أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس حار في أغلب المناطق حتى الأحد محافظة القدس: هدم منازل المقدسيين أخطر أدوات الاحتلال لتغيير التركيبة السكانية 16 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء في مجزرة للاحتلال في دير البلح السير تكشف سبب حادث التدهور الذي أدى لوفاة على نزول العدسية الأربعاء طلبة "التوجيهي" يختتمون امتحاناتهم اليوم حرائق اللاذقية تحت السيطرة شبه الكاملة ودعم أردني يسرع الاستجابة رئيس الوزراء يطلع على سير العمل في ميناء العقبة الجديد الذي يضم 9 أرصفة الخميس .. الحرارة أعلى من المعدل بحدود 2-3 درجات مئوية الملك ووزير الخزانة الأميركي يبحثان العلاقات الاقتصادية بين الأردن والولايات المتحدة جنود يتساقطون ودبابة تنسحب وسط الفوضى .. مشاهد مثيرة لكمين بيت حانون (شاهد) الملك يشارك في ملتقى صن فالي الاقتصادي بالولايات المتحدة باريس سان جيرمان يتخطّى ريال مدريد برباعية ويبلغ نهائي كأس العالم للأندية 2025 الرزاز من ديوان التل: لا بد من الاعتماد على الذات نتنياهو: نريد إبرام صفقة لكن ليس بأي ثمن ديوان المحاسبة: ندقّق في مؤسسات تتجاوز موازناتها 13 مليار دينار لجان بلديات تعقد أولى اجتماعاتها (أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزة الموعد المتوقع لإعلان نتائج التوجيهي 2025 في الأردن الأردن .. أمانة عمّان: خارطة طريق للتحول لمدينة ذكية ترامب: من الممكن إعلان وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الجاري أو المقبل- (فيديو)
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام صراع الديكة على مزارع الخداج العربي

صراع الديكة على مزارع الخداج العربي

21-06-2025 08:50 AM

بقلم:الخبير الامني والعسكري المحامي محمد عيد الزعبي - في زاوية هذا الشرق المثقل بالوجع، وعلى أطراف خريطة ممزقة تُدعى "الوطن العربي"، تتصارع الديكة فوق مزارع خداج، لم تنضج بعد ولم تُملك بعد، ولكنهم يتقاتلون عليها وكأنها كنوز سليمان.

ديكةٌ تصيح ولا تبيض

الصراع بين إيران وإسرائيل – أو لنقل بشكل أكثر دقة، بين عمائم طهران وقلنسوات تل أبيب – ليس صراع وجود، بل استعراض عضلات. ديكة تتباهى بصياحها في الساحات، كلٌ يريد أن يثبت أنه الأعلى صوتًا، الأقوى مخلبًا، الأوسع نفوذًا. ولكن المأساة أن هذه "الساحة" ليست مزرعتهم، بل أراضٍ عربية: سماء العراق، مياه الخليج، تراب سوريا، وفضاء الأردن.

خداجٌ لم يُربَّ

العالم العربي أشبه بطفل خداج، وُلد مبكرًا ولم تُكتمل رئتاه بعد. لا يزال بحاجة إلى حاضنة، إلى أكسجين سيادي، إلى غذاء وعي وشفافية. ومع ذلك، صار هذا الطفل هدفًا لكل من أراد أن يجرّب عضلاته أو يختبر أسلحته أو يستعرض قوته أمام جمهور دولي متعطش للدماء.

ومع كل جولة تصعيد، تجد الديكة تصيح أكثر، وتعلو أصواتها فوق الخراب، بينما الطفل الخداج – أي الوطن العربي – يُسجَّل في تقارير "حقوق الإنسان" كرقم جديد في قوائم الضحايا.

من يدفع الثمن؟

الأردن، لبنان، اليمن، سوريا، والعراق، يدفعون الفاتورة. ليست مجرد طائرات تمر من فوق رؤوسهم، بل رسائل دموية تُكتب بالنار على جلد المواطن العربي المسكين. لا هو شريك في القرار، ولا هو قادر على الاعتراض، بل هو مجرد سطر هامشي في بيان عسكري يُصدره ديك غاضبٌ في طهران أو تل أبيب.

هذا المواطن هو الخاسر الأكبر… لا يملك من أمره شيئًا، يُطلب منه أن يصفق لهذا أو يهاجم ذاك، في حين أن بيته هو الذي يحترق، وأطفاله هم من يُدفنون تحت الركام.

متى يصمت الديكة؟ ومتى يُنضج هذا الخداج ليصير وطنًا حقيقيًا؟

يصمت الديكة حينما يُكسر القفص، لا حينما تُسكت الأصوات. يصمتون حين يدركون أن الأرض لم تعد مسرحًا لصراخهم، بل صارت وعيًا نابضًا، وإرادةً عربيةً تُخرس كل من تسوّل له نفسه أن يستبيح السيادة بحجة الحماية، أو يفتح معاركه بالوكالة على حساب كرامة أمة.

لكن حتى ذلك الحين، ستبقى هذه المزارع رهينة "التلقيح القسري"، تُخصبها طائرات مسيرة من كل اتجاه، وتفجرها صواريخ بلهاء لا تميز بين جندي ومدني، بين عسكري ومسجد، بين طفل وسقف بيت.

يا عرب، من أنتم في هذا المشهد؟

أتُراكم مجرد دجاجات في ساحة الصراع، تُربّون لأجل بيضٍ يُسرق في الليل؟ أم أن الوقت قد حان لتكسروا هذا الدور العبثي وتستعيدوا عنق الديك، بدل أن تبقوا ضحاياه؟

متى نصحو من سباتنا؟ متى نفهم أن ما يُزرع الآن هو مستقبل أبنائنا؟ وأن من يحرث أرضنا ليس فلاحًا، بل محتلًّا، مهما لبس من عباءة أو رفع من شعار؟

الختام:

إن الديكة لن تتوقف عن الصياح…
لكنَّ الأمل أن نُعيد بناء المزرعة، بأرضٍ حرة، ووعيٍ حر، وحكمٍ عادل…
أن يتحول الخداج إلى رجلٍ راشد، يقف على قدميه، لا يقبل أن يُربّى في الحاضنات الأجنبية، ولا أن يكون تراب بلاده ساحة لخصومات الغير.

فإما أن نكون أو نستمر خدَجًا مدى الحياة…
وفي كلا الحالين، الديكة لا ترحم.


---








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع