مصر .. بيان رسمي بشأن مقتل «مهندس نووي» في الإسكندرية
الأردن .. الخلايلة يصدر تعميماً لمدراء المحافظات بشأن جاهزية المساجد للشتاء
محافظات المملكة ترفع جاهزيتها تزامنًا مع المنخفض الجوي
أمانة عمان تطلق مسار المعمودية
الحكومة الأردنية تنعى رئيس مجلس أوقاف القدس
عباس يعين أيمن قنديل رئيسا للهيئة العامة للمعابر والحدود
الصوراني : المدارس الخاصة لديها خصوصية ولن تلتزم بعقد العمل المؤتمت
بمشاركة الأردن .. اختتام فعاليات التمرين البحري المشترك "الموج الأحمر/8" في السعودية
أزمة مالية تضرب مستشفى خاصاً: الحجز التحفظي على موجوداته بسبب ديون متراكمة تتجاوز 27 مليون دينار
(بالصور) النشامى يختتمون تحضيراتهم لمواجهة تونس ودياً
إدارة السير تضبط ثلاث مركبات نفذت استعراضات خطرة ومتهورة في الشارع العام
"الشؤون السياسية": انتخابات البلديات العام المقبل
"اليرموك" تشارك في إطلاق مشروع دبلوم إدارة الهجرة الدائرية في النمسا
منظمات نيجيرية تنقذ أطفالا متهمين بالسحر
أمنستي: قانون الإعدام التمييزي الإسرائيلي خطوة خطيرة
أوقاف المزار الجنوبي تناقش احتياجات المساجد والتعليمات الخاصة بها
الامم المتحدة تؤكد ان هجمات المستوطنين بالضفة مثيرة للقلق
تركيا تعلق استخدام طائرات "سي-130"
هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة وزيلينسكي يزور جبهة زابارورجيا
صرنا نسمع بشكل متكرر وشبه يومي عن ضبط شحنات مخدرات، أو اشتباكات على الحدود الشمالية والشرقية، أو استشهاد أحد جنودنا أثناء التصدي لمهربين. هذه الأخبار لم تعد نادرة، لكنها بالتأكيد ليست عادية. هي تذكير دائم بأن هناك رجالاً يسهرون على أمننا، يقفون في وجه خطر مزدوج: الرصاصة التي تطلقها يد غادرة، وحبة المخدر التي قد تفتك بشاب من دون صوت.
الحدود الأردنية لم تعد فقط نقاط عبور أو خطوط فاصلة، بل أصبحت جبهة مشتعلة، فيها مواجهة حقيقية بين رجال حرس الحدود من قواتنا المسلحة، وبين عصابات منظمة تملك المال، السلاح، وأحياناً الدعم من خارج الحدود، وبعض أصابع الظلام من الداخل. هذه العصابات لم تعد تهرّب في الخفاء، بل تتسلح، وتشتبك، وتقتل. وفي الطرف الآخر، يقف الجندي الأردني بثباته، مدافعاً عن أرضه، وأهله، ومستقبل وطنه.
شهداء ارتقوا في اشتباكات مباشرة مع المهربين في السنوات الأخيرة، خاصة على الحدود الشمالية. هؤلاء لم يسقطوا في حرب نظامية، بل في معركة جديدة، قد لا تكون مرئية للجميع، لكنها لا تقل خطراً. فالمخدرات التي يحاول المهربون إدخالها، ليست مجرد تجارة محرّمة، بل أدوات تدمير ممنهج تستهدف شباب الأردن، وتضرب عمق المجتمع.
ورغم كل هذا، فإن القوات المسلحة الأردنية لم تقف مكتوفة الأيدي. طورت أساليبها، واستثمرت في التكنولوجيا الحديثة، من طائرات مسيّرة، وكاميرات حرارية، وأنظمة مراقبة متطورة. لم تكتف بالرد على المهربين، بل أصبحت تسبقهم بخطوة، ترصدهم، وتمنع تسللهم قبل أن يصلوا إلى عمق الوطن. هذا التطور الميداني ساهم في إحباط مئات المحاولات، وضبط أطنان من المخدرات، أنقذت بيوتاً وأسَراً من كارثة محققة.
لكن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن بعض المحاولات تنجح أحياناً، ويتمكّن المهربون من إدخال كميات إلى الداخل، وهنا تبدأ مسؤولية أخرى. فالتصدي لهذا الخطر لا يجب أن يكون فقط على عاتق الجيش. إذا نجحت حبة المخدر في التسلل، فلا بد أن تكون هناك قوة وجهود وطنية داخلية مستعدة لردعها. وهنا يظهر دور الأجهزة الأمنية، ومؤسسات الدولة، والمدارس، ووسائل الإعلام، وحتى الأسرة. الجميع معنيّ، والجميع مسؤول. فالجيش يحمي الحدود، لكن المجتمع بأكمله يجب أن يحمي الداخل.
نحن بحاجة إلى جبهة داخلية قوية، ترفض التستر، وتبادر بالإبلاغ، وتزرع الوعي في عقول الشباب. المؤسسات الرسمية مطالبة بالتشريعات الرادعة الخالية من مسببات التخفيف، فالجرم مشدد بما يوقعه من دمار وضرر، والبرامج العلاجية تحتاج دعما مستمرا وحضورا أكبر، والتوعية تستوجب أن تكون مستمرة دون ملل التكرار، والمجتمع المدني يجب أن يكون شريكاً فاعلا يتجاوز جمع المنح وعقد الورش فلا يبقى متفرجاً.
ولنعلم ان دماء الشهداء تبقى عزيزة على أطراف الوطن، فهم أبناؤنا واخوتنا وحماة الوطن وما يقدمونه من أرواح ودماء هي شاهدة على أن الجنود الأردنيين لا يقفون فقط في وجه العدو، بل يقفون أيضاً في وجه الانهيار الاجتماعي.
هم من يمنعون دخول الرصاصة، ويمنعون تسلل حبة المخدر، لتبقى أرض الأردن نظيفة، وأجياله صامدة. لكن المعركة الحقيقية لا تُحسم فقط على الحدود، بل داخل كل بيت، وكل مدرسة، وكل شارع. فالوطن يُحمى بالجميع.