أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سيارة تتعرض للاحتراق بالكامل على طريق البحر الميت وفاة فتى إثر سقوطه بمسبح في إربد وزير الخارجية الإسرائيلي لـ أردوغان : ( عار عليك ) الكونغرس يصوت اليوم على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل مصدر مقرب من "حماس" ينفي تعرض الحركة لضغوط لمغادرة الدوحة تفاصيل جدال الضباط والرجل اليهودي .. لماذا اعتذرت شرطة لندن؟ دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في عمان من صباح الأحد الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين لوقف الحرب على غزة - فيديو زخات أمطار محدودة متوقعة في بعض مناطق الأردن الاعلام الحكومي: الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني بغزة. خيارات وسلوك إسرائيل بملف أسراها .. محللون يتحدثون دورة عن علوم الفضاء في اليرموك لقاء حواري في الأعيان يُناقش تحديث المنظومة الأكاديمية للعلوم الاجتماعية خليفات: ميناء العقبة يعمل بكامل طاقته أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول نيوزويك: بعد 6 أشهر حماس تسيطر على الوضع بغزة طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ليلتان في زريبة التنفيذ القضائي

ليلتان في زريبة التنفيذ القضائي

18-12-2011 01:13 AM

بقلم احمد الطيب

انا مدين بالشكر لدولة عبد الكريم الكباريتي مرتين الاولى انه مكنني من الاطلاع على مأساة اسمها نظارة التنفيذ القضائي بعد ان اخذ حكم قطعي ضدي بمبلغ مالي .. والثانية انه قبل بالتسوية المالية بعد ان دفعنا له جزاء كبيرا من اصل النقود المطلوبه مني لصالحه .



سأكتب اليوم عن توقيفي في التنفيذ القضائي بعكس ما يمكن ان يتخيل البعض من ان توقيفي امر مشين و(عيب) ولا بد ان يبقى الموضوع طي الكتمان لان هذا من شأنه ان يمس بسمعة الشخص وما الى ذلك من حسابات .. سأكتب اليوم بصراحة عن سبب توقيفي وسأكتب كيف ان المواطن يسلب كرامته وادنى حقوق ( الحيوان ) وليس الانسان في نظارات الامن العام .

تم توقيفي بسبب عدم قدرتي على الالتزام بسداد مبلغا من المال لصالح البنك الاردني الكويتي على الرغم انني اعمل في الصحافة منذ اكثر من ثلاثة عشر عاماًً وامتلك صحيفة منذ اكثر من ثمانية سنوات واعرف الطرق السهلة في جبي الاموال واعرف كيف استطيع ان ابتز البنك الاردني الكويتي واجعله يسدد القرض بنفسه من خلال عقد اعلان واحد اذا اردت ان انشر عن منحه قروض بعشرات الملايين لشركات واشخاص تعثروا بالسداد ولا زال يمنحهم قروض بدلا من ان ينفذ عليهم كما فعل معي . استطيع ان اسدد القرض من خلال قبولي عشرة الاف دولار من السفير السوري كل شهرين عندما عرض ذلك علي مقابل نشر مغلوط للحقائق في سوريا والوقوف الى جانب النظام هناك وتهويل المسيرات التي تحدث في الاردن كما فعل عدد من الزملاء يمتلكون شقق وسيارات غير مرهونة ورصيد كبير في البنك ويدعون الشرف المهني .

لن اخوض كثيرا في هذا الموضوع بل انني اريد الحديث عن التجربة او الوجه الاخر للامن العام الاردني وانا هنا لا اعمم بل انني سأخصص وبالاسماء ..

لدى وصولي لادارة التنفيذ القضائي وبيدي الاغلال تم اخذي الى قبو في الطابق الارضي في ضاحية الرشيد حيث استقبلني مسؤولي النظارة وادخلوني الى احدى النظارات وعندما دخلت كانت الساعة الحادية عشر ليلا كان في النظارة ثمانية مطلوبين وكلهم على قضايا مالية حاولت وقتها استكشاف المكان الذي كان يمتاز بقلة الانارة والبرودة الشديدة واذ انا بما يشبه زريبة للحيوانات بل ان الزريبة يكون فيها مقومات الحياة للحيوانات الموجودة فيها لان صاحب الحيوانات يخاف عليها من المرض او الموت الا ان ( الزرايب ) التي يمتلكها تنفيذ شمال عمان لا ترقى لان تعيش فيها الحيوانات .

ولدى محاولتي استكشاف المكان الذي سأقضي فيه ليلتي وجدت ان الصراصير والشعشبونات والناموس والعديد من الحشرات المقيمه في زرائب التنفيذ القضائي هي امر لا بد من التعايش معه وكان هذه كله بسيط عندما وجدت ان ثلاثة حمامات في ذات النظارة ابوابها لا تغلق يستخدمها الموقوفين لقضاء حاجاتهم لا يوجد فيها انارة والورائح التي تخرج بسبب عدم وجود اباريق لكب المياه ايضا علي التأقلم معها .

طبعا يعتقد مدير التنفيذ القضائي ابراهيم الجعافرة ان الفرشات المقرفة والبطانيات البالية هي كرم من عطوفته لمواطنين اردنيين وصل بهم الوضع الاقتصادي السيء لهذا البلد الى النوم في زرائبه ولا يعلم هذا الذي وثق به مدير الامن العام لادارة موقع مهم انه موجود للحفاظ على الموقوفين وايداعهم لدى المحاكم في اليوم التالي وان عطوفته الذي ينعم بالدفئ في مكتبه ومنامته .. هذا الدفئ الذي لا يجده في بيته فلا اعتقد انه سيبقي التدفئة مشتعله 24 ساعة في بيته لانه هو من سيدفع الفاتورة اخر الشهر .. اقول لا يعلم هذا الجعافرة ان الموقوفين في القبو هم من يدفعون فاتورة الديزل للامن العام وهم من يدفعون راتبه ومصروف سيارته وراتب سائقه ومراسله وراتب كبير المناوبين عندما يخلد هو للنوم .

في صباح ذالك اليوم اقتادوني الى محكمة شمال عمان ووضعت في نظارة افضل بقليل من تلك التي قضيت ليلتي الاولى بها حيث كنت مطلوب على قضية مطبوعات ونشر هناك وفي الساعه الحادية عشر اخذت كف طلب واعتقدت اني سأذهب الى قصر العدل لانتهي من القضية المالية مع الكباريتي الا نني عدت الى ادارة التنفيذ القضائي بعد جولة طويله في سيارة نقل الموقوفين ومن الساعة الحادية عشر ظهرا لغاية الساعه الرابعة ونحن من محكمة الى اخرى (اعرف وطنك من خلال زنازن الامن العام المتنقله ) الى ان وصلنا الى ادارة التنفيذ القضائي وتمت اعادتي الى زرائب العميد الجعافرة .

كانت المعاناه ذاتها بل انها كانت اصعب لان عدد الموقوفين في الزرائب تجاوز الثلاثين وبالتالي فًإن الروائح تفوح من الحمامات اكثر .. خاصة انه لا يوجد تهوية صحيه للزرائب اقصد النظارات فلا شبابيك لان الزرائب موجودة في القبو وطبعا منع عني الطعام ولم يستطع احد من الاهل زيارتي الا بعد الاتصال مع قائد اقليم على الأقل ليسمح لهم مقابلتي لمدة لا تزيد عن الدقيقتين .

انا لم اكن اتوقع في حياتي ان الأمن العام يهين كرامة المواطن الاردني الى هذا الحد .. والمطلوب على قضايا مالية ليس مجرما مصنف خطير لم يقتل ولم يسرق ولم يغتصب وحال البلد الاقتصادي هو ما اوصله الى نظارات الجعافرة وبالتالي فإن احترام ادنى حقوق الانسان هو واجب وانا ادعوا منظمات حقوق الانسان المحلية والعالمية الى وضع حد الى الاستهتار الكبير في حقوق المواطنين وعلى الجعافرة وغيره من المسؤولين العلم ان الربيع العربي جاء بسبب الاستبداد في استخدام السلطة وعليهم ان يعو انهم بمثل هذه التصرفات يسحبون من رصيد النظام لدى المواطن وخاصة من رصيد حب الناس للملك اطال الله في عمره .

اشكر كل الزملاء الذين قامو بالاتصال ومتابعة القضية لغاية ان اكرمنا الله وتم حلها واشكر احد الوزراء السابقين الذي تدخل لدى الكباريتي للقبول بالتسوية ولا يحب ان يذكر اسمه تماما كما اشكر احد الاصدقاء كان له الفضل في حل الموضوع مثل الوزير المشار اليه واشكر العديد من القضاة وعدد من المسؤولين السياسيين الكبار على متابعة ادق التفاصيل لغاية الانتهاء من القضية واشكر مدير الامن العام حسين المجالي على اتصاله معي بعد ان عاد من السفر واشكره على اعتذاره لي على ما قامت به ادارة التنفيذ القضائي من محاولة اهانة الكرامة ... اشكر عطوفة فاضل الحمود وعطوفة طايل المجالي ومدير المكتب الاعلامي محمد الخطيب الذي كان في السفر مع الباشا المجالي وقت وقوع المشكله والاخ وصفي العتوم واشكر مسؤولي النظارة في ادارة التنفيذ القضائي الذين اعتذرو كثيرا وخجلو بعد ان وضع الطعام امامي وامر كبير المناوبين اخذه ورميه بعد يومين من عدم دخول الطعام الى فمي .

اشكركم كلكم لكن يا عطوفة مدير الامن العام الاعتذار لا يعيد كرامة المواطن الاردني وانا كلي ثقه انك لا تقبل ان تهان كرامة الاردني لان من وضع ثقته بك لا يقبل اهانة الانسان .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع