أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إطلاق صفارات الإنذار لتحذير المواطنين من التطورات الأمنية أكثر من 163 ألف طالب يتقدمون لأول امتحانات "التوجيهي" توقعات بتخطي غرام الذهب حاجز 70 ديناراً في الاردن إدانة نائب بالسجن والغرامة بملايين الدنانير الهواري يطمئن: لا تأثير يُذكر على الأردن إذا انفجر مفاعل ديمونة (المسابقات) تتجه لتقليص أيام الراحة للحسين والوحدات بدوري المحترفين عملاء للموساد انغمسوا بين سائقي الشاحنات بإيران منذ 3 سنوات (إيه بي سي) تكشف ملامح الهجوم الأميركي المحتمل على منشأة فوردو سماوي: مهرجان جرش في موعده .. وقادرون على التكيّف مع أي متغيرات الجيش: اعتراض الصواريخ والمسيرات ليس خيارًا بل ضرورة . الإعلام الإسرائيلي : حجم الأضرار المادية نحو ملياري شيكل ترمب لنتنياهو : استمر أنت رجل جيد الأردن .. إجراءات لضبط تسرب العمالة الوافدة وخدم المنازل في العقبة غوتيريش يطالب بعدم تدويل الصراع بين إيران وإسرائيل لجنة الإستثمار والاقتصاد النيابية تطالب بضرورة السماح المواطنيين الأردنيين الراغبين بزيارة الجمهوريه العربيه السوريه باستخدام مركباتهم الخاصه كردستان تمنع تصوير مرضى السرطان حفاظًا على سلامتهم النفسية إيران تنفي إرسال وفد للخارج وتؤكد: لا نستسلم ولا نتفاوض تحت الإكراه الرئيسة الأرجنتينية السابقة ستقضي عقوبة السجن في منزلها السفير الأميركي بإسرائيل: سنجلي مواطنينا برحلات جوية وبحرية "الأشغال" و"الجمارك" تناقشان تعزيز البنية التحتية وتحديث الإجراءات في المراكز الحدودية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الذكاء الاصطناعي في مواجهة الشائعات: هل يستطيع...

الذكاء الاصطناعي في مواجهة الشائعات: هل يستطيع الأردن التنبؤ بالمعلومة قبل أن تنفجر؟

11-05-2025 01:23 PM

بقلم: م. أحمد يوسف الشديفات - في زمن تُصاغ فيه الرواية العامة بكبسة زر، وتنتقل الأخبار أسرع من قدرة الناس على التحقق، لم تعد الشائعة مجرّد همس عابر، بل أصبحت أداة استراتيجية لتشكيل الرأي العام وتوجيهه. فبضغطة واحدة على هاتف ذكي، قد تنفجر قصة لا أصل لها، وتنتشر كأنها حقيقة، لتصنع واقعًا مزيّفًا، يصعب تفكيكه لاحقًا.

الأردن، بما له من خصوصية مجتمعية ومكانة إقليمية، لم يكن بمنأى عن هذا النمط الجديد من التهديدات. فمع كل أزمة أو استحقاق سياسي، تتدفق الروايات، وتتداخل الحقيقة بالتحريف، ويغدو المواطن حائرًا بين ما يسمع وما يثق به. وهنا تتجلى أهمية القيادة، التي لا تكتفي بردّ الفعل، بل تستبق الحدث، وتؤمن أن التكنولوجيا ليست رفاهية، بل وسيلة لحماية الوعي.
وقد شكّل سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، نموذجًا لهذا التوجّه؛ شاب بفكر معاصر، يرى أن الأمن الحقيقي يبدأ من تحصين العقول لا فقط حماية الحدود.

اليوم، تتيح لنا التكنولوجيا فرصة جديدة لم تكن متاحة من قبل: أن نرصد الشائعة قبل أن تترسخ، وأن نفهم المزاج العام قبل أن يتحول إلى قناعة مغلوطة.
الذكاء الاصطناعي، كما تستخدمه دول متقدمة، قادر على تحليل ما يُنشر لحظة بلحظة، ليس للتجسس أو الرقابة، بل لرصد الأنماط، والتغيرات المفاجئة في طبيعة المحتوى وطريقة تداوله. هذه القدرة التحليلية تمكّن الجهات المختصة من قراءة إشارات مبكرة لحملات تضليل، والتدخل قبل أن تكتمل.

وقد طبّقت بعض الدول هذه المنهجية في حماية مجتمعاتها من الشائعات ذات البُعد العنصري أو التي تستهدف الاستقرار الاجتماعي. في كثير من الحالات، لم تكن القصة قد وصلت إلى العلن، لكن النظام التحليلي رصد “عاصفة رقمية” قبل وقوعها، فتحركت الجهات المختصة في الوقت المناسب.

بالنسبة للأردن، هذه ليست طموحات بعيدة. نملك العقول والكفاءات والبنية التحتية التقنية. وبالإرادة السياسية، يمكن تأسيس وحدة وطنية، تعمل بصمت وكفاءة، تحلل وتفكك وتفهم، دون أن تراقب أو تُصنّف. هدفها الأسمى: حماية الوعي العام قبل أن يتعرض للتشويش.

نحن لا نتحدث عن مطاردة إشاعة بعد وقوعها، بل عن تأسيس منظومة “وقاية إعلامية” استباقية. كما نستخدم الأرصاد الجوية للاستعداد للعواصف، يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد اضطرابات الفضاء الرقمي والتفاعل معها بذكاء وحكمة.

وإذا ما تكامل هذا الجهد مع إعلام مهني، وجامعات نشطة، ومراكز تفكير مستقلة، فإننا نكون قد وضعنا أساسًا راسخًا لحصانة مجتمعية حقيقية، تجعل المواطن الأردني أكثر وعيًا، وأقل عرضة للتأثر بالمعلومة الزائفة، فمن يربح ثقة الناس في زمن الفوضى الرقمية، هو من يكتب المستقبل.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع