دون انتقاص من حقوق شعب افغانستان في الحرية والديمقراطية ومواكبة الشعوب والامم، ومع ادانة كاملة لتدخل الاتحاد السوفياتي السابق ومحاولاته لتغيير الهوية الاسلامية لهذا البلد الذي عاني وما زال، والحرب الاميركية المستمرة التي اعقبت هجمات الحادي عشر من ايلول / سبتمبر للعام 2001، فان الصراع في افغانستان ولد مفاهيم وقوى غريبة عجيبة بدءا من ظهور حركة طالبان التي حادت عن الطريق التي غرقت ( بكسر الراء) واغرقت افغانستان في ملفات النسيان والتخلف حتى بلغ بهذه الحركة التي تسلمت السلطة في ظل ظروف دولية تدمير اثار انسانية لاسباب لاتمت بالدين الاسلامي بأية صلة، واقامت نظاما لايمكن توصيفه، الى قوى تعيش بين ظهرينا والمنطقة العربية تقدم وصفات بعيدا عن قضايانا المصيرية.
الحرب الممتدة في افغانستان وعليها منذ عدة عقود افرزت نتائج وتداعيات وصلت قضايا عربية رئيسة في مقدمتها تحويل الانظار عن القضية الاسلامية والعربية الاساس هي قضية فلسطين واصبح الجهاد باتجاه الشرق بعيدا عن فلسطين، واصبح مجرد الحديث عن الحشد والرباط الفعلي لمواجهة العدو الصهيوني مضيعة للوقت، وان الهدف الاول من وجهة نظر البعض افغانستان، واصبحت هذا النوع من الروئ غير مستساغ في الشارع العربي والاسلامي، وتم صرف الجهد الحقيقي عن القضية الفلسطينية بسابق اصرار لقضايا اخرى في مقدمتها افغانستان التي عانت ما عانت وما زال المسلسل مستمر.
الافت للانتباه ان قوى سياسية لها وزنها في الشارع العربي والاسلامي عملت طوال السنوات والعقود الماضية للنيل باحزاب وقوي سياسية عربية بما لها وعليها نادت بالتحرر والاستقلال ومحاربة العدو، وتم توفير الدعم والحماية لهذه القوى من راعية الراسمالية الولايات المتحدة وشريكها بريطانيا، ومع تفكك الاتحاد السوفياتي ومنظموته الاشتراكية في مطلع عقد التسعينيات بدأت تتحول هذه القوى نحو اهداف جديدة في مقدمتها الوصول للسلطة بأي طريقة وحملت لواء الجهاد، دون توجيه الجهد الحقيقي نحو فلسطين والقدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين.
واليوم بعد الثورة البوعزيزية التي لفتت انتباه شعوب المنطقة وقواها السياسية، وسط مطالبات بالديمقراطية والتعددية والحرية والمشاركة واعتماد تداول السلطة بهدف المواكبة العالمية، اعادت القوى والاحزاب الاسلامية تحت نشوة اسقاط انظمة سياسية تحولت من الجمهوريات والحزبية الى التوريث دون وجه حق وعاثت في الاوطان وسامت الشعوب العربية اقسى انواع العذاب وعيش غير كريم، لتأتي قوى اسلامية تستمد حضورها من الاجنبي الذي قاد الهزائم لدول وشعوب المنطقة وانحازوا لاسرائيل ومن يناصرها.
المنطقة تقف امام مفترق اما تعزز ما انجزه الشباب العربي وتكمل الطريق نحو الحداثة والتقدم والبناء على تم تحقيقه او السماح لقوى سلطوية الهوى غربية الاهداف وغريبة البناء والاهداف، وهذا بدا واضحا امام المراقبين والباحثين، وما يجري في مصر قلب العروبة والشام وليبيا التي دخلت مرحلة احتلال بمعايير القرن الحادي والعشرين، واولئك الذين لايرضون الا بالكل دون وجه حق ويطرحون ان من لا يكون معنا في طرحنا هو خصمنا وهذا اسوء انواع الحوار والحراك، وهنا علينا التنبه جيدا اننا نواجه اصعب اختيار في مرحلة مفصلية ودقيقة في حياتنا.