أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
من أيلا إلى بيروت. الدفاعات السورية تتصدى لهجوم مسيرات تابعة للاحتلال استشهاد عبد العزيز صالحة صاحب أشهر صورة بالانتفاضة الفلسطينية الثانية وزير الاستثمار وسفير الاتحاد الأوروبي يبحثان مع مسؤولي " البوتاس العربية" "الصحة العالمية" تحذر من خطر انتشار فيروس ماربورغ القاتل الصحة اللبنانية: 9 شهداء و14 جريحا بغارة إسرائيلية أنشيلوتي: أنا صادق جداً .. ريال مدريد يفتقد الإبداع وزير الداخلية يرأس اجتماع المجلس الأعلى للدفاع المدني. العجارمة: لا يجوز تفويض صلاحيات رئيس الوزراء الواردة بالدستور. خبير أردني يكشف منع تصوير مناطق الضربة الإيرانية. وزير الطاقة يفتتح أول مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز الأردني بالموقر قطع للكهرباء الجمعة في مناطق بالكرك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,788 منذ بدء العدوان الإسرائيلي كيف تحمي بياناتك من (التوأم الشرير)؟ وزارة التربية بغزة ترصد تأثير الاحتلال على التعليم خلال الحرب. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي تمهيدا لاستباحته من المستوطنين. أسعار الذهب تستقر عالميا بدء أعمال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي بالدوحة مادبا: تحديث خطوط الكهرباء استعدادا لفصل الشتاء إربد .. الخيار بـ45 قرش في السوق المركزي اليوم.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة وسائل التواصل الاجتماعي ما بين رفاهية المعرفة...

وسائل التواصل الاجتماعي ما بين رفاهية المعرفة وصياغة الرأي العام

13-09-2024 11:58 AM

د. محمد إبراهيم الشقيرات - التسارع العالمي وما يتصل به من خاصية التطور والحداثة وفي كافة المجالات، فرض علينا تغييرات جذرية طالت الكثير من وسائل وأساليب الحياة، الأمر الذي جعلنا أمام معادلة انسانية جديدة تتغيير نتيجة حساباتها باختلاف معطياتها، وهذا من الناحية الاستراتيجية والاجتماعية يجعل من ظاهرة الاستشراف والتنبؤ قضية صعبة وتحتاج للكثير من المهارات والمتابعات، ووسائل التواصل الاجتماعي من حيث تنوعها ومضامينها وتأثيرها تحتاج منا لوقفة متأنية لتحليل دورها المعقد.
فمن المسلم به أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأكثر انتشاراً في عصرنا الحالي على شبكه الانترنت ، وذلك بسبب ما تمتلكه من خصائص ومميزات تميّزها عن بقية المواقع الإلكترونية الأخرى ، ومن ضمن هذه الخصائص والمميزات السرعة في نقل الخبر أو المعلومة المراد توصيلها للمجتمع ، والقدرة على الاختصار من محتوى المعلومات بالطريقة التي تتماشى مع رغبة المتلقين ، كما أنه يمكن اعادة صياغتها واعادة نشرها بسهولة بالطريقة التي تخدم أصحاب الاجندات الخاصة ، الأمر الذي يشجع متصفحي شبكة الانترنت على الاقبال المتزايد عليها، وقد دخلت وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الناس من أوسع ابوابها ، حيث غطت كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وصولاً لحياة الفرد الخاصة ، والمجتمع بشكل عام ، إنتقالاً الى العالم كله، الذي كنا في تسعينات القرن الماضي نسميه " قرية صغيرة " ونظراً لما آلت اليه التطورات التكنولوجية الحديثة من مسارات كانت تُعدُ بداية جديدة لقرنٍ جديد ساهمت من خلاله بتعدد وسائل التواصل الاجتماعي ، كالفيس بوك ، ومنصة اكس، واليوتيوب ، والتيك توك، والمدونات الالكترونية ، حتى اصبح بمقدورنا اليوم ان نقول أننا نعيش في عالمٍ اشبه ما يكون بجهاز هاتف بحجم كف اليد ، وربما في المستقبل سيكون اشبه بحجم شريحة هاتف!! ولأننا نتحدث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني الشامل فلا بدّ ان نبين مفهوم مصطلح الأمن الوطني الشامل، إذ أنه مصطلحاً يتعلّق بمنظومة أمنية كاملة متكاملة ، وبِنُظم متشابكة، لها ترابطها الكلي ، واستقلالها الجزئي، ونقاط الالتقاء والإلتحام بين جزئياتها، لأن الأمن الوطني الشامل كلٌ متّصل، ويمكننا أن نجد مصفوفات أمنية كثيرة تتضح من خلالها الرؤية الأمنية الوطنية الشاملة وتشمل هذه المصفوفات العديد من المصطلحات التي تمثّل "المفهوم الشامل للأمن الوطني " كالأمن الداخلي ، والأمن له ابعاد عديدة ، كالأمن النظامي، والاقتصادي ،والاجتماعي ، والفكري ، والثقافي، والايديولوجي والسياسي ، والامن لعام المحلي ، والخارجي والإعلامي، والمعلوماتي، والإستراتيجي ، وكل هذه المصطلحات ترتبط بكل أشكال الأمن والأمان للوطن والمواطن ، كما ترتبط بمفهوم التحصين المتكامل ، وصولاً لشعور المواطن بالطمأنينة في وطنه، والأمان في مجتمعه ، ثم يشمل المفهوم ذلك الإحساس بالأمن على المسكن والمأكل والحياة والصحة وكل مناحي الوجود الفردي والوطني والمجتمعي ضمن معايير الحرية المنشودة في إطار الحدود التي لا تسيء للافراد والمجتمع والوطن .

بالرغم من الايجابيات الكثيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، كالقدرة على اعادة صياغة مفاهيم الحرية ، والعدل ، والمساواة ، وتكوين الرأي العام في قضايا تهم الوطن والمواطن ، والقدرة على الحدّ من حدة الكوارث ، والازمات التي تواجهها المجتمعات ، وتقليص الفجوة المعرفية الرقمية بين كافة شرائح المجتمع ، ناهيك عن تلك الايجابيات المتعلقة بتيسير حياة الافراد ، وتمكينهم بالمعارف والعلوم ، والتعبير عن آرائهم ، والتغلب على العزلة الاجتماعية ، وتنشيط المهارات ، وزيادة المعرفة بالقضايا المجتمعية، وزيادة المعرفة بالاحداث الاقليمية والدولية ، والشؤون الجارية خارج بيئة الافراد المحلية ، إلا أن هذه الوسائل ضمن سياق مفهوم الاعلام الالكتروني ، تحمل أخطاراً جمّه ، فعلى سبيل المثال : فسرعة انتشار المعلومات التي تتميز بها هذه الوسائل ، وإتاحتها لكافة شرائح المجتمع ، أدت بلا شك الى زيادة مساحة المناورة الفكرية لأصحاب الاجندات الخاصة لبث سمومهم الفكرية الهادفة الى تحقيق مصالحهم ، وذلك من خلال نشر الاخبار الكاذبة المزيفة ، والمعلومات المضللة ، والمواد الاعلامية الهادفة الى جذب انتباه الناس من خلال محتواها المشوقّ للمتلقين ! والتي تؤدي الى اتساع رقعة التباين الفكري بين أفراد المجتمع ، حتى اصبحت مصدراً اساسياً لنشر الشائعات التي تحرّض على اثارة الفتن ، كما يؤدي الكثير من محتواها الى التأثير على الرأي العام ، وتقويض ايجابيات هذه الوسائل بشكل او بآخر ، وزيادة الانقسام بين أصحاب الرؤى المختلفة ، وزيادة فجوة العلاقات الاجتماعية بين الناس ، اضافة الى تأثيرها السلبي على كافة الجوانب الصحية ، والنفسية ، والعاطفية ، والفكرية ، والاقتصادية ، وعلى كافة جوانب الحياة الاجتماعية بدءاً من الأسرة التي هي نواة المجتمع، وانتهاءً بالمجتمع ككل ، واشدّها خطورة هي تلك : المتعلقة بالاطفال، والشباب ، الذين هم جيل المستقبل وبُناة الغد، فالعبث بمكوناة عقولهم المتلقية من وجهة نظري عبثٌ بمستقبل الوطن وامنه ، واستقراره ، كما ان تاثيرها السلبي تجاوز حدود العامة ، وأدى الى المساس بحياة الناس الشخصية مباشرة مما كان لها وقعاً اكبر وتاثيراً أعمق على مستوى الافراد الذين هم التكوين الأهم في منظومة مفهوم الوطن "كمكان جغرافي يعيشون فيه الافراد تحت مظلة روابط مشتركة ، كروابط التاريخ ، والمصالح المشتركة ، والشعور بالانتماء اليه ، وصولا للشعور بأن هذا الكيان يحمي الانسان ، ويسهّل عليه امور حياته ، ويكفل له حقوقه مقابل ما يقوم من واجبات تجاهه.
ان من الأهمية بمكان اعادة تركيز الجهود التي بذلت على المستويين العام ، والخاص في الحدِ من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على الامن الوطني الشامل في وطننا الغالي الاردن ، الا أن تكثيف هذه الجهود - في إطارفهم مفهوم الحريات العامة، وتقاطع بعضها مع الامن الوطني - بات أمراً مهما للغاية للمساهمة في زيادة تحصين المجتمع لزيادة منعته ، والتفاف مواطنيه حول قيادتهم السياسية التي لطالما تسعى الى قراءة الواقع المحلي والاقليمي والدولي بعين ثاقبة ، وانعكاسات هذا الواقع على الامن الوطني الاردني الشامل ، والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة كافة القضايا التي تهم المواطن والوطن والاقليم.
ان الازمات والصراعات والتحديات التي تجتاح الاقليم والعالم، جعلت الوظيفة التقليدية لوسائل التواصل الاجتماعي تتبلور في أدوار جديدة، تؤثر في تشكيل بل صياغة كلية للراي العام العالمي، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت منصة اعلامية وثقافية واقتصادية وحتى سياسية ودبلوماسية لها تأثيرها، فالصفحة الرسمية للسياسي والاقتصادي والمفكر والمثقف وحتى المواطن صاحب الاهتمامات الشخصية البسيطة أصبحت عنوان لكل واحد منهم، ومنصة يستطيع بها كل واحد تغيير وجهات نظر الافراد والتاثير على قرارات سياسية واقتصادية ربما تكون دولية، وكل ذلك يحتاج اعادة النظر في استراتيجيات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لتكون ثمارها في صالح المجتمع والانسانية كلها.









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع