أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هبوط مفاجئ لمخزونات النفط الخام الأميركية الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية إقرار القانون المعدل لضمان حق الحصول على المعلومات لعام 2024 رؤساء مجالس المحافظات بالأردن - أسماء وتحديث الحكومة تشتري أجهزة حماية لـ60 مؤسسة حكومية جامايكا تعترف بدولة فلسطين جملة من التحديات تقف امام تقدم سير العمل في قطاع الاقتصاد الاخضر رابطة العالم الإسلامي تدين مجازر الاحتلال وارتكاب مجازر جماعية في غزة تسجيل 58 ألف حالة عنف أسري في الاردن عام 2023 ردم 30 بئر مخالف بالشونة الجنوبية شهادة طبيبة أردنية عائدة من غزة ارتفاع أسعار الذهب بالأردن نصف ديـنار عُمان توقف الابتعاث للجامعات الأردنية الخاصة مؤقتا 26 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل أقرها الكونغرس من الفئة المسموح لها سحب اشتراكاتها من الضمان؟ طقس جاف وحار اليوم وغدًا 5 إصابات بتصادم مركبتين على طريق الـ100 "أوقاف القدس": يجب على العالم الإسلامي الالتفات للمسجد الأقصى ومدينة القدس لأنهما بخطر داهم هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام علي السنيد يكتب لزاد الاردن .. الامير الحسن...

علي السنيد يكتب لزاد الاردن .. الامير الحسن الغائب الحاضر

04-12-2011 02:07 AM

لم يكن غياب الأمير الحسن بن طلال لنحو عقد من الزمان مبررا البتة بالرغم مما يقوله مدير مكتبه السابق العين ميشيل حمارنة من أن الأمير يحسن قراءة التاريخ، ويدرك حساسية الملك، وتداعياته، وان له متعلقات خاصة بحياة الناس، ومن ذلك ما يورده من قصة رفع مجلس الوزراء أوراق إحدى اجتماعاته حينما كان سموه وليا للعهد في إحدى مراحل شراكته مع أخيه الملك الراحل الحسين بن طلال ، والتي امتدت لعشرات السنين، يقول كانت الأوراق تضم حكما بإعدام شابين مر حكمهما بكافة مراحل التقاضي، وحصل على مصادقة محكمة التمييز، وموافقة مجلس الوزراء، ورفع إلى سموه بصفته نائبا للملك كي يوشحه بالإرادة الملكية، ويضيف أخبرت الأمير أن هنالك التماسا بوقف تنفيذ حكم الإعدام كونه متعلق بشابين أردنيين والمجني عليه ليس أردني الجنسية وإنما هو عامل وافد، وهنالك تدخلات من بعض رجال الدولة استجابة لمناشدة أهاليهم، ومنهم رئيس الوزراء الحالي عون الخصاونة ، وكان يشغل آنذاك رئيس الديوان الملكي، وقد طلب أهالي المحكومين تدخله لدى الأمير، يتابع الحمارنة " دخل الأمير وبرفقته أوراق جلسة مجلس الوزراء، وبقي وحيدا في مكتبه لمدة 20 دقيقة، ثم خرج من المكتب وألقى بالأوراق التي بحوزته إلي، وكان وقع حكم الإعدام وقال " من قتل نفس بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"، وغادر المكان وكان يفيض بالألم، فموقعه اقتضى أن يكون مسؤولا بأمر تعلق بإنهاء حياة إنسان.
وكان الحسن الأقرب إلى أخيه الحسين، وقد وجد جلالته هوى في نفسه للحصول على المكتب الذي كان يشغله الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وما كان من جلالته إلا أن تخلى عن المكتب الذي يحمل رمزية خاصة لدى العائلة المالكة لصالح أخيه، وأقام مكتبا آخر له إلى جواره.
وعمل الأمير على مدى سنوات طويلة على تكوين نواة جامعة للمفكرين، والمثقفين الأردنيين، وتمكن من استخلاص فئة خاصة قادرة على اجتراح المبادرات، وكانت كل ملفات التنمية والخطط الخمسية تخرج من مكتبه. والى ذلك يقول مدير مكتبه السابق والذي أمضى قرابة 11 عاما في رفقته أن الأمير وجه له سؤالا ذات يوم بقوله : "ميشيل لماذا يكرهني الأردنيين"؟ ، فقال أجبته "اقلك يا سيدي ، وأعطيك مثلا على ذلك بصراحة"، فأجاب سموه بالإيجاب قال أخبرته أن جلالة الملك الحسين عندما يقوم بزيارة إلى وزارة معينة، ويرى الإهمال والملفات المكدسة، والتي يعتري بعضها الغبار فضلا عن وسخ الإدراج والى أن يجتمع بالوزير وطاقم الوزارة فيوجه خطابا مجاملا لهم، ويثني عليهم ، ثم يغادر وحال وصوله للقصر يستدعيك ويعرضك إلى التوبيخ، ويخبرك أن الوزارة الفلانية خربانة عندها تقوم سموك بالزيارة الثانية وتبدأ ببهدلة الموظفين فيها ابتداء من المراسل، وانتهاء بالوزير وتعمل على تحميله مسؤولية التقصير، ولربما أن هذه إحدى نتائج المسؤولية أن تنتابك الكراهية.
إلا أن الأمير ذو الشخصية القوية والنافذة كان يحتفظ بعلاقات ودية مع الجميع ويتبدى الحس الإنساني الرفيع في تعاملاته مع القيادات الشعبية، ومن ذلك ما يقوله فضيلة المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين عبدالمجيد ذنيبات أن اتصالا ورده من سمو الأمير الحسن في الفترة التي شهدت تلقي الحسين العلاج في المايو كلينك في مراحل المرض الأخيرة، يقول تلقيت اتصالا من سمو الأمير يخبرني فيه انه ينوي تناول طعام الغداء في بيتي وان الحضور معه سيكون نحو عشرة أشخاص، ويضيف وفعلا حضر الأمير وبعد تناول الغداء اخبرني برغبته في عيادة المراقب العام الأسبق التاريخي للإخوان المسلمين محمد عبدالرحمن خليفة والذي كان يعاني المرض، ويواصل قمنا فعلا بزيارة مشتركة بصحبة الأمير لفضيلته، بعد أن علق الأمير على الاجتماع في بيتي قائلا " ربما يظن البعض أن الأمير الحسن يرتب شيئا مع الإخوان المسلمين في خضم هذه الزيارة، وأطلق ضحكته المشهورة".
والحسن نزع بحسه المعروف إلى الخروج عن البروتوكول أحيانا ومارس الالتقاء بالعشائر والشخصيات الأردنية بدون تكلف، وكان يشيع جوا من البساطة في لقاءاته، ويبتعد عن التكلف ، ويطلب اعداد "اللزاقية" له وهي خبز يتم مزجه بالسمن البلدي، والسكر، وكان يطلق عليها كنافة البدو. والى ذلك يورد المشير عبدالحافظ مرعي الكعابنة أن سموه فاجئه بزيارة إلى القيادة العامة بعد مدة من وفاة والدته وطلب منه أن يركب معه ويرافقه إلى منزله، وذلك لأداء واجب العزاء في والدته التي كانت توفيت قبل مدة من الزيارة ، قال فرجوت الأمير أن يسمح لي أن احضر للزيارة وان اخبر ذوي، وذلك لتكون الزيارة لائقة بسموه، فيما أن الأمير أصر أن لا يخبر أحدا، وان أرافقه دون إجراء أية اتصالات مع العائلة، وقال رضخت لرغبة سموه، وفعلا حال وصولنا للمنزل لم يكن هنالك سوى احد أبنائي والذي كان خريج للتو من الثانوية العامة، وقال تبادل الأمير الحديث التلقائي مع ولدي الذي اخبره انه خريج العام، وسأله عن معدله وعم الفرح محيا سموه بسبب المعدل العالي الذي حصله في الدراسة. إلى ذلك يضيف المشير أن جلالة الحسين قدم إلى القيادة العامة بعدها بأيام وسألني عن ابني ، وأين تريد تدريسه فأخبرته في بريطانيا فأشار الحسين ان دراسة هذا الابن ستكون على حسابي، وقال كان الحسين في بداية كل عام يرسل مظروفا بتكاليف السنة الدراسية حتى رحلة مرضه الأخيرة إلى المايو كلينك، وكان أدرك أن أيامه في الحياة أضحت معدودة، وان أمور مرضه تزداد تعقيدا فأرسل جلالته رسوم دراسته للسنوات الباقية كلها مرة واحدة، وكان المرض بعد مدة وضع الفصل الأخير لحياته.
والأمير أخلى المسؤولية في سياق الترتيبات الدستورية التي جرت اثر ذلك، ولكنه يحتفظ بآلاف القصص لأردنيين كانت تربطهم به رفقة، وتعرض في تواصل دبيب الحياة السياسية في الأردن إلى المقاطعة، والتخوف من الاقتراب منه، وتخلى الكثيرون عن العلاقة معه، وكان أن اختط لنفسه - إضافة لمكانته الدولية المرموقة- موقعا فكريا، وثقافيا ، وصوتا حرا يطرح القضايا من وجهة نظر المفكر، ويدعو إلى الحفاظ على الإرث الكبير الذي تركته مرحلة من البناء كان أسمى ما فيها بناء الإنسان، والتواصل الايجابي مع الأردنيين في قراهم وبواديهم بدون تكلف.
الأمير الذي ناصر الأصوات القادمة من الهوامش كان يشير إلى أهمية الاحتفاظ بالقوى التقليدية التي حفظت استقرار البلد لعقود خلت، قوامها التواصل مع الجميع، واجتراح المبادرات التي تنهض بعموم الأردن من خلال رؤية تقدمية تنطلق من حيث مواقع الناس العاديين، وليس حصرها في بناء الابراج، وعالم التجارة والمال.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع