معالي وزير الزراعة، الدكتور المهندس خالد الحنيفات،
تحية طيبة وبعد،
يعلم الله أن حمل المسؤولية أمانة ثقيلة، وأن خدمة الوطن تتطلب جهودًا مضنية وإخلاصًا لا يتزعزع. وإذ نتابع كثرة الأقاويل والانتقادات الموجهة لوزارة الزراعة ولسيادتكم بشكل خاص، أجد لزامًا عليّ أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة. ليس الغرض منها التجريح أو النيل من الأشخاص، بل الحرص على مصلحة وطننا الأردن، وعلى قطاع حيوي كقطاع الزراعة.
أعانك الله يا معالي الوزير، فسهام النقد كلها موجهة إليك شخصيًا. ومع ذلك، وكمشاهد لما يُبذل من جهد، لدي ثقة تامة بأنك تعمل بكل جد واجتهاد، وتسعى لتطوير هذا القطاع بما يخدم المزارع والمستهلك على حد سواء. لا يمكن لأحد أن ينكر أن هناك تطورات ملموسة وجهودًا تُبذل في سبيل النهوض بالزراعة الأردنية.
لكن هنا يبرز التساؤل الأهم: هل هذا النقد الذي يوجه إليكم هو حقًا من أجل مصلحة الوطن، أم أنه يأتي بدافع مصالح شخصية ضيقة؟ من المؤسف حقًا عندما يتسلط البعض على إنجازات شخص ويحاول كسر آماله، ليس إلا لمصلحة شخصية بحتة، ويحول هذا كله إلى مجرد إشاعات تنقص من الحق وتجحد المجهود. النقد يا معالي الوزير، متى كان صادقًا وبناءً، هو المحرك الأساسي للتطور والتحسين. ليس الهدف منه تحقيق مكاسب ذاتية أو تصفية حسابات، بل هو مرآة تعكس الواقع وتساعد على رؤية الثغرات التي قد تغيب عن أعين المسؤولين وسط زخم العمل اليومي. فالمزارع الأردني يواجه تحديات جمة، من ارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى تحديات التسويق، مرورًا بالتغيرات المناخية وشح المياه.
لذا، أدعو معاليكم إلى التمييز بين النقد البناء والهادف، وبين الأصوات التي قد تسعى لتحقيق مآرب شخصية أو النيل من الجهود المخلصة. استمع بعناية لكل صوت ناقد غيور على مصلحة الوطن، ومحّص كل شكوى، فقد تحمل في طياتها مفتاحًا لحل مشكلة أو لتطوير سياسة. إن الشفافية والانفتاح على آراء المعنيين والمواطنين هو الطريق الأمثل لتجاوز العقبات وتحقيق الأهداف المرجوة.
ختامًا، أسأل الله أن يمدكم بالعون والقوة لمواصلة مسيرتكم، وأن يسدد خطاكم لما فيه خير الأردن وشعبه. إن ثقتي بعملكم كبيرة، والأمل معقود على جهودكم في الارتقاء بقطاع الزراعة ليصبح رافدًا حقيقيًا للاقتصاد الوطني ومصدرًا للغذاء والخير لوطننا العزيز.
والله ولي التوفيق.
حفظ الله الأردن والهاشميين.
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي