أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ارحموا البلاد والعباد من لوثة الفساد

ارحموا البلاد والعباد من لوثة الفساد

25-12-2011 07:35 PM

مما لا شك فيه أن الواقع المعيش الذي يكرس حضوره ، في مجتمعاتنا العربية ، واقع لا يحتاج إلى تأمل متأمل ، ولا تفكير مفكر ، ولا بحث باحث ، ولا تنقيب منقب ، لأنه واقع يتكلم بلسان الفصيح ، ولا يوجد فيه ما يقال عنه لغة الإشارة ؛ فلقد عاشت مجتمعاتنا العربية وما تزال بأحاسيس ووجدان المغترب عن الأوطان ، على الرغم من العيش داخل الوطن ، وهذا النوع من الاغتراب ، يشكل نمطا معينا من الغربة ، إذ يشعر المرء فيه بالغربة عن الذات ، ذلك لأنه لا يحس بذاته كعضو أو كعنصر أو قل : كفرد يمارس أفعاله ومشاعره ، أو بصحيح العبارة كخالق لأفعاله ومشاعره ، ولا شك بأن ذلك ناتج من فقدان الحرية ، فالمرء مستلب من المكان ، مرهون للتبعية ، مسلوب من المكان الذي ينبغي أن يمارس عمله فيه ، مما يسبب في اشتعال انفعالات الإحباط والتشيؤ والتشظي والتذري لديه ، ثم الانفصال عن المحيط الذي يعيش فيه ، وبالتالي تفكك روابط الفرد مع مجتمعه وهذا ما أطلق عليه علماء الفلسفة وعلم النفس بالعجز المادي ، وهو أقسى أنواع الاغتراب ، كيف لا وهو إحساس وشعور بالغربة داخل الوطن ، ولا يخفى على أحد أنه منبجس من إرهاصات الضعف والخوف والفقر والضياع وعدم الطمأنينة ، وفقدان الإحساس بالأمان ، فضلا عن الشعور بالضياع ، وكله من تقلبات الليالي والأيام ، ومن طبيعة الظروف التي تتموضع في كينونة الوطن ، وتحيط به مثل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، فضلا عن ازدواجية الخطاب السياسي ، في الممارسة العملية ، بين ديمقراطية معلنة ودكتاتورية سلطوية مضمرة ، تمارس بسط سيطرتها ونفوذها بصولجان ما تملكه من إمكانات القدرة المادية ، فتمارس الإقصاء بشكل شرس على أرض الواقع ، تمتد لتشمل كل جوانب الحياة ، وتمفصلاتها اليومية ، بما فيها لقمة العيش ، وبهذا يصيب الفرد التصحر الفكري بانعدام الانتماء والولاء ، ثم يتعدى إلى الحقد والكراهية ، ثم إلى التطرف بشتى أنواعه .
مما لا شك فيه أن الوطن بهذه الحال آيل إلى السقوط والانهيار ، وعرضة لكل طامع سواء من الداخل أو من الخارج ، مما يؤدي إلى تفكك الوطن وتشظيه وانسياقه وراء مشاريع الشللية ، بواجهات مختلفة ، على الرغم من أنها شلل من الزعران والفاسدين والمفسدين ، مهمتها وغايتها أن تعيث في الوطن خرابا ، لأنها لا تعتقد إلا مصلحتها الذاتية ، ولا ترى إلا نفسها ، ثم يصل بها الحال كالواقف أمام مرآة محدبة ، ترى نفسها العظمة ، كل العظمة ، ثم تتضخم حتى ترى ما دونها حشرات أو بعوضا ، وإن بقي عندها شيء من العاطفة تراهم عبيدا أذلاء ، خلقهم الله لخدمتها والصلاة لها ، ولا ريب في أن فقدان الطبقة الوسطى وتهميشها من مختلف المجالات العلمية والمهنية والخدمية وغيرها ثم انمحائها من المجتمع ، يخلق حالة عدم التوازن وبالتالي فقدان صمام الأمان ، صمام الأمان الذي له أهمية بالغة في استقرار الحال ، من خلال ثبات الذاكرة الوطنية والثقافية ، وبسط الأمن والأمان والتفاؤل بالمستقبل ، إن بفقدان الطبقة الوسطى ، واستشراء الفقر ، ينعدم الأمن والأمان الفردي والمجتمعي ، مما يجعل الجميع تحت وطأة الإحساس بالضياع وفقدان الأمل بالمستقبل ، وهذا لا يتموسق مع قول القائل :
أعلل النفس بالآمال أرقبها .................. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
بل يتموضع مع قول القائل :
طوى الدهر من عمري ثلاثين حجة ............. طويت بها الأصقاع أسعى وأدأب
أغرب خلف الرزق وهو يشرق ............. وأقسم لو شرقت راح يغرب .
بل يحاكي قول القائل :
فموت الفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واش وحاسد .
أو قول القائل :
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق .
أجل ، لقد طالت لوثة المفسدين و الفساد البلاد والعباد ، وتنكرت وجوه الحق ، وأصبح على قارعة الطرق ، ويحيط بالجفن والحدق ، حتى بات الفرد يساق بالعنق ، لقد أصبح الوطن يعج بأنواع المهالك والمعاطب ، والمحن والنوائب ، والوبال والنكال ، وأصبحنا بثقافة الزعران والبلطجية والشبيحة ، مثلا من الأمثال ، نعم إن المفسدين ملؤوها جورا ، فتدفقت بشبيحتهم بغيا وفجورا .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل لنا من حالتي الأزمة والتأزم ، أن نؤسس لخلق موقف إيجابي ، يدرع الفتنة ، ويحمي الوطن ، ونتعلم درسا يؤسس دعائم أركان صلبة منيعة ، تحاسب الفاسد والمفسد ، وتضع يدها على الداء قبل استشرائه ، ولعل الإجابة على السؤال ترتبط ارتباطا وثيقا بعروة النضج الذاتي للأفكار، وتكريس العدالة الاجتماعية وبسطها على ساحة المشهد الوطني ، رضي من رضي وسخط من سخط ، لأن في ذلك احتواء للأحداث المتسارعة .
وللحق قوس لا تطيش سهامها ................. وللحق سيف لا تفلُّ مقاطعه .
حماك الله يا أردن الهواشم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع