هل "هوس" الذكاء الاصطناعي فقاعة ستلتهم تريليونات الدولارات؟

هل "هوس" الذكاء الاصطناعي فقاعة ستلتهم تريليونات الدولارات؟

زاد الاردن الاخباري -

بينما يتسابق عمالقة التكنولوجيا مثل "أبل" و"ميتا" و"OpenAI" لضخ مئات المليارات، بل وحتى تريليونات الدولارات في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، يخرج صوت تحذيري من قلب "وول ستريت". المستثمر المخضرم ديفيد إينهورن يدق ناقوس الخطر، ليس من جدوى التكنولوجيا نفسها، بل من العوائد الاقتصادية "الغامضة" لهذه الاستثمارات الفلكية، مما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل نشهد بناء مستقبل البشرية أم أكبر عملية حرق لرؤوس الأموال في التاريخ؟

"تدمير هائل لرأس المال"
أطلق ديفيد إينهورن، رئيس صندوق التحوط الشهير "جرينلايت كابيتال"، تحذيراً صريحاً من أن الإنفاق "المفرط" و"المتطرف" على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد لا يترجم بالضرورة إلى أرباح مجدية للمستثمرين.

يشير إينهورن إلى أرقام "يصعب فهمها"، مثل خطط إنفاق تصل إلى تريليون دولار، معتبراً أن هذا المستوى من الاستثمار يحمل درجة عالية من عدم اليقين بشأن العائد النهائي.

بحسب إينهورن، حتى لو أثبت الذكاء الاصطناعي قدراته التحويلية، هناك "فرصة معقولة أن يتم تدمير قدر هائل من رؤوس الأموال خلال هذه الدورة". هو لا ينفي أهمية التكنولوجيا، ولكنه يشكك في جدواها الاقتصادية الفورية للمستثمرين الذين يضخون هذه الأموال.

سباق التريليونات: من ينفق وماذا يبنون؟
تحذيرات إينهورن ليست مجرد تكهنات، بل هي رد فعل على إعلانات ضخمة هزت الأسواق المالية:

OpenAI: أعرب رئيسها التنفيذي، سام ألتمان، عن طموحه لإنفاق "تريليونات" الدولارات على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب لتطوير نماذج أكثر قوة.
Meta: تحدث مارك زوكربيرغ عن ضخ مئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز بيانات عملاقة قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية.
Apple: أعلنت الشركة في وقت سابق من هذا العام عن خطط لاستثمار 500 مليار دولار محلياً خلال السنوات الأربع المقبلة، ويُعتقد أن جزءاً كبيراً منها سيوجه نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة بها.
هذه الاستثمارات تتركز بشكل أساسي في بناء مراكز بيانات ضخمة، وشراء ملايين من رقائق المعالجة المتقدمة (مثل رقائق Nvidia)، وتأمين مصادر طاقة هائلة لتشغيلها، مما يخلق سباقاً محموماً على الموارد والبنية التحتية.

وجهة النظر الأخرى: رهان لا مفر منه
على الجانب الآخر، يرى المؤيدون أن هذا الإنفاق الهائل ليس ترفاً بل ضرورة استراتيجية للبقاء في صدارة المشهد التكنولوجي العالمي.

الضرورة التنافسية: الشركات التي تتخلف عن بناء بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي تخاطر بفقدان قدرتها التنافسية بشكل كامل في السنوات القادمة.
العائد طويل الأجل: يعتقد المستثمرون المتفائلون أن الشركات التي تؤسس اليوم لريادة الذكاء الاصطناعي ستحقق عوائد غير مسبوقة على المدى الطويل، تماماً كما حدث مع شركات الإنترنت في أوائل الألفية.
تطبيقات تحويلية: الرهان ليس فقط على تطبيقات استهلاكية مثل "ChatGPT"، بل على ثورة في مجالات مثل اكتشاف الأدوية، والخدمات المالية، والطاقة، والخدمات اللوجستية، والتي قد تبرر هذه الاستثمارات الضخمة.
يقف المستثمرون اليوم أمام مفترق طرق. فإما أن تحذير ديفيد إينهورن يمثل رؤية ثاقبة لفقاعة تضخمية على وشك الانفجار، أو أنه مجرد حذر مفرط في وجه ثورة تكنولوجية ستعيد تشكيل الاقتصاد العالمي. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه التريليونات ستتحول إلى أرباح تاريخية أم ستُسجل كأحد أكبر المغامرات الرأسمالية غير المحسوبة في العصر الحديث.

---