أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام نصيحتي الى الاخوان

نصيحتي الى الاخوان

11-01-2012 12:23 PM

في زحمة الأحداث ، وكثرة المشكلات ، واضطراب الأوضاع ، وحماس الشباب ، قد تضيع البوصلة في بعض الأحيان ، ويلتبس على حادي الركب معالم الطريق ، وتتوه القافلة عن جادة الطريق ، ويصبح النصح والتذكير من الأصدقاء والمخلصين وفاء ، وواجبا دينيا ، وحقا للصديق على صديقه .

وإذا كنت مؤيدا للمبادئ و للفكر الإصلاحي الذي ينادي به الإخوان ، واعترف بدورهم في خدمة الكثير من الشباب وتثقيفهم والمحافظة عليهم من الانحراف ، إلا أنني لست منتظما معهم في تنظيم أو حزب ، لذلك فأنني أقول لو كنت واحدا منهم علهم يسمعوا رأيي ويأخذوه على محمل الجد وبقبول حسن ، ويعملوا بما فيه خيرهم وخير الأردن ومواطنيه ، فالدين النصيحة . لذلك أقول :

ـــ يتذكر قادة الإخوان الأحداث التي مرت بالأردن منذ عام 1957 وما بعدها ، وموقفهم من النظام وموقف النظام منهم ، وتوفر البيئة المناسبة لعملهم ونشاطهم بدون مضايقات ، في الوقت الذي كانت فيه الحركة الإسلامية مطاردة في كل مكان من العالم العربي ، يعدم قادتها ويسجن مفكريها ويشرد أعضاؤها !.. ويحكم بالإعدام على منتسبيها! .. وكانت الأردن هي الملجاء والبيت الآمن الذي احتضن وآوى هؤلاء المطاردين !.. وكنتم انتم الجماعة الوحيدة التي سُمح لكم بالعمل الاجتماعي والسياسي في الأردن ، مما أسهم في استقرار التنظيم ونشر الفكرة والتفاف الجماهير حولها ، في الوقت الذي كانت فيه جميع التنظيمات السياسية مطاردة ومقموعة !..

ـــ ومن تعايشنا مع هذا النظام ، لنتذكر جميعا أن هذا النظام ليس نظاما دمويا كما هي الأنظمة العربية الأخرى ، وهذا سر بقائه واستمراره ، إذ لم يسجل عليه في تاريخه إعدام شخص واحد لسبب سياسي ، كما أننا الدولة العربية الوحيدة التي ليس لنا لاجئون سياسيون في خارج الأردن ، فالمعارضون يعملون في الداخل دون سجون أو تشريد وإعدام !.. ومن لجأ في السابق إلى الخارج عاد إلى الأردن نادما ، واصبح وزير أو عينا أو مديرا للمخابرات !..
فالبيئة السياسية للعمل السياسي و الحزبي في ظل هذا النظام إلى حد ما معقولة ومقبولة .

ـــ الخصوم كثر سواء من اليمين أو اليسار ، والمتربصون أكثر ، والفاسدون والحاقدون والمنافقون والمتسلقون يستغلون كل تصرف أو قول يصدر عنكم ، وقوى الشد العكسي والأجهزة المعنية تعمل ليل نهار على أن تتراجع الدولة عن مسيرتها الإصلاحية ، وتثير المخاوف والرعب من حركتكم كما كان الزعماء العرب المخلوعين يستعملون هذه الفزاعة لتخويف العالم منكم ومن أفكاركم ، فلا تتركوا لهؤلاء مجالا للتشهير والنقد والتجريح ، فأنظار العالم في الداخل والخارج ترقبكم وتنتظر أي خطأ أو غلط يصدر عنكم ؛ لعرقلة مسيرتكم و تلويث سمعتكم والإساءة إليكم !..

ـــ إن أول مبادئ العمل السياسي لأي تنظيم ، أن يدرك مواطئ قدميه و صلاحية البيئة التي يعمل بها ، ويحدد الغاية من نشاطه والهدف الذي يسعى إليه ، ويُقدّر عند وصوله إلى أهدافه السياسية هل يستطيع أن يصمد و ينفذ أفكاره التي كان ينادي بها ويسوقها للناس ويبشر بها ليل نهار ؟.. أم أن تنفيذ تلك الأفكار يصدم بواقع مرير، وقيود وعقبات داخلية وخارجية تضطره للتراجع عنها ، ويصبح تحقيقها صعب المنال ومستحيل التطبيق ؟!.. لا بل يُفرض على هذا التنظيم عكس مبادئه تماما والتنازل عنها !.. مما يجهظ الفكرة ، و يسيء إلى التنظيم وما ينادي به من مبادئ و أفكار !..

ـــ ونحن في الأردن دولة تعيش على المساعدات العربية والأجنبية مما يؤثر على سيادتها وقراراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، واختراقها من كل الأجهزة ومراكز المعلومات والهيئات الخارجية ، فهل هذا الوصف ينطبق على الدولة الإسلامية المنشودة التي نريد ؟!..
الدولة الإسلامية الموعودة حتى تتمكن من الحياة والصمود، ويفرح بها الناس ، قوية في كل شيء : في اقتصادها وموازنتها المالية وقوتها العسكرية واستقلاها الكامل عن جميع المؤثرات والتدخلات الأجنبية ، الدولة الإسلامية تملك إرادتها و سيادتها وقرارها السياسي ، ولا يتحقق لها ذلك بدون قوة اقتصادية مانعة من التدخلات وقوة عسكرية مصاحبة أيضا ، ولا نركن على وعود الربيع العربي وما يحمله لنا من تحولات ونتائج ، فاغلب دول الربيع فقيرة، وبالكاد أن تكفي نفسها .. والمؤامرات التي تحاك لها كثيرة ولم تستقر بها الأوضاع بعد ، فضلا عن أن المزاج العربي المتقلب لا يركن له و لا يعتمد عليه !.. ولنتذكر أننا لسنا دولة مصر في قوتها ، ولا ليبيا ببترولها ، ولا تونس باقتصادها !00
ولا اعتقد بأنكم تريدون دولة إسلامية بالاسم أو أي كلام ؟!.. فتجهض الفكرة وتموت الأحلام !..

ـــ الدولة الإسلامية المنشودة لن تكون معزولة عن العالم ، وإنما هي جزء فاعل فيه ، ملتزمة بمعاهداتها الموروثة ومواثيقها الدولية ، ومشكلتنا الكبرى هو القضية الفلسطينية ، وأملنا في تحريرها وعودتها إلى الحظيرة الإسلامية ، وانتم تعلمون أن الأردن وقع معاهدة صلح وتعاون مع إسرائيل ، فإذا وصلتم إلى رئاسة الحكومة وتحملتم أوزارها ، هل انتم ملتزمون بهذه المعاهدة وغيرها من المواثيق مع اسرائيل ؟!.. أم تخرجون عليها وتلغونها وتتحملون مع الدولة ما يترتب على ذلك من تبعات دولية وإقليمية ، عسكرية وحربية !..
وإذا سلّمتم بالمعاهدة واحترمتموها وتعهدتم بالالتزام بها ، فتكون أفكار التحرير التي ناديتم بها قد تلاشت في خضم المصالح الخاصة ، وخذلتم من علّق عليكم الآمال من الجماهير و الأنصار، وتكون المغانم الخاصة هي المطمح والغاية والهدف ، وأهم كثيرا من الأفكار والمبادئ السامية والشعارات !..

ـــ الأوضاع الاقتصادية في الأردن في أزمة موروثة ومزمنة ومستحكمة : البطالة مستشرية وتتزايد ، والفقر في انتشار، والمشاريع في توقف واضمحلال ، والفساد في كل المؤسسات ، ونأمل أن يكون في طور التصفية ، وهي قضايا كبيرة ومؤثرة وليس من السهل حلها والسيطرة عليها ، ولضمان النجاح لا بد من فترة زمنية لتحضير الحلول و الكوادر المختصة المدربة ويتم ذلك بالمشاركة ، وتهيئة النفوس والبرامج والأفكار والاجتهادات والتشريعات في كل شيء لإحداث هذه النقلة النوعية الكبيرة وإحداث التحول المطلوب : من الاقتصاد الرأسمالي المستغل البشع بما فيه من نظام ربوي ظالم 00إلى الاقتصاد الإسلامي المتكامل العادل .

ـــ جاهلية عصرنا اشد من جاهلية ما قبل الإسلام ، فهي جاهلية مسلحة بالعلم والتكنولوجيا والثقافات المختلفة بما فيها من تضليل وسموم ، ووعي الجماهير وتعلمهم ووسائل الاتصال الحديثة اكبر مما كان ، والجمعيات والتنظيمات الخارجية التي تنخر المجتمع وتنفث سمومها أكثر مــن أن تحصى ، مما يقتضي أن يقابل ذلك : بضبط النفـس و الوعي ، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وسعة الصدر والأفق ، وان يتحلى حملة الرسالات السماوية بالمرونة ، والابتعاد عن النزق والاستعراض وردود الفعل الذي يؤدي إلى التصعيد وتفاقم المشكلات ونفور الآخرين وابتعادهم ،( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)..( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) 00( وجادلهم بالتي هي أحسن) 00
وان نختار أفضل الآراء الفقهية، وأيسرها على الناس ، وأقربها للتطبيق في هذه الأيام ..

ـــ الأجواء ملبدة ، والمؤامرات الداخلية والخارجية ضدكم تطل برأسها ، والمتضررون من مكافحة الفساد يخشون على مكاسبهم ويقاومون ، والأجهزة استيقظت من صدمتها ، وأعادت تنظيم صفوفها وعناصرها ، وبدأ نشاطها في التفريق بينكم وبين العشائر ، وفي تحريض المجتمع وعناصرها ضدكم ، وفي التصدي لمسيراتكم السلمية المطالبة بالإصلاح ، وفي الحملات الإعلامية المنشورة في الصحافة أو الإذاعة ومحطات المواقع الإلكترونية ، فهل انتم مدركون لخطورة المؤامرة وحجمها؟!.. وهل تحتمل المرحلة هذا الاحتكاك والتصعيد؟!.. وهل تفوتون الفرصة على هؤلاء ؟!.. فالمرونة مطلوبة ، والتحمل وسعة الصدر كذلك، وتجنب الشعارات المثيرة مطلوب ، وقد يزرع في مسيراتكم السلمية من يهتف بهذه الشعارات للتشهير بكم وتسجيل الموقف عليكم !00فاحذروهم00 وامتصاص الاستفزاز ضروري ولازم في هذه المرحلة لتجنب الصدام والكوارث ؟!..

ــ لا ينكر عليكم السعي للوصول إلى الحكم ، فذلك غاية كل حزب لتحقيق أهدافه ، لذلك : أليس من الضروري أن تشاركوا في كل نشاط تدعون إليه ؟!.. أليس في ذلك تدريب لكوادركم؟!00 أليس في ذلك مساهمة في تحقيق أفكاركم وأهدافكم ؟!.. لماذا لا تشاركوا في لجان الحوار الوطني أي حوار؟!.. أو الانتخابات البلدية ، لخدمة الناس وتوسيع العلاقات معهم ومنع الفساد في تلك المؤسسات ؟!.. لماذا لا تشتركوا في الانتخابات النيابية النزيهة ليكون لديكم نخبة مميزة ( وليس أكثرية) في المجلس ؛ تذّكّر وتقترح وتطلع وتصلح وتشّرع وتعدل نصوص القوانين بقدر الإمكان ؟!.. لماذا لا تشاركوا في لجان التعديلات القانونية كقانون الانتخاب وغيره إذا دعيتم وتقدموا ما لديكم من نصح وأفكار؟ّ!!.. لماذا لا تشاركوا في الحكومة إذا خصص لكم بعض الحقائب وتحققوا من خلالها بعض الإصلاح الذي تسعون إليه ؟!.. فإذا نجحت الحكومة في تحقيق الأهداف الوطنية يسجل لكم المشاركة في خدمة الوطن والمواطن ، وصناعة هذه المنجزات والأهداف ، ويكون ذلك نجاح لكم ولأفكاركم وتحسين لصورتكم ، وإذا أخفقت الحكــومة ولــم تحقــق تطلعــات الجـماهير تحملت وحــدها فشلها دون أن يسجل ذلك عليكم ! ..
لماذا المقاطعة في كل شيء أو اغلب الأمور الهامة التي تعرض عليكم ؟!.. لماذا السلبية في كل شيء والاكتفاء بالتفرج و النقد عن بُعد، أو التظاهر والمسيرات التي تسبب الاحتكاك والتصعيد؟!.. أليس في المشاركة في كل نشاط أو مركز رسمي تحقيق للإصلاح المنشود الذي تسعون إليه ، وتطبيق لبعض الأفكار التي تنادون بها ؟!..

ـــ أنا من أنصار مشاركتكم في كل نشاط عام رسميا كان أو شعبيا ، وان يكون لكم حضور في جميع المجالات ، للمساهمة في تقديم الأفكار والحلول للمشكلات المطروحة ، وان تشاركوا بايجابية في جميع الانتخابات النيابية والبلدية وحتى النقابية والطلابية والجمعيات ،ولكنني لست من أنصار أن تتحملوا وزر الدولة الآن ولا مسؤولية الحكم بالحصول على الأكثرية النيابية كما حصل في تونس ومصر ، فلكل دولة ظروفها وإمكاناتها ، وكذلك لكل تنظيم ظروفه التي عاش ويمر بها ، ونحن لسنا تونس ولا مصر !00والتنظيم لدينا لم يمر بالظروف التي مر بها كل من التنظيمين في مصر وتونس !00 فلا يأخذنكم الحماس للمطالبة باستلام الحكم كما ذهب البعض ، ففي ذلك طلب للشيء قبل أوانه ، و إغضاب لشركاء المسيرة المطالبون بالإصلاح ، ونخشى عقبات الطريق وكثرة الأوزار و الفشل !!00
ولكنني من أنصار أن تشاركوا في الحكم مرحليا لتصلحوا من الداخل بقدر الإمكان ، وليتوفر لديكم الكوادر وتنضج الحلول والأفكار وتنفرج الأزمات الحالية ، فلا تتحملون أوزار الفشل إذا فشلت الحكومات ، وإذا نجحت في التخفيف عن الناس ومكافحة الفساد ، تكونون انتم من ساهم في تحقيق العدل وإنصاف المجتمع 0





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع