أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أزف ملف الفساد الإداري

أزف ملف الفساد الإداري

28-12-2011 11:17 AM

قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28،والفاعل هنا هو العلماءُ فهم أهل الخشية من الله واسم الجلالة (الله) مفعول مقدم، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ من عباده، وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم كما جاء في العديد من كتب التفسير. والمهم هنا هو ربط الخشية والتي تعتبر منزلة عالية من منازل الأيمان بالعلم. فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية . . .وعليه فيمكننا أن نستنتج بأنه من لا تتوفر لديه الخشية من الله فعلمه وبالتالي عمله منقوصان لأنه لا يشعر بالرقابة الإلهية. فهي الدافع والأساس للعمل بصدق، وبإخلاص، وبجهد حثيث، وبمتابعة، وبحب للعمل، وبإتقان، وبذوق رفيع، وبتعاون، وبزمنمة مضبوطة دون مماطلة، وبترشيد في النفقات دون تبذير أو إسراف، وبمراجعة، وبتطوير، وباستشراف، وبتحليل، وباستنتاج، وبتطبيق لأنجح الحلول، وباستشارة، وبعدل، وبحكمة إذ أن من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا.

ًالسؤال الآن هو: أليس ما تعيشه بعض مؤسساتنا من فشل، سببه الرئيس هو عدم خشية القائمين عليها من الله، تلك الصفة التي تعتبر متلازمة العلماء، وأن فقدت منهم ذهبت بهيبتهم وأضرت بمؤسساتهم، فحبطت أعمالهم، ومتَبر أي هالك ما كانوا يصنعون.

أليس ما نشهده فيها من فساد مالي مثلاً، باعثه ومصدره هو فساد إداري أولاً؟ ناتج عن عدم الخوف من الله، ولا من العبد ولا حتى من ذاتهم الإنسانية وهذا اضعف الأيمان!؟ وإذا اقر الواحد منا بأن الأولوية في القيادة والإدارة، هي للعلماء أي المختصون المتمكنون وكما أسلفنا من أن العلم مقرون بالخشية فيجب أن يراقب أداء المسؤولين فلا يؤتى بفاسد أو مقصر أبدا، وعليه فإننا لن نشاهد تحويل لملفات لدائرة مكافحة الفساد بهذا الزخم الذي لم نكن نتوقعه أو نعهده من قبل، فلا يطلع شمس يوم إلا وكشف فيه عن ملف فساد أو أماط اللثام عن فاسد، ولو اتقى أولئك الإداريون الفاسدون الله في مؤسساتهم وجامعاتهم، لما وجدناها على هذه الحال من المعاناة من الإفلاس والانغلاق والإغلاق، وسوء المنقلب، وعلى صورة محزنة من التراجع في الأداء وهدم للمنجزات وإضاعة للمكتسبات. ألم تصاب بعض الجامعات بالتخمة الإدارية بسبب قيام رؤسائها "إداريوها" بالتعيينات دون رقيب أو حسيب، فحمَلوها أكثر واكبر مما تحتمل، فجثت على قدميها ولم تستطع النهوض؟ عاملين بالحكمة القائلة دارهم ما دمت في دارهم؟ وكان دافعهم في ذلك المسايرة والمجاملة أو المداهنة للمحاسيب وأصحاب النفوذ! أما مستقبل المؤسسة أو الجامعة فكان من منظورهم أمر ثانوي، وعلى رأيهم....
"بكره بحلها الحًلال..."! المهم أن لا يغضب المجتمع المحلي حسب قولهم، حتى وإن كانوا يدمرون صروحه العلمية والتنموية وهم يتظاهرون بتدبيرها! ولعدم وجود محاسبة إدارية تُذكر نجد الواحد منهم حاكم برأيه، ليس يردعه وطنية ولا قانون دولة ولا أخلاق بيتيه ولا علم مرتبط بخشية لأحد! الغريب أن يحصل بعض أولئك على مواقع في مؤسسات أخرى أفضل من تلك التي عقروها، فربما كانوا يعلمون بأن قومهم سينصرونهم ظالمين أو مظلومين. أوليس تعثر بعض الجامعات إداريا أيضا راجع إلى غض طرف مجلس الأمناء ومجالس أخرى عن تجاوزات الرئيس فيها، سواء بتعيين فريق له على شاكلته، ولو كان ذلك مخالف للأنظمة والقوانين وفيه هضم للحقوق، فتكون النتيجة أن يعمل فريقه طبقاً لعمله، واضعين جميعاً نصب أعينهم الحكمة القائلة:

إذا كان رب البيت للطبل ضارباً فلا تلومن الصغار على الرقص!

أليس الفساد الإداري هو من أوصل بعض المؤسسات "الجامعات" إلى التعثر ألمسلكي، المتمثل بالعنف المتزايد والذي اخذ منحى جديد مثل الإعتصامات والإضرابات، بما فيه ضرب الرئيس أو طرده من الجامعة أو تحقيره، وكان ذلك نتيجة تراكمات سببها شعور البعض بالظلم أو الإهمال أو الفراغ الفكري أو انعدام الحوار أو المداهنة أو عدم الصدق أو التحايل من قبل مسؤول لا يعرف كيف يتصرف، فكانت قراراته ارتجالية، مرتبكة وضعيفة بضعف من أوصلوه إلى تلك المكانة العالية التي هبطت بوجوده بها، ولا أقوال "بفضله" إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا أقول هنا أن تلك التصرفات مبررة ولكنها واقع مؤلم وضعونا وجامعاتنا فيه؟! أليس هذا دليل واضح على عدم خشيتهم لله، وبهذا فلم ولن ولا يكونوا بفعلهم هذه الصفة علماء يخشون الله بقراراتهم، ويجب أن لا توكل إليهم أية مهمة بعدها أبدا؟! ويستحقوا على سوء أدائهم ذاك المساءلة والعقاب؟

أليس التنسيب بتعيين رئيس جامعة لا يستطيع دخول جامعته، ولا يقدر على شيء، وهو كَلٌّ على مولاه، أينما يوجهه لا يأت بخير، إلا شكل من أشكال الفساد، كما يستدل آخرون؟

أليس ذلك شكل من أشكال الفشل في الاختيار، وتقصير في ملئ شاغر، في الحقيقة شُغِر بوجود من قصد به ملئه؟! الم يكن في عملهم ذاك قلة علم مقرونة بعدم الخشية من الله فدفع الوطن فاتورة باهظة جراء ذلك؟ فهل يستوي أولئك ومن يأمرون بالعدل وهم على صراط مستقيم؟!

خلاصة القول: إذا أخذ الإصلاح اليوم منحى مكافحة الفساد المالي، إلا أننا مقبلون وبعون الله على محاسبة الفاسدين إداريا، إذ أنهم رأس البلاء وصناعه، فموعدهم غداً وإن غداً لناظره قريب، أو دعوني أقول موعدهم الصبح وليس الصبح ببعيد...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع