أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية آدم و حواء هوس الشراء والتسوق مرض نفسي

هوس الشراء والتسوق مرض نفسي

25-02-2010 11:20 PM

زاد الاردن الاخباري -

د.محمد عبد الكريم الشوبكي - تشكل هذه الظاهرة المرضية نسبة عالية في أي مجتمع (6%). وهي أكثر انتشارا لدى النساء من الذكور، وتتميز هذه الحالة بتدني المعنويات، والثقة بالنفس ، والقلق ، ومن خلال السلوك اللاإرادي الاندفاعي (عبر العقل الباطن اللاواعي) تجاه الشراء بإسراف يؤدي إلى تخفيف القلق مؤقتا .ويتلازم مع هذه الحالة أحيانا الكآبة ، والوسواس القهري ، والهوس المرضي المتميز بالاندفاعية وتدني في القدرة على التحكم بالسلوك .

ولسوء العاقبة يعزف المريض عن مراجعة الأطباء إلى سنوات طويلة تمتد إلى عشرة سنوات ، بعد استنزاف كل طاقته النفسية والمالية واضطراب علاقته الشخصية والعملية الناجمة عن الاستنزاف المالي، او المديونية ،و الإلحاح على الشريك كزوج او أب او أم بمواصلة الإمداد المالي. وغالباً ما يمتلك الشخص الواقع تحت وطأة هذه الحالة عدد كبيرا من بطاقات الصراف الآلي.

تلك هي الظاهرة السلوكية الناشزة التي تنتشر في مجتمعنا بشكل صارخ من خلال التسوق فيما يسمى بالمولات ،والأسواق الشعبية، والمحلات التجارية والتي استطاع أصحابها استقطاب واصطياد بذكاء من يعاني من هذه الحالة ....ذلك من خلال ما يسمى بالتنزيلات .
ان للشعور القهري (الاندفاعي) هاجسا يستحوذ على حياة الشخص للشراء والتسوق ، فيقع تحت تدني القدرة على ضبط هذه الدفاعية او التحكم بها ، او المقاومة لهذا الشعور مع انه يدرك خطورة الانهيار المالي، وعواقبه وما سيلحق به من تبعيات سلبية ، وبالرغم من ذلك فهو يقبل على الشراء ولا يستطيع مقاومة هذا النوع من الشعور حتى وان كانت قدراته المالية اقل بكثير مما سيقوم بشرائه وينتهي به الأمر إلى إنهاء رصيده المالي او الاستدانة وتراكم الديون احيانا ، حيث يقوم بشراء مسرف ، والتسوق لفترات زمنية طويلة الأمد تمتد عدة ساعات احيانا او أياما او شهورا او سنوات ، ليجد راحة نفسية مؤقتة أثناء الشراء تضفي عليه نوعاً من الاستمتاع واللذة والسعادة أثناء ذلك .

 وبعد كل عملية هوس شرائي فان الشخص يشعر بتكدر المزاج العالي، وبضياع الوقت والندم والشعور بالذنب، مما يؤدي إلى اضطراب في علاقاته الاجتماعية ، والعمل الوظيفي والمديونية العالية التي تؤدي إلى الإحباط والدخول في الحلقة المفرغة لأنها تزيد من شدة هذا النوع من الشعور بالتوتر العصبي الشديد ( الاندفاعية) .وبدون أية أسباب يجد الشخص نفسه مجبراً ولا يستطيع مقاومة شغف التسوق والشراء مع اداركه انه سوف يعاني الكثير من بعد ذلك .

وتمتاز هذه الحالة بصعوبة شديدة للاستجابة العلاجية لكونها مزمنة ومأزقيه . وبحاجة إلى فترة زمنية طويلة من العلاج الدوائي والسلوكي . ولسوء الحظ فانه في اغلب الأحيان لا يتم السيطرة عليها بشكل مجدي.

فان كنت تلاحظ أنت والآخرين انك تتخبط في هذه الظاهرة المرضية، فعليك الوقوف على نفسك، لأنك تعاني من الاندفاعية... وتذكر بأنك تسلك سلوكا غير طبيعي يهوي بك إلى الهلاك النفسي والمالي والاجتماعي، وانك أصبحت من المسرفين. وأنت في هذه الفترة الاندفاعية السلوكية تتدنى بصيرتك وتعرض نفسك إلى الهلاك ومن يعيش معك من أفراد أسرتك او الذين تعيلهم حتى وان كان وضعك المالي عال ٍ ، فلا بد ان يأتي يوم يتصاعد فيه التسوق لبضاعة باهظة الثمن مثل السيارات ، والأثاث ،والملابس ، والكمبيوترات ، والأجهزة الكهربائية ، والسلع الغذائية،......الخ. وانك بعدها ستقعد ملوما.... لن ينفع بك العلاج النفسي، وستدخل في دجى أنفاق الكآبة والقلق ومن ثم الحسرة بعد ان كنت تسير بين ظهرانيها. تلك هي العبرة التي انزلها البارئ في الآية الكريمة “ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً “ فلا يزال الأمر بيدك تستطيع ان تجير هذه النوع من الاندفاعية اللاإرادية إلى أنماط أكثر نفعا لك ولعائلتك والمجتمع مثل الرياضة ، وإقامة العلاقة الاجتماعية السوية ، ومساعدة الاخرين والقراءة ، والعمل، والثقافة، وممارسة الطقوس الدينية ، ومشاهدة التلفاز ، او الانترنت ، ..... الخ .وهذا سيجعل منك ظهيرا على القلق والإحباط والكآبة. وكلما عودت نفسك اكثر كلما تلاشت هذه الظاهرة ، وارتفعت المعنويات وثقتك بنفسك وقدرتك على ارصان ( الاندفاعية ) وواقعك ، وازددت نفعا لك والمحيطين نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ...... فلا تتوانى في لجم أي شعور ينتابك بهذا الشأن.وابعد نفسك بقدر الامكان عن اماكن الاستقطاب التسويقية.

 وابدأ من هذه اللحظة قبل ان تهوي سلوكيا ونفسيا وتجرف من هم يعتمدون عليك من أبناءك وزوجك واللذين ينتظرون المستقبل الذي اصبح ضبابيا في عصرنا هذا ، فلا تكن من القانطين .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع