معتصم مفلح القضاة
مع استمرار إضراب المعلمين ودخوله الأسبوع الثاني على التوالي، تبدأ أضرار هذا القرار بالتفشي والتزايد مع كل يوم يحرم فيه طالبٌ مفاتيح العلم وأسباب النجاح.
إلا أن لهذا الإضراب هذه الأيام ما يبرره، فسوء حال المعلم لا يعلم فيه إلا المعلم نفسه، فلو كان المجتمع يقدر تلك المصاعب لما سمح للمعلم أن يصل لهذه المرحلة، ولو كانت الحكومة ترغب ولو للحظة بمعرفة أسباب المشكلة لطلبت من الوزراء العاملين والسابقين أن يدخلوا إلى صفوف الدراسة ليقاسموا المعلم همهُ، بدلاً من التهديد باللجوء إلى الجيش والأمن ليقوموا بدور المعلم.
إن لغة الإضراب لا يفهمها من ولد وفي فيهِ ملعقة من ذهب.
ولا يفهمها من ضمن مقعد الدراسة ووظيفة عليا تليق به وبابنه.
كما لا يفهمها ولي الأمر الذي لا يعرف ابنه في أي صف وما الفرق بين مادة التاريخ والجغرافيا لأن هناك من يقوم نيابةً عنه في هذا الدور.
هؤلاء لم يفهوا لغة الإضراب ولن يفهموها، لما تحتاج إليه من جهدٍ في التفكير، وقد اعتادوا على الحلول الجاهزة.
ولكن المعلم، الذي يقف طوال يومه يعاني الأمرين مع أجيالِ الديجيتال، فإنه يعي تماماً لمَ أضرب.
والمعلم الذي ينشئ الأجيال ويخرج للمجتمع جيوش المتعلمين في جميع المجالات، في الوقت الذي لا يستطيع أن يعلم أبناءه أو يوفر لهم الحياة الكريمة، يعرف حق المعرفة ما هي دوافع الإضراب ومبرراته.
يا دولة الرئيس، يا حضرات الوزراء، اسألوا أبناءكم عن مصروفهم الشهري وقارنوه بما يأخذ المدرس تخجلوا من أنفسكم.
إن الإضراب لغة لم يتقنها المعلم فيما مضى لكنه اليوم يعطينا فيها درساً لن ينسَ.
ainjanna@hotmail.com