرزه من إنجاز علمي وإنتاج معرفي .
لذا يتطلب من الجهات المعنية التخطيط الجيد ووضع الاستراتيجيات والسياسات الواضحة للعملية التعليمية بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة والتي تتواكب مع مستجدات العصر والثورة المعرفية والتكنولوجية .
ان من اهم وظائف الجامعات هو البحث العلمي وهو المكان الحقيقي للابداع والمعرفة والاثراء والسعي لتوظيف ذلك في المكان الصحيح ، وبالتالي زيادة فرص النجاح والانجاز الذي نحن بأمس الحاجة اليه في مجتمعنا الاردني لتطوير المشاريع ونجاحها وتوفير الوقت والجهد والمال لحل المشكلات المختلفة التي يواجهها المجتمع وانعكاس ذلك ايجابيا على الاقتصاد الوطني .
وتعد البحوث الجامعية احد اهم مؤشرات الجودة والتميز في سلم تصنيف الجامعات محليا وعربيا ودوليا وكلما تميزت الجامعة ببحوثها العلمية فانها تجذب الطلبة من حملة الماجستير واعضاء الهيئة التدريسية الاخرى سواء من داخل البلد ام خارجه ، اذ تفيد التقارير والنشرات الصادرة عن المنظمات الدولية المختصة في هذا المجال أن الدول العربية هي الاقل انفاقا على البحث العلمي في العالم ، وبالتالي لا تخرج سوى 373 باحثا لكل مليون نسمة ، علما بأن المتوسط العالمي 1081 باحثا ، وبلغت نسبة الاستثمار في البحث العلمي في العالم العربي لعام 2010 (0.2%) من الناتج الإجمالي العربي ، وفي الاردن هو (0.55%) من الناتج المحلي الإجمالي ، بينما في الدول الصناعية هو (1.8%) من ناتجها الإجمالي. أما في اسرائيل فقد بلغت (4.5 – 4.7%) وهي من أعلى النسب.
كما احتل الاردن الترتيب رقم (95) من أصل) 187 ( بلد اي انه في منتصف الترتيب العالمي وصنف بموجب هذا المؤشر على انه ذو تنمية بشرية متوسطة وقد جاء دليل التنمية البشرية ليقيس بشكل مركب متوسط الانجازات في ثلاثة ابعاد أساسية للتنمية البشرية هي الصحة ، المعرفة ، المستوى المعيشي اللائق ، وصنف الدليل البلدان من حيث مستوى التنمية البشرية في اربعة اصناف حسب قيمة دليل التنمية البشرية اول 47 بلد من اصل 187 بلد شمله التقرير البلدات ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا ، ثاني 47 بلد تصنف من البدان ذات التنمية البشرية المرتفعة ، ثالث 47 بلد تصنف من ضمن البدان ذات التنمية البشرية الالمتوسطة ، رابع 46 بلد تصنف من ضمن البلدان ذات التنمية الشرية المنخفضة ، علما بأن هناك دولا عربية صنفت على اساس تنمية بشرية مرتفعة جدا ومرتفعة واحتلت المكانة (30 ، 37، 56 ، 71) عالميا .
ان زيادة الاهتمام بجودة التعليم العالي والبحث العلمي وتحسين مخرجاته يؤدي الى تحسين تصنيف جامعاتنا بين الجامعات العربية والدولية وبالتالي استقطاب الطلبة العرب والاجانب للدراسة في الجامعات الاردنية والذي ينعكس ايجابيا على الاقتصاد الوطني.