أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اشتعال مادة نفطية في محطة للوقود بعمان تعرّف على أبرز قادة "حماس" الذين اغتالهم الاحتلال بعد خرق الهدنة الأردن يدين محاولة اغتيال رئيس الصومال الأردن .. السجن 5 سنوات لمحاسب بالمياه اختلس 1.5 مليون دينار إصابات بمشاجرة في الزرقاء الجديدة استشهاد العقيد أحمد الحتة خريج جامعة مؤتة في العدوان على غزة انفجار يستهدف موكب الرئيس الصومالي في مقديشو وفاة طفلين أردنيين وإصابة أفراد من أسرتهما في حادث سير بالسعودية نائب الملك يزور إدارة مكافحة المخدرات ويشارك مرتباتها مأدبة الإفطار مصدر: بن غفير يربط عودته للحكومة بالمشاركة في تهجير أهالي غزة الرئاسة الفلسطينية : ندين تصرفات حماس غير المسؤولة إدارة الأزمات : هناك هجمة ممنهجة تجاه أي خبر يتعلق بالثوابت الوطنية الأردنية نتنياهو: ما حدث في غزة ليس إلا البداية حصيلة غير نهائية .. 412 شهيدًا باستئاف المجازر الإسرائيلية في غزة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: معلومات عن نية الاحتلال لعملية برية في القطاع 4 شهداء جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة يدين العدوان الإسرائيلي على غزة فيلتشر لمجلس الأمن: أسوأ مخاوفنا تحققت في غزة اليونيسيف: نشعر بقلق بالغ على أطفال غزة بعد الغارات الإسرائيلية منظمات دولية: المنشآت الطبية في غزة تعاني من ضغط شديد وشح في الإمدادات
تخوين الغزيين استباقا للتهجير
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تخوين الغزيين استباقا للتهجير

تخوين الغزيين استباقا للتهجير

06-02-2025 06:16 AM

هناك اتجاهات سيئة تتجلى كل يوم في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي كلها تصب نحو تصنيع الكراهية والفتن بين ابناء الاردن وفلسطين ومصر ودول عربية ثانية في توقيت مريب.

تخرج علينا عشرات الحسابات عبر فيس بوك وتويتر، وتقول بشكل محدد وواضح ان قبول الغزيين للتهجير أو تجاوبهم معه سيكون دليلا على أنهم خونة، ولديهم الاستعداد لبيع الأرض والخيانة، وهذا الكلام يؤشر على استبدال الجرأة على الجاني الأصلي، أي إسرائيل، بالتجرؤ على الضحية خلال النقاشات، وكلنا نعرف ان اهل غزة برغم الذبح والقتل والتجويع وتدمير بنى الحياة، لم يقفزوا في القوارب نحو البحر، ولم يحاولوا تسلق الجدار الفاصل بين القطاع ومصر، وأغلبهم لديه أرض وعقار قائم أو مهدوم، والذين تحملوا كل هذا لن يخرجوا لمجرد إرسال سفينة الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولا استئناف الحرب، والذين قدموا كل هذا العدد من الشهداء، والجرحى، لا يمكن طرقهم بالكلام في سياق تخوين مبكر إذا فكروا بالهجرة، مع الإدراك هنا أن هناك بضعة آلاف خرجوا خلال الحرب بشكل طبيعي، وبقيت الأغلبية، لتواجه مصيرا صعبا وظرفا قاسيا.

القصة هنا ليس التحسس بشأن سمعة أهل غزة، لكننا نتحدث عن لوم الضحية، او تجريمه مسبقا، فأين المنطق، في هكذا اتجاهات تريد تثبيت الغزيين عبر تخويفهم بتهمة الخيانة مسبقا، او تتقصد بسوء نية تجريح سمعتهم، اذا خرجوا، في الوقت الذي تم تركهم فرادى من جانب ملياري عربي ومسلم، عدا بعض الشعوب العربية التي وقفت الى جانبهم، فيما تفرج البقية ولم يساندوا غزة برصاصة، وتم تصنيع صورة أن إيران استأجرت حماس، وتم استدراج القطاع نحو هذا المصير، وهذا رأي سطحي لأن الاحتلال يقتل أصلا منذ اكثر من ثمانين سنة قبل ايران الحالية، ولم يأت سلوكه اليوم فقط.
خطة التهجير نحو الاردن ومصر ودول ثانية، مجرد أوهام يتم بيعها لارباك الغزيين، وبث الاضطراب في دول جوار فلسطين، وهكذا خطط يجب ان تجابه بكل الوسائل، لان التهجير هنا اعلان حرب على الفلسطينيين ذاتهم، وعلى دول الجوار، ليس كرها بالفلسطينيين لكن لأن اخلاء غزة يعني بدء مخطط تهجير اوسع، سيشمل الضفة الغربية، وقد يصل في مرحلة ما الى الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948، كما ان هذا الفن السياسي الجديد، اي تخوين الغزيين بشكل استباقي كدليل على وطنية الذي يقوم بالتخوين، فن تافه وسطحي ومكشوف، لان تثبيت الغزيين بحاجة الى جهد فلسطيني وعربي وإسلامي، بدلا من التنظير عليهم من بعد، والاكتفاء بإظهار الشفقة وتوزيع شهادات الوطنية، والاستعداد لتشويه سمعتهم اذا فكروا بالانتقال من موقع الى موقع داخل غزة.
الانسان العربي يدرك الوطنية الحقة، وهي التي تقول له إن أصل المشكلة هي الاحتلال فقط، ورد الفعل يتوجب ان يركز على الاحتلال، فيما مواصلة عملقة الغزيين من جهة ثانية، إفراط غير عاقل، لان بعضنا يعملق الغزيين، وكأنهم لا يشقون ولا يتعبون ولا يتألمون، وهذا نزع لانسانية الغزيين، فنحن امام بشر قد يضعفون في لحظة أمام مقتلة الآباء والأبناء، وهذا يفرض التوسط في صياغتنا لشخصية الغزيين الاجتماعية، فهم بشر يقاومون الاحتلال، ويدفعون الثمن، نيابة عن أمة كاملة، وليس دفاعا عن قطعة ارض، وهذا كلام قيل مرارا، إن إسناد الفلسطينيين يبعد الخطر عن بقية المنطقة، ودولها وشعوبها، وتركهم لهذا المصير، سيفتح تدريجيا بقية البوابات.
الرؤية النقدية لما جرى في قطاع غزة، مختلفة من شخص الى آخر، لان الدوافع هنا، متعددة، ولا نجد رؤية نقدية معتدلة ومنطقية، فالكل يلون رؤيته بتوجهه السياسي، والذي من حركة فتح، تتبدى نقديته بطريقة محددة، والذي يؤيد الإخوان المسلمين تتبدى أيضا نقديته بطريقة ثانية ايضا، وهكذا اندفعنا من الصراع مع العدو، الى التراشق ما بيننا، داخل فلسطين ذاتها وعلى المستوى العربي.
توزيع شهادات الوطنية والخيانة، آخر ما يتوقعه أهل غزة، لأن الذي فيهم يكفيهم، ولا تنقصهم هذه الاختام التي تصدق على هذه الشهادات، والواقع الميداني أصعب بكثير مما يظن البعض، والذي يحتاجه أبناء غزة اليوم لإفشال هذه الخطط، ليس الشعارات، ولا تبادل الاتهامات، هم يريدون مساندة فلسطينية، وعربية، واسلامية، تنهي سيناريو التهجير، دون اتهام الضحية.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع