أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الفكر الحسني 2010-2012

الفكر الحسني 2010-2012

18-02-2012 03:03 PM

في نهاية العام 2010 وقبل بدء الربيع العربي كان الحسن قد اصدر بيان حينها اسمه ماذا بعد 2010 , ولقد كتبت حينها مقالة بعنوان :" الفكر الحسني ماذا بعد 2010 " , لمن اراد الاطلاع عليها , ولقد اتى الجواب في غضون شهرين او اقل بدءا من تونس مرورا بمصر وليبيا ولكي لا اكرر نفس الافكار والتي ما زلت مقتنعا بها اوجز بان الحسن بعد خروجه من السلطة التي كان يمتلكها ويمارسها وليست هي موضوع النظرة إليه قد اصبح فيلسوفا فكريا علينا الانتباه لفكره والتعامل معه لأنه يعطينا اضاءة مناسبة على مفهوم الوسطية ليس في اتخاذ المواقف فقط بل وأيضا في خوضها, ولأنه لم يعد في السلطة ولا صاحب قرار فان فكره ورأيه ليس ملزم ولا مفروض اتباعه و بنفس الوقت ليس منزلا سماويا بل هو موضوع انساني قد يتبدل ويتغير بتغير الظروف وتبدل الاحوال.

يوم امس الجمعة 17-2-2012, كانت اطلالة الفيلسوف مرة اخرى ولكن عبر شاشة التلفزيون الاردني ببرنامج ستون دقيقة , التلفزيون الاردني الذي لم نعتد ظهور الحسن من خلاله في العشرة اعوام الاخيرة او ما يزيد , فلقد شهدناه عبر محطات فضائية اخرى خاصة وجديدة نوعا ما , ظهر الحسن مساء الجمعة وكان نقاشا برأي الخاص ليس مفتوح وغير متعمق في الشأن الأردني وان كان المرور ببعض التصريحات او الاضاءات التي كانت تعبر عن مجرد افتتاحيات وعناوين متداولة , لعله الاسلوب الجديد للفيلسوف حيث كنا اعتدنا منه التعمق في كل نقطة وفكرة حد الإشباع لكنه ليلة الامس كان يكتب بضعة اسطر ويترك الفقرة لمن اراد ان ينهيها.

هذا الاسلوب الجديد لمن يتعمق في فكره سيعرف انه يقدم رؤوس الحلول دون انكار المشاكل وان ما تداوله مع مقدمة البرنامج هو حديث عام ليس ببعيد عن احاديث وأفكار البيت الأردني , فنعم هنالك اعتصام وهنالك مظاهرات لا ترقى لمستوى الفكرة التي من اجلها يخرجون , وبنفس الوقت ليسوا هم كل من يملكون حق التعبير لا بالوكالة ولا بالإنابة , ان كانت هذه النقطة الرئيسية التي كان ينتظر الناس سماع رأيه فيها , ولأنه الفيلسوف فلقد كان يربط ان الحل بعد منظمة الربيع العربي لا يأتي منفردا لكل دولة , بل يجب ان يقابل منظمة الربيع العربي منظمة الحلول العربية المشتركة , وان الضرر الذي وقع او في طريقه للوقوع لا يستثني اي نظام او دولة عربية , حتى اكثرها رخاء وأكثرها عدالة في توزيع ثروتها , الانظمة المستقرة بالمقارنة مع الغير مستقرة لا يمكن ان تستمر وتمضي وحدها بوجود الصراعات السياسية والعقائدية في المنطقة بدءا من الغرب وأميركا وإسرائيل وإيران ومن يدور في افلاكهم.

هي دعوة لتدخل الخارج العربي في الشأن العربي , قبل ان يكون التدخل الخارجي الغير عربي والتحرك بمفهوم اقلب الصفحة الذي تيقنا منه خلال العام المنصرم , لم يكتب احد طبعا على صفحات الانظمة بل هم من سطروها ولكنها انتظمت وتسلسلت في عملية معالجتها من الافريقي العربي الى الأسيوي , ان مفهوم اقلب الصفحة كمفهوم العلاج الكيماوي للمرض الخبيث حيث يعتمد تدمير كافة الخلايا الصالحة قبل الطالحة , والبدء من الصفر دائما كعادتهم , هذه دعوة خالصة للأنظمة لا يمكن ان ننكرها عن الحسن انه حذرهم ولكن بلغة يفهمونها جيدا .

ما اثاره الحسن ليلة الامس مجرد اضاءات على فكره ونظرته للأمور وليست دستورا ولا امرا صدر , من حقنا الاخذ به او رده او ان اردنا الحوار معه فيه , وهذا ما اراه الانسب والأفضل للواقع الذي نعيشه حاليا في الاردن وحالة عدم الاستقرار المؤقتة , ونعم اؤكد انها مؤقتة لأنه لا يمكن لبلد كالأردن ان يبقى الوضع على ما هو عليه الان , لدينا من التاريخ والحضارة وطموح المستقبل ما سيجبرنا رغم انوفنا على الانتظام وضبط الامور شاء من شاء وأبى من ابى , الحسن ليلة الامس اعلن فتح باب الحوار معه بفكره وبمكانته بين ال عون , وبما انه هو من تحدث وتطرق لهذا الموضوع في مقابلته وبالتالي ليس ما نفرضه عليه نحن , الحوار يكون بالفكر الايجابي وبنية الوصول الى الحل الامثل على المستوى الشعبي , والحسن الان هو من منظومة الفكر الشعبي الاردني لأنه لا يملك السلطة وليس في مراتب اتخاذ القرار او حتى صنعه كما لنا بالظاهر , هذه قناة تحدثنا عنها كثيرا وسؤلنا عنها اكثر , الحسن يفتحها ويعلنها.

الحوار ان كان سيبدأ فليكن اولا والأكثر اهمية بعدم البدء بسياسة التخندق فيما اطلقه ليلة الأمس , لا نقبل ان نبدأ بما نخرنا اساسا في الاعتقاد بمطلق الصواب او مطلق الخطأ , ان كانت حياتنا معركة ووجودنا معركة كشعب ودولة فليس من المناسب ان نجعلها معركة هزيلة بين خندقين احدهما يطلق العنان لصواب كل ما قاله الحسن والأخر رفضا لكل ما قاله , لنبدأ من حيث نتفق جميعا من حيث ما يجعلنا بل ويلزمنا الجلوس الى طاولة مستديرة , الصراحة والشفافية تحضرنا دائما , والاهم ان يحضرنا مصلحة دولتنا ومستقبلها والحفاظ على تاريخها ومنجزاتها , الطاولة المستديرة تعني ان لا احد يفرض رأيه على احد , وان الحوار للوصول الى الحل المناسب يعني ان مبدأ التنازلات يجب ان يكون من جميع الاتجاهات والمكونات الاساسية لدولتنا .

حوارنا مع الحسن الفيلسوف بن طلال ال عون الهاشمي , اساسه مصلحتنا جميعا ومركبتنا الواحدة جميعا , ليس الاساس لمن يعتقد انه الاستحقاق التاريخي الديني مع احترامنا وتبجيلنا له , فلو كان هذا اساس الحوار فعلينا بكتاب الله وسنة رسولنا وجدهم الكريم فهما اوسع واشمل ان قدرنا عليهما , حوارنا لا بد ان يكون بنظرية المكونات المتحدة لتنظيم النسيج الاردني , تنظيم النسيج العام للدولة الاردنية بين الشعب والحكم وبين الحكم نفسه وبين الشعب نفسه وبين الداخل والخارج , ليس بالضرورة ان كافة الانسجة قد هتكت او تضررت ولكن الحوار وان فتح فما يمنع المرور ولو بالإشادة .

ان مؤسسة العرش في الديوان الملكي قد اقتصر الحوار معها الان من خلال القنوات الدستورية ممثلة بالحكومة المعينة او مجلس الامة بشقيه , وان افترضنا ان الحراك الشعبي الشرعي الطبيعي قد لامس ابواب مؤسسة العرش من بعض الارادات الملكية التي نفذت او ما زالت تنتظر التنفيذ , لكن الحوار مع شخصية مثل سمو الامير الحسن بن طلال " الفيلسوف " وبوجود كافة وعامة ممثلين الشعب الاردني على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية سيشكل ولا بد رافدا اساسيا ومحركا فوريا مؤثرا على الواقع الاردني للعام 2012 وما سيليه ويأتي في قادم الايام القريبة والبعيدة.

هنالك ما اعجبني في مقابلة الامير ليلة الامس , وهنالك ما لم يعجبني , وحين بدأت كتابة مقالتي هذه وضعت بعض مما قاله الامير لأرد عليه بما لم يعجبني وكلما هممت ان اسطرها وأرد اخرتها الى الفقرة التي تليها لان الدعوة للحوار والتغاضي التي أتحدث بها تتنافى معها , وألان وانا في نهاية كلماتي اجد نفسي مجبرا على تطبيق الفكرة والالتزام بها , وأقول مكررا حتى لا اكون منافقا برأي البعض , ان ما قلته يا سمو الامير الفيلسوف كان جميلا في مجمله ولكن وردت هنالك بعض الافكار او العبارات نالت اثرا سلبيا في نفسي , وبعض الامور التي لم تتطرق لها كان لها نفس التأثير لعلمي الاكيد ان مثلك لا يجهل بها , لن اذكرها الان مع مبدأ الحوار والبدء من حيث نتفق وان سنحت لي الفرصة وأمد الله في الاعمار ستكون عينا بعين , متبعا بذلك مبدأ حديث العامة وحديث الخاصة في الفقه .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع