أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي التنمية: عقوبات لمخالفي جمع التبرعات 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع إسرائيل تغلق معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة مركز الفلك: الأربعاء 10 نيسان عيد الفطر الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان أهالي الاسرى الاسرائيليين يجتمعون مع نتنياهو اسعار الخضار والفواكهة في السوق المركزي اليوم. بوتين: لن نهاجم "الناتو" لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا بديلا لصلاح .. التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الصفدي يشكر بريطانيا لتصويتها لصالح قرار مجلس الأمن 3 جرحى بإطلاق نار على حافلة مدرسية إسرائيلية قرب أريحا قصف جوي إسرائيلي عنيف على مدينة الأسرى بغزة ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلي. طلب جيد على الدينار في شركات الصرافة الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من طواقم الهلال الأحمر
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة النظام الاردني يواجه الربيع العربي وحيدا

النظام الاردني يواجه الربيع العربي وحيدا

27-12-2011 04:09 PM

يواجه النظام السياسي الأردني الربيع العربي وحيدا اليوم سوى من بعض ما أطلقت عليه القوى الحزبية، والنقابية، والإعلامية البلطجية، وشيئا من مهرجانات الولاء الخجولة مؤخرا بعد أن تقلص زخمها، والتي تبقى غالبية المقاعد فيها خالية في حين انضوت العشائر على التوالي تحت أشكال متباينة من الاحتجاج والتذمر، وحرق الإطارات وقطع الطرق. وتلاشى خط الولاء الكبير الذي شيده الملك الحسين عبر عقود من الزمن.

وحتى حالة الاندفاع التي أبدتها بقايا ومخلفات خط الولاء التقليدي في بداية أحداث الربيع العربي فلم تجد لها رعاية من طرف احد في السلطة مما أدى إلى تبددها، فقد كانت بعض هذه الفعاليات تغطى بحضور رسمي غير فاعل في حين أن الرد على حراك الشارع مناطقيا كان يتم على أعلى المستويات، وشهد حضور الملك شخصيا، وكانت مطالب المناطق يتم الوعد ملكيا بتحقيقها من خلال هذه الفعاليات والى ذلك فان مهرجانات الولاء لم تقدر رسميا، ولم تشعر المجتمع إنها وسيلة الاتصال بالسلطة، ويتم من خلالها تحقيق المطالب كما درجت عليها العادة أيام الملك الراحل الحسين بن طلال حيث كانت وسيلة في التواصل الشعبي، وهو ما أعطى مؤشرا خطرا للشارع المناطقي أن الحصول على الحقوق يتطلب ميدانا وخيمة، واعتصامات، وشعارات تخرق الخطوط الحمراء، وان طريق إسماع الصوت هو الخروج إلى الشارع، والتظاهر، وحرق الإطارات، ولا شك أن هذه الوصفة في معالجة الأوضاع الداخلية تعود لوعي وحكمة المستشارين الذين يزخر بهم الديوان الملكي.

ولربما أن النظام الأردني بقي بحوزته بعض المحسوبين عليه هنا وهناك من بقايا مرحلة المكتسبات، والإثراء على حساب بيع مؤسسات الوطن ، وهم الذين لا يسمنون ولا يغنون من جوع، حيث يلوذون بالصمت العميق أمام هذه الهجمة التي يتعرض لها النظام، وإلا أين باسم عوض الله اليوم، وأين هي ناديا السعيد، وسمير الرفاعي، ولماذا غاب الطاقم الذي شغل إدارة دفة البلاد في السنوات الأخيرة من عمر الدولة الاردنية واخذ معه - بعد أن استولى على حصة دسمة من كعكة الخصخصة- مشاعر الأردنيين وولائهم الصادق.

وفقد النظام آخر القواعد التي كانت تدافع عن سياساته المتمثلة بالمتقاعدين العسكريين، وتحول الخارجون من سلك الوظيفة الرسمية إلى معارضة شرسة أدمت وجه النظام، ويعود إليها معظم تسريبات، وحكايا الفساد، وبضع مدراء مخابرات سابقون انقلبوا حال مغادرتهم مواقع المسؤولية إلى خناجر باتت تطعن خاصرة النظام، إلى جانب إخوانهم من متقاعدي المؤسسات الأمنية، والمدنية في الصفوف الأولى.

وكان النظام الأردني فقد الإعلام على خلفية مدونة السلوك التي حرمت الصحفيين من أرزاقهم، والتي أقرتها حكومة رئيس شاب لا يخفى على الأردنيين حجم الثروة العائلية له ومن أين استمدها، ووالده الرئيس من قبله، وكيف نشط في الاستيلاء على أراضي الواجهات العشائرية لبعض القبائل في أثناء عمله بالقطاع الخاص، ولربما أن فكرة تقييد الإعلام راودته ذات سكرة ونسي أن لا أحدا يستطيع أن يحكم في هذا العالم بلا إعلام يؤيده .

وحيدا بقي النظام الأردني في مواجهة الربيع العربي الذي أودى بالاستقرار، وهيبة الملك جزئيا، وتعرض القصر إلى النقد والتجريح، والمطالبات باسترداد الولاية العامة للحكومة التي يجب أن تكون منتخبة، وتقليص صلاحيات الملك ، وطالت الشعارات الرموز السيادية في المملكة، ومست الملكة، وطالت شبهات الفساد شقيقها، وتحركت في الشارع عينات ممثلة عن كافة أطياف، وتباينات الشعب الأردني، وكأنها دعوة مفتوحة للغضب طالت الجميع .

استحقاق مر لما يمكن أن يسفر عن سياسات صناعة الخصوم التي اتخذت في العشرية الأخيرة من عمر المملكة، ولم تبق للنظام أحدا، وفر الجميع من حوله، وتمكن الفريق الشاب المستجد في الحياة السياسية الأردنية والذي أصبحت الدولة ترى من خلال عيونه كافة شؤونها ، وهو ما أطلق عليه في حينه الديجتال تمكن من أن يقاعد الطبقة السياسية برمتها التي انشأها الملك الحسين- رحمه الله- وهي التي تحوي عقل الدولة الأردنية وتجربتها الفريدة، وهو ما حول رجالات الأردن إلى الاحتقان والتذمر .

ولم يقدم بديلا موضوعيا للمؤسسات التي لا تستطيع اليوم أن تدافع عن نفسها في مواجهة هذه الظروف المستجدة.

والى ذلك تستحضر الذاكرة الوطنية في هذه الأزمة الكيفيات والطريقة التي أدار بها جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال التناقضات على الساحة الأردنية، وكيف استقطب قادة الانقلابات وأعادهم إلى مؤسسة الحكم، وما جمعه من صلات وصداقة شخصية مع غلاة وعتاة المعارضة، وكيف كانت حركة الإخوان المسلمون تعمل تحت جناحيه في حين كانت تضطهد في الدول العربية، وقد تدخل شخصيا لصالح الإفراج عن بعض قادة حركة حماس من سجون امريكا واسرائيل، وكانت تربطه بهم العلاقات الوثيقة.

ولم تفلت خيوط اللعبة السياسية الداخلية من يده وكان يقلص عدد الخصوم، ويوازن بين النظر إلى مستقبل الدولة الأردنية والحفاظ على الإرث التقليدي لها ومن ذلك ما يقوله النائب السابق ضيف الله الكعيبر من أن لقاء جمع الملك الحسين مع شيوخ، ووجهاء الأردن استدعى أن يكون مرافقا لوالده، الذي كان يحتاج إلى المساعدة يقول كنت شابا مع والدي ورأيت الحسين عند اجتماعه بشيوخ الأردن يجر كرسيه ليجلس بينهم، ويأخذ بسؤالهم عن أحوالهم ، ويناديهم بأسمائهم واحدا واحدا.


تضييع ، وانحسار للقاعدة التقليدية مرده للإهمال من جهة، وخصوم تم صناعتهم من جهة ثانية من خلال السياسة التي اتبعت في إزاحة الطبقة السياسية المجربة والمعتمدة في الحكم واستبدالهم برجال البزنس، والذين لم يتورعوا عن تعريض كل شيء في البلد إلى البيع، وطالت الإساءة رجالات الأردن الذين كان يخطط لان ينفضوا من حول الملك، والى ذلك يقول النائب محمد ابو هديب في حادثة كان شاهدها ، وقد وقعت في يوم عيد كان الملك عبدالله يتلقى فيه السلام والتهنئة من رجالات الدولة، وكان هنالك عددا من صليعي الرؤوس متفرقين في أروقة الديوان الملكي يقومون بالسماح للداخلين للسلام على الملك في القاعة الرئيسة من خلال تمرير أربعة أربعة وإيقاف الطابور الطويل، ويبين أن ذلك كان يحدث في موقف بدا حرجا حيث الجميع من رجالات الدولة في السلطات الثلاث والذين لا تنقصهم معرفة البروتوكول، وإذ بأحدهم يضع يده في وجه الرئيس السابق مضر بدران بطريقة صادمة، ويطلب منه الوقوف، وكان شابا يافعا يضيف ابو هديب " نظر الرئيس بدران إليه، ولم يتفوه بشيء، واقفل راجعا، وتراجع عن نية تهنئة الملك، ولربما انه لم يعد مرة أخرى إلى ناحية القصر".


واذكر أن لقاءا جمعني بالرئيس السابق عبدالسلام المجالي ولمست حجم المرارة التي يمتلئ بها قلبه على اثر طلبه مقابلة الملكة رانيا بشأن يخص أكاديمية علمية رسمية كان اقترحها إبان تشكيل حكومته، وتعطلت بعد ذلك، وكان الرد أن جلالتها مشغولة.


وهو ذات ما كان يعتمل في داخل الرئيس احمد عبيدات الذي أقصي عن المركز الوطني لحقوق الإنسان لمجرد حياديته، وها هو اليوم يتبدى من اشد المناوئين. وبالعودة إلى الشارع، والإطلالة على قادة الحراك فيه فمعظم الإسلاميين ناقمين على خلفية استهدافهم في السنوات الأخيرة، ومحاولة تحجيمهم، ومنعهم من العمل السياسي، وهو ما جرى بالاستيلاء على المركز الإسلامي، وإبعاد خطبائهم من المساجد وصولا إلى سحقهم في الانتخابات قبل الأخيرة، وتسقيط رموزهم ومنهم أرحيل غرايبة الذي كان يعد من حصة الدولة في الجماعة، وها هو اليوم يذيقهم وبال أمرهم، وقد اخبرني احد السياسيين أن نائبين اجتمع فيهما مدير المخابرات العامة الأسبق اللواء محمد الذهبي ، وطلب مشورتهما بكيفية تحجيم الحركة الإسلامية فاقترح عليه احدهم بأن يتم وضع اليد على المركز الإسلامي. ومعروفة هي القصة المفبركة لإخراج قادة حماس من الأردن، وإغلاق مكاتبها، وأثرها على المزاج الشعبي والإسلامي.

أن من يتظاهر اليوم ، ويسير المظاهرات في عمان والمحافظات غالبيتهم خصوم صنعتهم السياسات التي خضعت لها الأردن وفقا لأراء وتطلعات النخبة السياسية حديثة العهد بالسياسة، وتجدهم إما سجين سياسي سابق نكل به لأرائه السياسية، أو احدهم أخذت فرصته النيابية وأعطيت لغيره، أو موظف في الصفوف المتقدمة تعدت واسطة على أحقيته، أو عشائر تم الاستيلاء على واجهاتها العشائرية، أو متقاعدون عسكريون فقدوا الاتصال مع قلب الوطن، أو مسؤولون سابقون جرى تغييبهم والتنكر لماضيهم، أو شعب صدم بحجم الفساد الذي أودى بحقوقه، وصار صريعا لأخبار وإشاعات وأقاويل الطبقة السياسية فتحرك أو هو في طور التحرك حتى لا تتخطاه عجلة السياسة.


سياسات جانبتها الحكمة الصواب حولت الجميع إلى خصوم، وأفقدت النظام الأردني ابرز مؤيديه، ورجالاته سواء في الجانب الرسمي أو في خط المعارضة، أو حتى لدى القاعدة الشعبية والعشائر، والنخب الثقافية، والاجتماعية حيث مست بالمشاعر الوطنية للأردنيين، وحطمت سمات الهوية الوطنية التي تربت عليها الأجيال الأردنية، ودمرت العلاقة القلبية التي جمعت الأردنيين مع نظامهم الملكي.

علي الـــســنيد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع