مصر .. بيان رسمي بشأن مقتل «مهندس نووي» في الإسكندرية
الأردن .. الخلايلة يصدر تعميماً لمدراء المحافظات بشأن جاهزية المساجد للشتاء
محافظات المملكة ترفع جاهزيتها تزامنًا مع المنخفض الجوي
أمانة عمان تطلق مسار المعمودية
الحكومة الأردنية تنعى رئيس مجلس أوقاف القدس
عباس يعين أيمن قنديل رئيسا للهيئة العامة للمعابر والحدود
الصوراني : المدارس الخاصة لديها خصوصية ولن تلتزم بعقد العمل المؤتمت
بمشاركة الأردن .. اختتام فعاليات التمرين البحري المشترك "الموج الأحمر/8" في السعودية
أزمة مالية تضرب مستشفى خاصاً: الحجز التحفظي على موجوداته بسبب ديون متراكمة تتجاوز 27 مليون دينار
(بالصور) النشامى يختتمون تحضيراتهم لمواجهة تونس ودياً
إدارة السير تضبط ثلاث مركبات نفذت استعراضات خطرة ومتهورة في الشارع العام
"اليرموك" تشارك في إطلاق مشروع دبلوم إدارة الهجرة الدائرية في النمسا
منظمات نيجيرية تنقذ أطفالا متهمين بالسحر
أمنستي: قانون الإعدام التمييزي الإسرائيلي خطوة خطيرة
أوقاف المزار الجنوبي تناقش احتياجات المساجد والتعليمات الخاصة بها
الامم المتحدة تؤكد ان هجمات المستوطنين بالضفة مثيرة للقلق
تركيا تعلق استخدام طائرات "سي-130"
هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة وزيلينسكي يزور جبهة زابارورجيا
الحكومة الأميركية تفتح لكن الانقسامات قائمة والخسائر كبيرة
الأستاذ الدكتور أمجد الفاهوم - في زمنٍ تزداد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى التعليم في الأردن عنوان الطمأنينة وبوابة الأمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً. فالمشهد التربوي اليوم يزخر بمبادرات جديدة، ودعم دولي متنامٍ، ورؤى استراتيجية تضع الأردن في موقع متقدّم على طريق الإصلاح والبناء.
وقد أعلن البنك الدولي عن برنامجين بحجم 700 مليون دولار، من أبرزها مشروع “مسار/ MASAR” الذي يهدف إلى تجهيز الأجيال بمهارات سوق العمل وتعزيز الحوكمة والفعالية في القطاعات الاجتماعية. هذا التمويل يشكّل فرصة واعدة لتسريع التحوّل نحو تعليم أكثر جودة وشمولية، خاصة مع جهود وزارة التربية والتعليم، التي تعمل بالتعاون مع اليونسكو على إعداد الاستراتيجية التربوية 2026–2030، لتكون خريطة طريق تربط بين التعليم العام والتقني وتستوعب مهارات العصر الرقمي والأخضر.
إلى جانب ذلك، تشهد الساحة التعليمية برامج ثنائية رائدة تعكس التزاماً بالمستقبل، مثل برامج GIZ التي تسعى لمواءمة مخرجات التعليم المهني والتقني مع متطلبات السوق وتعزيز المساواة بين الجنسين، ومبادرة “جيل جاهز” التي أطلقتها اليونيسف بالشراكة مع مؤسسة التدريب المهني لتأهيل الشباب بمهارات تشغيل حديثة. هذه التجارب الواقعية تمنح ثقة متزايدة بأن الإصلاح أصبح واقعاً ملموساً يمكن البناء عليه وتوسيع نطاقه.
وفي إطار تطوير التعليم بشكل عملي، شرعت الوزارة بخطوات تحمل التفاؤل، منها خطط لتعويض الفاقد التعليمي عبر برامج تدريس مكثفة تركز على المهارات الأساسية، وإقامة شراكات قطاعية مع الصناعة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والسياحة لتوفير التدريب والتشغيل للشباب، إضافة إلى اعتماد شهادات قصيرة المدى في المهارات الرقمية (Micro-credentials) تمنح الشباب فرصاً واسعة لدخول مجالات المستقبل كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. كما يجري العمل على إنشاء مختبر وطني للتقنيات التعليمية يختبر الحلول الرقمية قبل تعميمها، ما يعزّز الكفاءة ويضمن أفضل استخدام للموارد.
أما على صعيد الاستدامة، فقد بدأت الوزارة بدراسة آليات تمويل مبتكرة مثل مقايضة الدين بالتعليم، بما يفتح المجال أمام موارد جديدة لتطوير البنية التحتية وتحويل المدارس إلى بيئات عصرية صديقة للطاقة. وفي قلب هذه الجهود، يبقى التركيز الأكبر على مهننة المعلّم عبر مسارات وظيفية قائمة على الكفاءة والتدريب المستمر، الأمر الذي يرفع من جودة العملية التعليمية ويضمن أثرها المباشر على الطلاب.
ولأن المدرسة شريك للمجتمع، فإن إشراك الأهالي ومؤسسات المجتمع المحلي في تقييم الأداء ودعم المبادرات المدرسية يفتح آفاقاً جديدة لتحويل المدارس إلى مراكز أمل ومهارات للجميع.
اليوم، يمتلك الأردن كل عناصر النجاح من تمويل دولي ميسر وشراكات استراتيجية، ورؤية واضحة للتحديات والفرص. ويبقى تسريع الخطوات العملية هو المفتاح لبناء صرح تعليمي راسخ يمنح أبناءنا الطمأنينة ويضيء دربهم نحو مستقبل مليء بالفرص والإنجازات.