أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
المومني: وزارة الاتصال الحكومي تعكف على وضع خطة مكثفة لتطوير أداء الناطقين الإعلاميين "صندوق الأمان" يطلق إطار كفايات لتعزيز قدرات الشباب الأيتام غرايبة: الاستثمار في المملكة بوابة لاقتصادات بحجم 50 تريليون دولار القسام تجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن جيش الاحتلال وزير خارجية النرويج: الوضع في غزة يزداد سوءًا .. ويجب إدخال المساعدات فورًا انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شابات الصوانية لولا: البرازيل قد "تردّ بالمثل" على رسوم ترمب الجمركية "إدارة الموانئ": انخفاض حوادث ميناء العقبة أكثر من 80% المنتخب الوطني يتراجع مركزين تمديد إغلاق قرية ألعاب المغامرة بمحمية غابات عجلون المصري: صلاحيات كاملة للجان البلديات المؤقتة ومماثلة للمجالس المنتخبة رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية الصين: الرسوم الجمركية "التعسفية" لا تخدم أحدا مؤشر "فوتسي 100" البريطاني يسجّل أعلى مستوى قياسي مع تراجع المخاوف من الحروب التجارية بالأسماء .. أمانة عمان تنذر 26 موظفًا ارتفاع التضخم في الأردن 1.98% للنصف الأول من العام الحالي براءة اختراع لفريق بحثي من "اليرموك" لتطوير تركيبة خرسانية معدلة تخريج دورة "طلب النيران" في لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان السفارة المكسيكية تحتفي بمرور 50 عاماً على العلاقات مع الأردن بدء مراسم غسل الكعبة المشرفة
إيران أخلَت منشآتها قبل الضربة ، مناورة ذكية أم اعتراف مبطّن بالهزيمة؟!! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة إيران أخلَت منشآتها قبل الضربة ، مناورة ذكية أم...

إيران أخلَت منشآتها قبل الضربة ، مناورة ذكية أم اعتراف مبطّن بالهزيمة؟!!

23-06-2025 10:18 AM

في واحدة من أكثر اللحظات التصادمية إثارة للجدل في تاريخ الصراع الأميركي-الإيراني، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" أن المواقع النووية التي أعلنت الولايات المتحدة استهدافها في ضربتها الجوية الأخيرة "لا تحتوي على أي مواد مشعة، وقد تم إخلاؤها مسبقًا "، و هذا الإعلان، الذي جاء بعد ساعات فقط من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن "تدمير منشآت فوردو ونطنز وأصفهان"، يحمل في طياته أكثر بكثير مما يظهر على السطح، ويستدعي قراءة دقيقة على المستويين السياسي والاستراتيجي ، سيما وأن الضربة غدت بين الواقع العسكري والدعاية السياسية ، بعد أن تحدث ترمب بصيغة المنتصر، مؤكدًا أن الضربات الجوية الأميركية "أحبطت مشروع إيران النووي بضربة واحدة"، معلنًا أن "الآن هو وقت السلام" ، و في المقابل، جاء الرد الإيراني محسوبًا ومحمّلًا برسائل ناعمة لكنها عميقة : "المواقع المستهدفة كانت فارغة، ولا توجد أي مواد قابلة للإشعاع، وكل ما تم تدميره لا يشكل خطرًا نوويًا" ، ولكنّ اللافت أن الإعلان الإيراني لم ينفِ وقوع الضربة، ولم يدّعِ أن المنشآت كانت محمية أو لم تُستهدف، بل ركّز فقط على خلوها من المواد المشعة، وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة إستراتيجية كبيرة :
هل كانت إيران تتوقّع الضربة؟! وهل نجحت في إخلاء مواقعها بالفعل؟! أم أن هذا التصريح هو محاولة لحفظ ماء الوجه بعد ضربة موجعة تقنيًا ونفسيًا؟! وجميع هذه الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات شافية تطرح السؤال التالي: هل نحن أمام مناورة استباقية أم فشل استخباراتي؟!! وللإجابة و بحسب الفرضية الأولى التي طرحتها عدة تحليلات دولية تقول إن طهران، التي اعتادت على رصد التحركات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، كانت تتوقع ضربة عسكرية وشيكة، خاصة مع تحليق قاذفات B‑2 وانتشار إشارات إلكترونية مريبة، وهو ما دفعها إلى نقل المواد النووية الحساسة من مواقعها الأساسية إلى أخرى بديلة أو سرية ، وإذا صح هذا السيناريو، فإن إيران تكون قد نفّذت مناورة استباقية ذكية، امتصّت من خلالها قوة الضربة وحوّلتها إلى هجوم على "منشآت فارغة"، مما يسمح لها بإعلان "اللا جدوى" من العملية دون الاضطرار إلى تصعيد عسكري مباشر ، و
في المقابل، يرى خبراء آخرون أن مجرد إخلاء المواقع هو اعتراف ضمني بخطورة تلك المنشآت، وبأنها بالفعل تحتوي عادة على مواد حساسة ، والأسوأ من ذلك، أن إخلاءها يثبت أن إيران لم تعد قادرة على حماية بنيتها النووية حتى داخل جبالها ، فضلاً عن جملة الرسائل المتبادلة ، أهمها من يربح في معركة الإدراك ؟!! ذلك الإدراك الذي يمكن قراءته من خلال فهم الرسالة الأميركية ، والتي تتلخص بما يلي : نحن نعلم مواقعكم بدقة ، كما يمكننا الوصول إليها في أي لحظة ، ولا حصانة لأي منشأة، حتى فوردو المدفون تحت الجبل ، وكذلك فهم الرسالة الإيرانية ، وهي على النحو التالي : نعرف أنكم قادمون ، ولم تخترقوا أسرارنا، فقط قصفتُم منشآت أفرغناها عمداً ، والبرنامج النووي باقٍ، وسنعاود البناء بسرعة ، وما بين هذه الرسائل، يقف العالم أمام معركة "ردع ناعم" و"إذلال محسوب"، تختلف فيها الحقيقة عن الصورة، وتُدار فيها الحرب النفسية كما تُدار الطائرات ، وضمن هذا السياق يتمظهر لنا سؤال عن الأبعاد القانونية والدبلوماسية ؟!! فالضربة، رغم أنها تمّت دون تفويض من الأمم المتحدة، تبررها واشنطن بأنها ردع وقائي ضد خطر نووي وشيك ، وفي المقابل، تستخدم طهران إعلان "خلو المواقع من المواد المشعة" كأداة قانونية، لتصوير الهجوم على أنه عدوان غير مبرر، ما يُمهّد لرفع دعاوى أمام المجتمع الدولي ، ولكن المعادلة الأخطر هي ما لم يُقل: هل تمتلك إيران مواقع سرية بديلة، أكثر تحصينًا، وأكثر بعدًا عن الرصد؟!! و
وإذا كانت قد نقلت المواد قبل الضربة، فهل ستعيد تشغيل برنامجها بسرعة مضاعفة؟!!
وإذا عادت، هل ستكون الضربة الأميركية بداية لحرب استنزاف نووي طويلة؟!!
ولعل خلاصة التساؤلات تكمن في السؤال التالي : هل نحن بصدد انتصار جزئي أم هدنة مشروطة ؟!! سيما وأن
ما أعلنته "إيرنا" هو أكثر من مجرد نفي للتسرّب الإشعاعي ، إنه تصريح سياسي محمّل بالرسائل النفسية، يحاول إعادة ضبط ميزان القوة دون خوض مواجهة مباشرة ،
لكن الضربة الأميركية، حتى لو لم تصب مواد مشعة، أصابت قلب الثقة الإيرانية في قدرة الردع الجغرافي والمخابراتي ، وعملياً
دخل الطرفان الآن في مرحلة "الضغط بالأفعال لا بالأقوال"، حيث تسقط الأقنعة الدعائية وتُختبر الإرادات الحقيقية ،
وإذا لم يُفتح باب الحل السياسي، فإن الجولة القادمة، كما يلمّح ترمب، لن تكون على منشآت فارغة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع