أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ما الفرق بين الشبيحه والبلطجيه؟

ما الفرق بين الشبيحه والبلطجيه؟

10-01-2012 12:51 AM

ما الفرق بين الشبيحه والبلطجيه؟
بقلم : الدكتور محمد فاروق المومني
سألت أحد السوريين ماذا تقصدون بلفظ الشبيحة ؟ ومن هم الشبيحة عندكم ؟ فقال : الشبيحة هم أبناء الطبقة الغنية الذين نهبوا ثروات البلاد بمختلف السبل و اعتادوا اقتناء سيارات مرسيدس موديل الشبح ، وإذا اعترض طريقهم أحد ، يدهسونه ببساطة.
وعندما سألت احد المصريين عن معنى بلطجيه التي ذاع استخدامها عندنا و عندهم ، تلعثم و لم يرشدني الى أصل هذا التعبير أو مصدر اشتقاقه ولكنه قالها بصراحة: انهم المجرمون الذين تستخدمهم الحكومة لإرهاب الشعب .
ورغم انني اتفقت مع السوري في تأصيله لمدلول الشبيحة ، إلاّ أنني اختلفت مع المصري بشأن مدلول البلطجي لأنني حملت البلطة بزماني ولا زلت اقتنيها في منزلي من باب الذكريات ، ولكني لا أسميها بلطة وإنما (طبر) وكنت اسمع في طفولتي اغنية مطولة عن الطبر لم أعد أحفظ منها سوى مطلعها القائل :أبو طبر يا شايب يامسوي العجايب.
اذا فمعنى البلطجي عندنا مختلف تماما عن معناه لدى المصريين ، فنحن في جبل عجلون مثلا كلنا حملنا أطبارا وكان الطبر عندنا من ضرورات الحياة ويؤدي فوائد جمّة ، فهو سلاح مهيب يفخر به صاحبه ويحمله بزهو ، كما انه عكاز وقت الحاجة، ولا بد انه اشد فتكا من (الشبرية ) ولم يضمحل دوره إلا في العصر الحديث عندما طارت البركة واصبح الناس يرتجفون في برد الشتاء لأن الحكومة تمنعهم من استخدام أطبارهم للإحتطاب المعهود بحجة المحافظة على البيئة التي تسر الناظرين القادمين من العاصمة بسيارات الشبح .
ولكن من أين أتى المصريون بتعبير البلطجي وهم بالأصل ليسوا من حملة البلطة ولا يوجد لديهم غابات برية مثلنا ؟ وهل هي مستعارة من عندنا إبان العهد الفرعوني عن طريق التجار الذين كانوا ينقلون أعشابا من جبل عجلون لأجل استخدامها في تحنيط الفراعنة كما زعم المؤرخون وعجز اساتذة كليات الزراعة عندنا عن معرفتها وتعريف الناس بها.
أم أن المسألة لا تعدو أن تكون توارد خواطر مابين مرتفعات عجلون ووادي النيل أملتها مرحلة الصعود والهبوط المفاجئ في المواقف السياسية ، أو أنهم توصلوا اليها نتيجة تبادل خبرات البلطجة السابقة لعصر ما يسمى بالربيع العربي أو العبري ، الذي فرطت معه اتفاقيات التعاون البلطجي بين الحكومات العربية على مصائر شعوبها وحل محلها عصر التآمر على بعضها البعض إرضاء لخواطر أسياد المرحلة.
بعض الناس لايعجبهم القول بأن مصر أم الدنيا كلها قد تستعير فكرة أو نكته أو كشره من بلد صغير كالأردن الذي تحسبه الدعاية إبن الدنيا وليس أباها أو رب بيتها له منزلة فرعون ، وإنما عكس ذلك تماما حيث يتوجب علينا استعارة الفكرة والعبرة وكل حلم جديد من الأمهات المجاورة ، حتى ولو كان حلما فاسدا أو مليئا بالكوابيس التي تقض المضاجع .
أنا من جانبي صدقت ذلك ولكن السؤال المحير الذي لم أجد إجابة عليه يقول : لماذا فضلنا استعارة التعابير المصرية على السورية في معرض الدلالة على الظواهر والأشياء رغم أن سوريا أقرب الينا من مصر؟
هذا السؤال لم أجد عليه إجابة قط ، لا في الكتب ولا في الأفلام ولا في الإنترنت ، وهنا اضطررت الى فلسفة الأمور من عندي ، ولا بأس من البداية حتى ولو كانت نقطة، لأنني سمعت أن كل شيئ يبدأ بنقطة ثم تكبر المسألة وتصبح خطا وتدور الخطوط حول بعضها البعض لتصبح صورة ثم تكبر الصورة وتتحرك وتدور في فلكها الخاص حتى تصبح عالما وعندما ننظر بهذا العالم نجد أنفسنا نحمل نفس البلطة ولكنا لا نعرف أين المسير وما هو المستقبل.
قال لي جارنا الذي اعتاد أن يحمل بلطة منذ نعومة أظافره أنت تفلسف الأمور ياصاحبي، وتبتعد عن الواقع ، فنحن لا مسير لنا ولامسار ولا حاضر ولا مستقبل وقدرنا أن نبقى هكذا مثل محطة القطرانة التي عرفها التاريخ وهجرها المسافرون وأمست ملاذا للذئاب ، فلا تقلق ولا ترتجف أيام الشتاء البارد ، فأنا استخدمت بلطتي اليوم وقطعت غصنا جعلته وقودا لمدفأتي ، وسخرت من كل حراس الغابة دون أن يجروأ أحد على معارضتي ، فاحمل بلطة مثلي واسعى في مناكبها فلربما تنال غصنا أو فرعا يابسا قبل ذهاب كل الأغصان وإدراك القاعدة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع