يحيى السنوار رئيساً لمكتب حماس السياسي ، فما الدلالات والتداعيات لذلك ؟!!

في تطور مفاجئ شهدته الساحة الفلسطينية، أعلنت حركة حماس في الخامس من أغسطس 2024 عن تعيين يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأسبوع الماضي ، و يأتي هذا التعيين في وقت حرج يشهد تصعيدًا ملحوظًا في المنطقة، مما يثير العديد من الأسئلة حول الدلالات والتداعيات السياسية والأمنية لهذه الخطوة ؟! ففي
السياق والتوقيت ،تزامن إعلان حماس عن التعيين مع تصاعد الأعمال العسكرية والتوترات في قطاع غزة، مما جعل الخطوة تبدو وكأنها تحمل رسائل متعددة ومتنوعة ، فالسنوار، الذي يُعرف بـ "رجل الأنفاق" نظراً لدوره البارز في تطوير البنية التحتية العسكرية للحركة، قد تم اختياره في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية حول صراع غزة ، فضلاً عن أن خلفية شخصية السنوار غير مريحة بالنسبة للمعارضين ، ويُعتبر السنوار، البالغ من العمر 61 عامًا، أحد أبرز قادة حماس وأكثرهم تأثيرًا في الفترة الأخيرة ، و بعد قضاء 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، تم إطلاق سراحه ضمن "صفقة شاليط" عام 2011، ومن ثم تولى قيادة حركة حماس في غزة منذ عام 2017 ، يُعرف السنوار بقدراته القيادية العالية وأسلوبه السري في إدارة العمليات العسكرية والسياسية، مما يجعله شخصية محورية في قيادة الحركة ، من هنا تبرز
تداعيات التعيين على الصعيد الإقليمي ، فالمحللون يرون أن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي يحمل دلالات تتجاوز مجرد التغيير القيادي ، و وفقًا لأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب، فإن التعيين يعكس "رسالة موجهة لإسرائيل"، حيث قد يُعقد أي مفاوضات مستقبلية نظرًا لصعوبة التواصل مع السنوار في ظل الظروف الحالية ، وكما يرى المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان أن السنوار يُعتبر "حي ميت" من منظور إسرائيل، حيث تسعى الأخيرة جاهدًا لاستهدافه نظراً لمسؤوليته المباشرة عن هجمات السابع من أكتوبر ، هذا عدا عن
الأثر على مفاوضات الهدنة وصفقات التبادل ، حيث أن
تعيين السنوار قد يؤثر بشكل ملحوظ على مساعي التوصل إلى اتفاقات للهدنة وصفقات تبادل الأسرى ، و يُعتقد أن وجود السنوار تحت الأرض ووجوده في موقع سرّي يجعل من الصعب التفاوض معه مباشرة، مما قد يؤدي إلى تأخير في تحقيق أي تقدم في هذه الملفات ، وعلى الجانب الآخر، يشير المحلل السياسي إبراهيم المدهون إلى أن التعيين يعكس قوة حماس وفعاليتها في الميدان، مما قد يُسهم في تعزيز موقف الحركة في أية مفاوضات قادمة ، وعن
ردود الأفعال الدولية ، فإن
الاختيار أحدث موجات من التفاعل على الصعيد الدولي، خاصةً مع الضغط المتزايد من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وتحقيق الهدوء في المنطقة ، وقد تجلى ذلك في جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أجرى اتصالات مع قادة دوليين مثل أمير قطر والرئيس المصري لمناقشة تهدئة التوترات، وخلاصة القول : يأتي تعيين يحيى السنوار رئيسًا لمكتب حماس السياسي في وقت مليء بالتحديات والتوترات، ويعكس تحولًا استراتيجيًا في قيادة الحركة ، بينما يُنتظر أن يؤثر هذا التعيين على المسارات السياسية والأمنية في المنطقة، فإنه يبرز أيضًا التحديات التي تواجهها حماس وإسرائيل في محاولات التوصل إلى حلول سلمية ، و يبقى أن نرى كيف ستتفاعل الأطراف المعنية مع هذا التغيير وكيف سيؤثر على المشهد الإقليمي بشكل عام ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .

---