أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. طقس صيفي اعتيادي اليوم وحار الخميس والجمعة أبو شباب: سنؤسس إدارة مدنية برفح ولن نهرب منها شهداء وجرحى في قصف الاحتلال مناطق عدة بقطاع غزة مجموعات خارجة عن القانون تهاجم قوات الجيش والأمن في السويداء رغم اتفاق وقف إطلاق النار عودة فرق الإطفاء الأردنية بعد مشاركتها بإخماد حرائق في سوريا إحباط محاولتي تسلل وتهريب كمية كبيرة من مواد مخدرة قادمة من سوريا ارتفاع طفيف على درجات الحرارة وأجواء حارة نسبياً في معظم المناطق نتائج فرز طلبات الاعلان المفتوح لمجموعة من الوظائف تحقيقات تقود إسلاميين بارزين إلى القضاء في الأردن .. شبهات جمع تبرعات بـ30 مليون دينار مهيدات يوجه رسالة وداع ويستعرض إنجازاته مع قرب انتهاء فترة عمله في "الغذاء والدواء" تصعيد دموي في غزة .. 70 شهيدًا منذ الفجر غالبيتهم من الأطفال والنازحين- (صور وفيديوهات) بعد انهيار عمارة إربد .. إجراءات مشددة على إعمار المباني القائمة في الأردن توقع تسجيل مستوى قياسي للدخل السياحي الأردني مواطنون وتجار يشكون من التحايل بعد إلغاء حبس المدين القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد تحسن الطلب على الشقق السكنية في الأردن الأردن .. بحث سبل تسهيل إجراءات تصدير المنتجات الزراعية شحادة: تصحيح التوجيهي مستمر .. مؤشرات إيجابية ونظام جديد لجيل 2008 السيطرة على حرائق اللاذقية .. ووزير الطوارئ السوري يشكر الأردن الأردن يدين القصف الإسرائيلي على سورية
حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن

حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن

05-07-2025 10:18 AM

مرة أخرى يقف قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية جديدة في ظل ما أعلنته إسرائيل عن قبولها المبدئي لهدنة مؤقتة تبدأ يوم الاثنين وتمتد لستين يومًا وسط ضغوط أمريكية تقودها إدارة ترامب السابق الذي يحاول من جديد تصدير نفسه كوسيط سلام بينما تتساقط على غزة القنابل التي خلّفت حتى اللحظة أكثر من ستين شهيدًا خلال يومين فقط من القصف المكثف حسبما أوردت وكالة أسوشيتد برس [AP News]

إسرائيل التي تروّج للهدنة بوصفها بادرة إنسانية تواصل في الوقت ذاته تنفيذ سياسة الأرض المحروقة وتدمير ما تبقى من بنية غزة التحتية مستغلة انشغال العالم بلغة المبادرات والوساطات وفي حقيقة الأمر فإن الاحتلال يستخدم مقترح الهدنة كغطاء مؤقت لإعادة ترتيب صفوف جيشه وامتصاص الغضب الدولي ومنح المجتمع الدولي وهمًا بأن هناك مسارًا سياسيًا مفتوحًا بينما تبقى نواياه الحقيقية متمثلة في استكمال مشروعه بتفكيك المقاومة وإنهاء أي وجود سياسي أو عسكري لحماس والفصائل في غزة كما نقلت صحيفة هآرتس في تقاريرها الأخيرة [Haaretz]

غير أن المعضلة لا تكمن فقط في تعنّت الاحتلال وتوظيفه للهدنة كورقة تكتيكية بل في أداء حماس السياسي الذي بات مثار تساؤلات جدية في الأوساط الفلسطينية والعربية على حد سواء فالحركة التي قدّمت نفسها منذ سنوات طويلة بوصفها رأس حربة المقاومة ضد الاحتلال تبدو اليوم غارقة في حسابات ضيقة وغير واقعية تصر على التعامل مع الهدنة بصفقات الشعارات لا بميزان المصلحة الوطنية الفلسطينية ترفض المبادرات دون أن تقدّم بديلاً عمليًا ينقذ أرواح الأبرياء أو يخفف من هول الكارثة الإنسانية الماثلة أمام سكان القطاع المحاصر

إن الخطاب المتعالي الذي تصر قيادة حماس على تسويقه بأن الحركة خرجت منتصرة أو أن الاحتلال بات يترنح تحت ضرباتها بات خطًا دعائيًا منفصلًا عن الواقع الميداني خاصة وأن الاحتلال يسيطر اليوم على أكثر من 75٪ من قطاع غزة ويواصل التقدم العسكري بوتيرة متصاعدة دون أن تحقق المقاومة أي إنجاز ميداني نوعي يفرض على العدو تراجعًا ملموسًا ما يزيد من مأساوية المشهد أن هذا الخطاب لا يقدّم للغزيين سوى مزيد من الدماء والدمار مع غياب رؤية استراتيجية واضحة لكيفية الخروج من المأزق الراهن أو بناء موقف سياسي موحد مع بقية الفصائل الفلسطينية

في المقابل لا يمكن بحال إعفاء إسرائيل من مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية الكاملة عمّا يجري فالكيان الغاصب يواصل منذ أكثر من سبعة عقود ممارسة سياسات البطش والعدوان وينتهك كل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية مستغلًا غطاء أمريكيًا وغربيًا يجعل من دماء الفلسطينيين وقودًا لمشاريعه الاستيطانية والعسكرية في كل مرة يُطرح فيها مقترح هدنة يحرص الاحتلال على تفصيله بما يخدم مصالحه الآنية دون أي التزام حقيقي بإنهاء الحصار أو التقدم نحو تسوية سياسية جادة تحفظ الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين في الحياة والكرامة

الهدنة المقترحة اليوم ليست أكثر من استراحة مؤقتة يسعى كل طرف لاستثمارها بما يخدم مصالحه الضيقة إسرائيل تريد تهدئة الجبهات وتلميع صورتها دوليًا وحماس تريد إنقاذ خطابها السياسي المتصدع على أنقاض القطاع المنكوب وبين هذا وذاك يبقى شعب غزة وحيدًا في مواجهة مشهد عبثي يدفع فيه أثمانًا باهظة من دماء أبنائه ومستقبل أجياله

الحل الحقيقي لا يكمن في صفقات هدنة مؤقتة أو شعارات فارغة بل في بناء موقف فلسطيني موحد يملك رؤية سياسية واضحة تقف أمام آلة العدوان وتخرج غزة من دائرة الحسابات التكتيكية إلى مسار استراتيجي حقيقي يعيد للقضية الفلسطينية حضورها وفاعليتها في الوجدان العربي والدولي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع