د. تـينا المومني .. من المستقبح عند سماحتي- الصمت أمام من يدافع عن تلك الخليه الإرهابية، مع أنه لا داعي أن أشمر عن مفرداتي، كي أخبرك أنه لا فرق مهما كانت النوايا بين الوطني صاحب الدوافع المُشّرفِة وبين الخارجين عن منطق الدولة إلى منطق العنف و أخواته، فالشق الأخطر بقضية الشبكة الإرهابية هي فكرة التخابر مع جهات خارجية وأن يؤتمر الشخص منها، وليست العبرة بماهية الأوامر ونوعها -وعلى سبيل الصدمة- أن هناك من لا زال يحاول تصدير عناصر الشبكة كأبطال وأعمالهم كانت بقصد مقاومة على أرض خارج الأردن وهذا الفعل أساساً جريمة بحد ذاته ،و في الواقع والحقيقة مع أن الحقيقة بواد، وهم بواد آخر إن الشخص الذي يقبل أو يتورط بالتخابر مع جهة خارجية هو محض خائن وعميل حتى ولو كانت أوامر تلك الجهات هي مجرد فرقعة علكة بين فكي حمار .
ذات إفك، أصدر فصيل حماس بياناً يدافع به عن تلك الخلية، ولم ينتبه ذات استعجال بأن مخاطبة الدول ببيانات بنية تصعيد الخطاب السياسي -الذي هو فعلا جزء هام من اللعبة التفاوضية لتكون المباحثات بين الطرفين من منطلق مصالحهما المتعددة، فالمهاجمة والتصعيد يساعدانهم في الوصول إلى نقطة التوازن والحل الوسط عند جلوسهم على طاولة المفاوضات- وهذا متعارف عليه بين الدول فقط وليس من فصيل لدولة وهذا بمفاوضات على مصالح مختلطه فيما قضية الخلية هيي شأن داخلي متعلق بمصلحة الأردن فقط، ولكن وبعد أن سلبت الحكومة مفاجأتهم دهشتها بردها أن الأردن أكبر من الرّد على بيانات فصائل فلسطينية لاكت بعض الأفواه تصريحاتهم تلك التصريحات التي اعتادوا إلقاءها على مسامع العالم بكل ثقه ودونما خجل أصبحت تصريحاتهم عادة سريّة- من العار ممارستها علناً تصريحات لم تجد فيها كلمة انتصرنا مكاناً حتى بمخيلة ليلى عبد اللطيف لم تجد ذلك.
أقول، لاكت بعض الأفواه تصريحاتهم فعن تويتر وبعض البوشار.. يحكى أن أحد المغردين قد تساءلت نفسه الأمارة بالسوء عن ما يلي: ماذا لو كان أعضاء الخليه الإرهابية كما صدرهم بيان حماس بأنهم وطنيين بدوافع مشرفة فقيل لهم طيب.. ماذا تعني كلمة وطن ثم يا رعاك الله متى يحق للإنسان استعمال دوافعه ومن يحكم عليها إذا كانت مشرفه أم لا؟
حسناً لنتفق على الأولى أولاً، فالوطن هو: مكان إقامة الإنسان وَمقَرُّه وإليه انتماؤه ولد به أو لم يولد، أما الدوافع : فهي صفه نفسية تثير الفرد وتوجه سلوكه نحو هدف مرغوب من وجهة نظره هو.
اذاً؛ الوطن هو الأردن و محاولات البعض أن يتلو على قيادته وحكومته آيات التدبير والتفكير والتصرف -بالقضايا السياسية والتدخل بشؤونه الداخلية والتطاول على دبلوماسيته الرصينة هو محض وقاحة و هبل، فنحن دولة والدولة لا تتبع فصيل. وأبناءه الوطنيين هم بالضرورة ليسوا رجالا لشخص ليس له ولاية عامة عليهم ولا يتلقون إملاءات خارجية، أبناءه الوطنيين يعلمون بأن دوافعهم يجب أن تكون تحت مظلة القانون وثوابت الوطن وتوازناته حتى تكون مشرفة وغير قابلة للشك.
أعلاه محاولة لسد بعض من فراغات الوعي والسلوك في مجتمعاتنا التي تحاول حماس وآخرون في الداخل استغلالها في تبرير ما قام به أعضاء الخلية، أما عن الواقع فتعال
لقد تعجبنا بعد أن شزر بفتح الشين والزاي والراء .. ورؤوسنا- من كان يدافع عن أعضاء الخلية عوضاً من جلد ذاتهم كيف نسوا أن يعلموا أبناءهم كيف يفكرون لا ماذا يفكرون ! كيف ظنوا وإن بعض الظن إثم- بأن جر أبناءهم معهم على بعض المظاهرات وهم أطفال وإجبارهم على رفع شعارات وحقن حناجرهم بهتافات بصرف النظر عن صحتها أو منطقيتها- لكنها قطعاً لا تمثل فكرهم هي بمثابة غسل دماغ ،كيف ظنوا أن تبعية أبناءهم لهم دون وعي وحرية ودونما صبر عليهم حتى يختاروا فكرهم وطريقهم و دونما حتى ترك المساحة لهم كي تتوالد مشاعر العشق لوطنهم الذي ولدوا فيه وظلوا على براءة قلوبهم وعقولهم فيتبعون بحواسهم الولاء المطلق وليس المنقسم كيف ظنوا أن كل هذا لن يأخذ أبناءهم إلى التطرف ؟نعم إلى تطرف أفكار هم إرادتهم كانت تتجه لصنع نسخ منهم ولكن أسلوب النسخ والتصوير سيؤدي بتلك النسخ التي حمَّلوها أفكارهم إلى تجاوز حد الاعتدال والغلو فيها والتخبط.. وأشير هنا كدليل على ذلك وهو ليس الوحيد بالمناسبه، عندما اعترضت نائب على منهاج تاريخ الأردن وطلبت شطب الصفحة ٣٢ التي تتحدث عن أحداث أيلول ووصفت ذلك بالعفن، احداث أيلول التي تعزز في أبناءنا الانتماء والوطنية والولاء المطلق للأردن وتبعث أرواح شهداء الوطن بكل مرة يذكر فيها أساميهم وتذكرنا نتائجها بأن الأردن ولبنان دول ذات سياده وليست ساحة حرب وبأن الأردن دولة أمن وأمان وسلام وحب عالمي وتلك رسالته -لهذا كان ولا زال الأردن ملاذاً للجميع- ولا نريده دولة حرب او رفيق مراهقات سياسيه وعسكرية وبأنه كان ولا زال لغته العقل والدبلوماسية . . وبمناسبة الحديث عن التاريخ أقول لسعادتها يبدو أننا بحاجة اضافة اقتباس أينشتاين على الصفحة ٣٣ عندما قال : الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة .
حتى أنتم من تدافعون- لم تتركوا لأنفسكم الخيرة والحيرة في السير على آثار من يتربص بالوطن شراً متتبعين خطاباتهم التحريضية وكأنكم بإلهامهم مهتدون، تحاولون سد فراغات الوعي والسلوك لديكم بإقناع أنفسكم بأن الخروج عن منطق الدولة إلى منطق العنف وطنية وبأن دوافع الخارجين عنها مشرفة لأنكم أنتم من وجهتم بوعي أو بلا وعي- أصحابها عليها منذ أن قمتم بفرضها عليهم بشكل غير واعي بدل الدفاع والتكسب بأنكم أبطال مكلومين على أبطال كنا ننتظر أن يخرج أحدكم ويشمر عن ضميره قائلاً الحق علي آسف يا ولدي الحق علي آسف يا وطني .
في عالم الاستخبارات، هناك مفهوم يُعرف باسم الهوني بوت ، وهو أسلوب خداعي يستخدمه البعض لاختراق مجتمعات معينة. قد يكون الهوني بوت شخصًا يتم تقديمه كصديق أو داعم أو حتى مناصر لقضية نبيلة،شخصية جذابة، تثير الإعجاب، تقول ما نحب أن نسمعه ولا شيء أجمل من لبس عباءة الدين وتظهر في أماكن وقضايا حساسة ثم تبدأ تدريجيًا بتوجيه البوصلة، أو تسريب الشك، أو زرع سرديات مشوهة تخدم أهدافًا أكبر بكثير مما يبدو على السطح.
وفي عالمنا يا رعاك الله هناك جماعات بأذرع متعدده وغايات في نفسها غايات لن تجدها حتى بنفس يعقوب غايات لا صلة لها بالوطن ولو بالتبني- غايات وجماعات تثير اللعي بالنفس .