مازال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر مصدر الاثارة الاول نتيجة اسلوبه الديماغوجي وسياساته الفجة التي تأخذ عناوين عديدة، وتصطدم بتكتلات سياسيه و اقتصاديه كبيره وتتحدث عن ترسيم خرائط جديدة للعالم بأسره بنظامه الدولي و بأدوار أنظمته السياسية، فهو كما يريد تغير منظومة الحكم الدوليه وتغير دور الأنظمة الوظيفية، يريد تغير مسارات الخطوط الجيواقتصادية من باب تفوق قومية الاقتصاد الأمريكي لا غير عن اقتصاديات العالم وذلك بنقطة اشتباك رئيسية تقوم على فرض الجمارك على المستوردات وتطوير وسائل الإنتاج عبر الاستثمار وحواضنها وزيادة مساحات التصدير فى العالم بأسره، طبعا على حساب الصناعات الأوروبية والصينية بشكل خاص كونها منافسة محليا ودوليا وعبر محاولته ضم كندا وخليج المكسيك إلى الحاضنة الامريكيه لزياده الموارد البشرية والموارد الطبيعية في إطار برنامج الضغط الجيواقتصادي المولد لتوسيع جغرافية أمريكا السياسية.

وهذا ما جعل من البيت الأبيض بحلته الترمبيه يدخل فى حرب تحرير من أعباء التحالفات الجيواقتصادية، كما يدخل في معركة تحرير للاقتصاد الأمريكي من أحمال تحالفاته مع دول المركز بشكل خاص العسكرية منها والاقتصادية كما النقدية، وهو المعطى الذي استفز أوروبا وجعلها ترسل رسائل بخطوط حمراء عناوينها تقوم على الرد بالمثل، ولم تنجح مساعي بريطانيا المجسرة من احتواء ترامب على الرغم من تقديمها لقربان " زيارة دولة " لتكون زيارته الأولى للعاصمه البريطانية كما جرت العادة بعدما أعلن الرئيس ترامب ان زيارته ستكون خليجيه وستشمل العاصمة السعودية الرياض والعاصمة الإماراتية أبوظبي والعاصمه القطريه الدوحه، في مسعى من إدارته لتحقيق فارق اقتصادي من الناحية الاستثمارية تسهم فيه دول الخليج في دعم مشاريع ترامب الصناعية للحيلولة دون زيادة نسب التضخم والسيطرة على واقع انهيار أسواق الأسهم التى نزلت قيمتها السوقية إلى مستويات تقدر فى 10% منذ تولى ترامب سلطاته الدستورية !.

ولعل معركة ترامب التحررية على حد وصفه هى معركة محذورة التبعات كونها تدخل امريكا فى مغامره خطيره، فإما أن تربح المعركة ويسيطر فيها الاقتصاد الأمريكي والدولار على حركة الاقتصاد الماليه والنقديه بكل ما فيها من تبعات، أو أن تدخلها فى منزلق خطير عنوانه يقوم على الركود الاقتصادي والتضخم الداخلي نتيجة غلاء الأسعار ناتج عن هذه السياسة التى يتبعها ترامب فى حرب التحرر والتحرير وحرب قيادة العالم بشكل أحادي ضمن دائرة قطبيه بمشاركة ضمنية روسيه، إذا ما تم التوافق على كامل الملفات مدار التفاوض بين البلدين قبل انعقاد قمة ترامب بوتين القادمة التى لم يحدد موعدها بعد !

وبانتظار ما ستسفر عنه الأسابيع القادمة قبل نهاية النصف الأول من هذا العام، فإن المنطقة ستعيش أجواء مخاض سياسيه وامنيه عميقة في ظل تعزيز الوجود التركي في سوريا للتخفيف من وطأة الضغط على الداخل التركي، وانحصار دور إيران في مجالها الجوى، وهذا اضافة لامعان إسرائيل في بسط نفوذها على المنطقة وتوسيع جغرافيتها السياسية التي ستتوسع إلى جنوب نهر الليطاني وتشمل الجنوب السوري كما ستشمل مناطق c من سيناء المصرية كما يصف ذلك متابعين، والبدء بمرحلة الترحيل الطوعي لأهل غزة ضمن تقديرات تصل لحوالي نصف مليون فلسطيني، هذا إضافة للبدء بتمكين عائلات مختارة في محافظات الضفة الغربية من حكم محافظاتها محليا بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتوسيع القاعدة العسكرية لأمريكا تحت مسمى اسرائيل.

وهو المعطى الذي بدوره سيعمل على تغيير يطال عناوين الادوار الوظيفية لانظمه المنطقة، كما سيعمل على تغيير الخرائط السياسية والديموغرافية لمجتمعاتها، والذي مازالت تتحفظ عليه دول المربع السياسي الاردنيه المصريه والسعوديه والإمارات التى يزورها ترامب في محطته الأولى القادمة فى ظل تحرك الدبلوماسية الاردنية في الحاضنة الاردنيه في المانيا، حيث ستكون محطة الملك عبدالله قبل اجتماع العقبة الذى يعقد فى صوفيا على مستوى الرؤساء فى هذه الفتره دقيقة العناوين مع اعلان ترامب دخوله فى حرب التحرر الفاصلة.