أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الحرارة أعلى من المعدل بحدود 2-3 درجات مئوية الملك ووزير الخزانة الأميركي يبحثان العلاقات الاقتصادية بين الأردن والولايات المتحدة جنود يتساقطون ودبابة تنسحب وسط الفوضى .. مشاهد مثيرة لكمين بيت حانون (شاهد) الملك يشارك في ملتقى صن فالي الاقتصادي بالولايات المتحدة باريس سان جيرمان يتخطّى ريال مدريد برباعية ويبلغ نهائي كأس العالم للأندية 2025 الرزاز من ديوان التل: لا بد من الاعتماد على الذات نتنياهو: نريد إبرام صفقة لكن ليس بأي ثمن ديوان المحاسبة: ندقّق في مؤسسات تتجاوز موازناتها 13 مليار دينار لجان بلديات تعقد أولى اجتماعاتها (أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزة الموعد المتوقع لإعلان نتائج التوجيهي 2025 في الأردن الأردن .. أمانة عمّان: خارطة طريق للتحول لمدينة ذكية ترامب: من الممكن إعلان وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الجاري أو المقبل- (فيديو) واشنطن تفرض عقوبات على المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين اجتماع حاشد لعشائر الحباشنة وأبناء الكرك: لا صلح في قضية الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة المغرب يعيد فتح سفارته في دمشق بعد 13 عاما صعود الأسهم الأوروبية مدعومة بأداء قطاع الدفاع القطري المانع يدخل بوابة الاستثمار في الأردن مالكو المزارع الخاصة (الشاليهات) في جرش سيوقعون على تعهدات للالتزام بشروط السلامة اللجنة الاستشارية لصندوق تقاعد نقابة المهندسين تعقد أولى اجتماعاتها
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مريم وابنة الفنان محمود صايمة: رسالة من قلب آخر...

مريم وابنة الفنان محمود صايمة: رسالة من قلب آخر العنقود

13-06-2025 12:57 PM

بقلم: عاطف أبو حجر - - في زحمة الأيام، حين تضيق الدنيا ويشتد الحنين، لا يبقى للإنسان سوى الذكرى؛ نبضًا في القلب، وألمًا في الذاكرة.
وفي صباحٍ مشحونٍ بالوجع النبيل، جمعتني محادثة صادقة مع مريم محمود صايمة، ابنة الفنان الأردني الراحل محمود صايمة، زميلي وصديقي الذي جمعني به زمن من المحبة والاحترام والعمل الفني المشترك.
كان من أبرز لقاءاتنا مشاركته المؤثرة في برنامجي "سوا بتهون"للإعلامي يزن خواص، كما لا أنسى مشاركته الظريفة في مقلب الكاميرا الخفية الذي صورناه سويًا. يومها، لم يغضب، بل ضحك أولًا، وصافحنا كعادته رجلًا ودودًا طيب النفس، كبير القلب.
واليوم، وأنا أصغي إلى مريم وهي تحكي وجعها بصدق، شعرت أنني لا أستمع إلى ابنة تتحدث عن أبيها فحسب، بل إلى شهادة حية على فنان أردني أصيل، وهب فنه وحياته لوطنه، ورحل في صمت نبيل.
قالت لي مريم، بصوتٍ يفيض بالشجن والذكرى:
"كنتُ آخر العنقود، مدللته، كنت أذهب معه إلى التصوير وأجلس إلى جوار الكاميرات أراقبه وهو يُمثّل...
كان حنونًا، يُصلي، كريمًا، يُحب الناس جميعًا، وبيته دائمًا مفتوح.
بعد وفاته، شعرتُ بأن الدنيا ضاقت، غاب السند، وغابت الراحة.
حتى الراتب الذي كان يصلنا من النقابة، انخفض من مئة وتسعين إلى ثمانين دينارًا.
عملتُ في صناعة الحلويات فقط لأتمكن من الاستمرار."
كلماتها، رغم بساطتها، كانت مؤلمة بصدقها، نابعة من قلبٍ موجوعٍ يفتقد لا الحنان فقط، بل الكرامة المهددة في ظل واقع اقتصادي قاسٍ.
ليست قصة مريم وحدها، بل قصة كثير من أبناء الفنانين، وقصة من قدّموا لهذا الوطن البسمة والفرح، وانتهى بهم المطاف دون سند.
ولذا، فقد طلبت مريم أن أُوصل رسالتها إلى أصحاب القرار، إلى من بيدهم تقدير من خدموا الوطن برسالة فنية راقية.
رسالة مريم محمود صايمة
باسمي أنا، مريم محمود صايمة، أتوجّه بهذه الكلمات المفعمة بالألم والفخر بوالدي، رحمه الله، إلى:
دولة رئيس الوزراء،
معالي رئيس الديوان الملكي،
معالي وزير الثقافة والإعلام،
سعادة مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون،
وسعادة نقيب الفنانين الأردنيين.
كان والدي، رحمه الله، فنانًا أردنيًا أصيلًا، أحب فنه ووطنه بإخلاص، وكان مثالًا للإنسان الطيب، الحنون، الخلوق، القريب من الله، الملتزم بالصلاة، المعطاء بلا حدود.
لم يكن فنانًا فحسب، بل كان أبًا استثنائيًا، صديقًا، وسندًا حقيقيًا. وكنتُ أنا "آخر العنقود"، كنت روحه ورفيقته، وكان كل عالمي.
رافقت والدي في رحلته الفنية منذ نعومة أظفاري، كنت شاهدةً على إبداعه، على تعبه، على التزامه برسالته.
لكن، بعد وفاته، واجهتنا ظروف قاسية، وانقطع بنا الطريق، وانخفض راتبه التقاعدي من مئة وتسعين إلى ثمانين دينارًا شهريًا، وهو ما لا يكفي حتى لأبسط مقومات الحياة.
اضطررتُ لبدء مشروع صغير في مجال الحلويات فقط لأُكمل حياتي بكرامة.علما انه "عندي علاج طبيعي، ولا أملك تأمينًا صحيًا، وعندي فعلًا مشكلة في العمود الفقري، ولا أستطيع إكمال علاجي."
رسالتي اليوم دعوة للتقدير، لا لي فقط، بل لكل فنان خدم الوطن بإخلاص، وقدم عمره للفن والثقافة، أن يتم تأمين حقوقه وكرامته، وألا يُترك من خدم الوطن يُواجه العجز وحده.
رحم الله والدي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل من ذكراه بوابة للرحمة والإنصاف.
خاتمة
هذه ليست مجرد كلمات، بل نداء من ابنةٍ تحمل في قلبها حب والدها، وتوجعها فجيعة الرحيل، وتكسرها قسوة الغياب وقسوة العيش معًا.
هذه قصة محمود صايمة، الفنان، الإنسان، الأب، والذكرى الحيّة في قلوبنا.
وهي أيضًا دعوة صريحة لردّ الوفاء بالوفاء، وتكريم من أغنوا وجداننا ومسرحنا ووعينا.
لعلها تصل إلى الضمير، قبل أن تصل إلى الملفات الرسمية.
ولعلها توقظ القلوب، قبل أن تعبر المكاتب.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع