أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أنقذوا المدارس، أو حوّلوها إلى سجون!

أنقذوا المدارس، أو حوّلوها إلى سجون!

28-02-2010 10:41 PM

كنت فتى لمّا يتجاوز العاشرة، مزهوا بـ"بوط" الأصابع الجديد، وبطاقية جلبها أحد أقاربي من "الحج"، أحاول أن ألهو ما بين الحصتين، حيث كان ثمة خمس دقائق استراحة رحت خلالها أمازح زملائي في الصف الرابع (ج) بمدرسة وكالة الغوث بمخيم الحسين، حين لمحني مدرس الاجتماعيات الأستاذ صالح، فاستدعاني على الفور.

كان الأستاذ يثني دائما على اجتهادي وترتيبي ويمتدحني لما كان يجده، ربما، فيّ من اختلاف عن أقراني، لكنّ ذلك كله ما شفع لي حين هوت يد الأستاذ صالح الذي يبلغ طوله زهاء 195سم، على وجهي، حتى إن الطاقية من شدة الصفعة طارت في الهواء من الطابق الثالث في المدرسة حيث نقف.

ما أذكره أن شيئا انكسر في داخلي آنذاك، حيث بقيت صفعة الأستاذ صالح (أصلحه الله!) مطبوعة على خدي عدة أيام.

كان ذلك قبل زهاء 34 عاما، حيث لم نكن حينها نسمع، ما يتردد هذه الأيام، عن حقوق الطلبة، ولا عن اعتبار الاعتداء عليهم خطاً أحمر، ولا عن تقديم من يتجاوزون على الطلبة إلى محاكم تحقيق، كما هو الأمر في أيامنا الجاريات الآن قدّام ناظريْنا.

وحتى حينما انتقلنا إلى المرحلة الثانوية في مدرسة الشاملة للبنين بجبل الحسين، وأصبحنا قاب قوسين من الانتقال للمرحلة الجامعية، ظل ضربُ الطلبة أمرا طبيعيا، ولن أنسى ما حييت حينما ضاق أحد زملائنا في التوجيهي ويدعى "يعقوب" بالضرب المتواصل والشتم الذي لا ينقطع والذي كان أحد أبرز ضحاياه، فما كان منه إلا أن "غامر" بالتوجه إلى مديرية التربية لتقديم شكوى بمعلمي المدرسة ومديرها الذين كانوا يسومون الطلبة سوء العذاب والإذلال.

ولما اعتقد "يعقوب" أنه أنجز أمرا لم يسبقه إليه أحد، كانت عصا المدير الذي لم يكن يبلغ طوله 155 سم، بانتظاره إذ وشى مدير التربية بالطالب الذي قدم الشكوى، فانهال عليه المدير بالضرب، وأصر على تمريغ وجهه بالأرض، وطلب منه أن يلتحق بصفه من دون أن يسمح له بالاغتسال، لكي يكون دليلا على من تسوّل له نفسه الشكوى على المدير الذي كان يدعى "جميل" وأدعو الله أن يجعل باقي أيامه مترعة بالجمال!

كان ذلك في العام 1984، ولم نكن حينها قد بلغنا مرحلة الانفراج الديمقراطي، وبالتالي لم نكُ نسمع شيئا عن حقوق الطلبة، والدعوات لحمايتهم من الأذى وسوء المعاملة، وإلا لما كان مألوفا، وربما عاديا ومتوقعا، مشهدُ طالب طارده المدير بعصاه الغليظة حتى تدحرج عن الدرج فكسرت ذراعه ووضعت في الجبس!

وكأن لا مياه مرت تحت الجسر منذ ذلك الحين حتى اليوم الذي تتكاثر فيه دعوات حماية الطلبة من الأذى، وإلا لما فقئت عينا محمد الهويمل، وصالح الدرادكة على يدي أستاذيهما، وإلا لما أضحى رؤية المعلمين يتجولون في ردهات المدارس مشهرين عصيّهم وخرزاناتهم تقليدا لا تكاد تخلو منه مدرسة حكومية للبنين أو للبنات.

سينبري من يقول إن على المعلم أعباءً شديدة، وأن حقوقه منقوصة ومهملة، وأن الطلبة لا يتعلمون إلا بالعصي والجنازير، وأنا أرى أن هذا تبرير سخيف وذر رماد في العيون.

ما يحدث في مدارسنا يرقى إلى الجريمة، لذا لا غرو أن نرى جيلا ضائعا متمردا ناقما يتغذى على العنف، ويفتقر إلى مقومات الإبداع.

أنقذوا المدارس، أو حوّلوها إلى سجون!

m.barhouma@alghad.jo

موسى برهومة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع