أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غدًا ذكرى عودة أرض الغمر والباقورة .. فرض السِّيادة وعَودة إلى حضن الوطن إصابات جراء حادث تصادم بين عدد من المركبات في اربد وزير الطاقة: لا حديث حاليا عن التعرفة الكهربائية قطر : جهودنا في الوساطة بين حماس وإسرائيل معلقة حاليا الموافقة على مذكَّرة تفاهم للتَّنقيب عن النُّحاس في غور فيفا الاعلام العبري : الجيش يقترب من إعلان انتهاء عمليته البرية بلبنان بينها التسريب والابتزاز .. مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا توضيح من السير حول مخالفة قيادة الدراجات بالأحياء السكنية حسان يوجه لإعداد تعليمات خاصَّة لضبط بيع التَّبغ والأرجيلة إقرار أسباب نظام إداري جديد للمجلس الاقتصادي والاجتماعي مشروع قانون يمنح هيئة الطَّاقة تنظيم مهام قطاع الكهرباء استحداث مديريَّات ووحدات إداريَّة جديدة في وزارة التنمية نظام جديد لترخيص دور رعاية المسنِّين في الاردن الداوود: لم نحذف دروس الغزوات وفضل الشهادة والشهداء مؤسسة ولي العهد تطلق فعاليات ملتقى الصناع مدير مستشفى كمال عدوان: الوضع كارثي في شمال غزة كوادر الدفاع المدني تتعامل مع حريق ضخم في منزل بمنطقة خلدا الجزيرة نقلاً عن رويترز: قطر تنسحب من مفاوضات غزة بيلوسي: تأخر بايدن بالخروج من السباق أدى لهزيمة الديمقراطيين مصدر: قطر تنسحب من جهود الوساطة في غزة
لعبة الوقوع في الفخ
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لعبة الوقوع في الفخ

لعبة الوقوع في الفخ

08-10-2024 09:14 AM

تعيش المنطقة العربية دون استثناء ومنذ سنوات مستوى متقدم من شكل انتقاء وطريقة العبث بها سياسيا او عسكريا او اقتصاديا او تنمويا او كل ذلك ويزيد، وكأنها تعيش لعبة عد تُمارس من قبل مجموعة من الأطفال ولكن « خبثاء»، بغرض انتقاء شيء أو أحد أثناء اللعب للايقاع او اللهو به وبأنظمته وسياسته وحتى مزاج شعبه العام، وكأنهم جزء من لعبة مشهورة عرفناها باسم «حدرة بدرة». لتكون الدول وكأنها تقع ضمن أسلوب القرعة في دور الخروج من اللعبة او الوقوع في الفخ.

دون أخلاق بشرية، ودون التزام بأي سياسة وقانون او تمثيل منظمة دولية، سواء تأسست قديما او صدرت حديثا، وبغض النظر عن اي تحويرات كثيرة للمبدأ وللاسم والهوية، وعلى اختلاف الثقافات والشعوب وتنوع او تعدد الاجتماعات، إلا اننا فعلا نعيش وسط لعبة «حدرة بدرة»، ولا مجال للخروج وبناء لعبة جديدة آمنة او الجلوس منفردا بعيدا عن الساحة، ظنا اننا لسنا جزءا منها او اننا من سيبقى هو آخر من يقف في الوسط رابحا، ما لم تكن الشخص الذي ملك مفاتيح اللعبة فأتقنها او كان هو المكلف بالعد ولم يكن رقما معدودا.

في لعبة «حدرة بدرة» سواء كنت طفلا صغيرا او شابا قويا هديرا او هرما بخبرة طويلة فأنت لا تتوقع الزمان ولا المكان الذي تكون فيه الرقم «عشرة»، والذي يمثل في هذه اللعبة عكس المألوف عُرفا من اهمية الرقم «عشرة»، فهو اليوم رقم اختيار الخروج من منظومة اللعب او اختيار الوقوع في المحظور، فلا يغرنك جمال الرقم وترتيبك بين الأرقام، وهو لاول مرة حتى في عقول الأطفال ما لا يرغبون في ان يكونوا هم في مكان وزمان هذا الرقم ما دام هو رقم الخروج.
لعبة « حدرة بدرة» ليست جديدة! فهي لعبة الحياة في كل اشكالها، دول ومؤسسات وأفراد، او حتى مناصب ومستوى قرب او بعد، فلا يخلو زمن من لاعب محترف بدء بالعد للاختيار، ولا تخلو مرحلة من كيان اكان دولة او مؤسسة او افراد من ان يكون من وقع عليه رقم «عشرة» خروجا. فنحن جيل من يعيش لعبة تجاوزت الترفيه لتكون لعبة السياسيين والعسكريين او رأس المال، وما يجعلنا في حيرة ان الجميع اصبح يلعب على المكشوف، ومع ذلك نعيش التعنت او البحبوحة او الهدوء في بعض خياراتنا وممارساتنا، متناسين ان لا احد يقع تحت الحماية من الخروج من اللعبة.
نحتاج اليوم ان نكون اكثر ذكاء للاستدامة، واقصد بالكلمة -الاستدامة- الحياة لا البيئة، فالثانية اثرها على الكون والخسارة فيها عالمية، واما الاولى اثرها على المكون الاساسي والخسارة فيها فردية -ولا اقصد الافراد بل الدول-، نحن اليوم احوج ما نكون جميعا كي نبني لجسم واحد اكثر متانة، وفكرا متوافقا اكثر وعيا لمصلحتنا، وسياسة تمسك خيوط اللعبة اساسها القيادة والارض والشعب، نحن اليوم لا نحتاج لمندس يمثل لاعبا مختلفا، ولا نحتاج لأحزاب ايديولوجية في الارتباط ما لم يكن لوطني، ولا لمحللين ومسيرات تشويش وهتافات ناشزة تحت اي ذريعة ومسمى، ولنستذكر الامثلة في الخسارة وهي كثيرة، فما اسمته قبلنا دول «ربيعا عربيا» لم يتجاوز كونه عليهم اكثر من «خريفا جافا»، وما اسمته منظمات كيانات في قلب دول احزاب مقاومة كان اضعف واكثر اختراقا، وما اسمته سياسات علاقة شراكة ومصالح كان سببا لسرعة السقوط في زمن ما، وما اسمته احزاب الفتنة من صوت الشارع ما هو إلا صرخة فقدان الهوية، ولنعلم ان في معادلة الربح لم يكن باقيا سوى من كان قوة وفكرا ورسالة منهجا واحدا، وان كان من يقول غير ذلك فكأنه يحاول إقناع او تعزية نفسه، فوقع دون اعتراف مباشر في قول الشاعر ابن عراده في أبيات مشهورة قال فيها: «عتبت على سَلْم فلما فقدته وجرّبت أقواماً بكيت على سَلم.. رجعت إليه بعد تجريب غيره فكان كبُرءٍ بعد طول من السقم».








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع