أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعترف بعدد إصابات جنوده منذ بدء الطوفان قطر بصدد تقييم دورها في الوساطة بين الإحتلال وحماس اعلام القوات المسلحة .. سنّة حسنة وممارسة فُضلى الصفدي: سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب الممارسات الإسرائيلية تنبيه من ارتفاع نسب الغبار في أجواء الأردن الخميس 4 شروط لقبول اسم ورمز القائمة الحزبية بالانتخابات النيابية مفوض “أونروا”: الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء "أكسيوس”:”إسرائيل” بحثت توجيه ضربة لإيران الاثنين لكنها أجلتها الأردن .. فتيات قاصرات يقمن بابتزاز الشباب بإشراف من أهلهن (فيديو) الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية أبو السمن يوجه بدراسة مطالب المستثمرين في منطقة البحاث الأونروا: حملة خبيثة لإنهاء عملياتنا معهد القانون و المجتمع يصدر ورقة تحليل مفاهيمي حول الغرامات في قانون العفو العام حادثة غير مسبوقة .. مواطن يتفاجأ باختفاء كفن وقبر ابنته في اربد زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية مسؤول إسرائيلي: الضغط العسكري على حماس لم ينجح. ليبرلمان يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران: فكر جيدا كبار الحاخامات يحذرون: الهجوم على إيران خطر على إسرائيل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة فشلت الحكومة في التصويت للبحر الميت فماتت الفرصة

فشلت الحكومة في التصويت للبحر الميت فماتت الفرصة

12-11-2011 09:18 PM

جاء الفشل الذريع في إنجاح البحر الميت كأحد عجائب الدنيا السبع الطبيعية نتيجة طبيعية لفشل سياسات الحكومات في إدارة قطاع السياحة واستمرار تعيين وزراء السياحة ولعقود على حساب الكوتا او المرضوة اللذين كان يمكن ان يمتلكوا المعرفة في أي حقل إلا في قطاع السياحة. وخلال تلك الفترة كان معظم وزراء السياحة يديرون شؤون قطاع السياحة بأسلوب الإدارة بالاستجابة ( الفزعة ) وليس الإدارة بالتخطيط فحضرت إستراتيجية السياحة الوطنية بغياب إستراتيجية لوزارة السياحة نفسها وفي كثير من الأحيان غياب استراتيجيات الحكومات التي لم تكمل في اغلبها العام الواحد.

وواقع الأمر انه وقبل مبادرات القطاع الخاص الاستثمارية في البحر الميت كان اهتمام وزارات السياحة المتعاقبة غائبا فحتى بداية التسعينيات لم يكن من المشاريع السياحية سوى استراحة متهالكة لمؤسسة الضمان الاجتماعي، كما ان المشروع السياحي الوحيد الذي إقامته وزارة السياحة بكلفة تجاوزت العشر ملايين دينار وبمنح دولية هو بانوراما البحر الميت والذي فشلت في إدارته وفوضته مجانا للجمعية الملكية لحماية الطبيعة لريادتها مشاريع السياحة البيئية. ناهيك عن فشل او تعثر مشاريعها الأخرى في البربيطة والسلع ووادي ابن حماد وبانوراما قلعة الكرك ومشروع البنك الدولي في خمس محافظات وبيعها كافة الاستراحات السياحية وأراضيها في الأردن لمؤسسة الضمان الاجتماعي بثمن بخس.

لقد كان واضحا للأردنيين عدم جدية الحكومة في حملة دعم التصويت كما كانت عليه الحال في البترا أو حتى في برنامج " ستار أكاديمي" وانعكس ذلك على التوجه الشعبي الذي تميز بالفتور معللين ذلك بالتساؤل عن منافع نجاح البتراء وهي في واقع الحال مكاسب عظيمة غير ان إعلام وزارات السياحة المتعاقبة لم يوصل منافع هذا النجاح بالإحصاءات. ان نجاح التحدي لو رغبت الحكومة لم يكن من الصعوبة بمكان ومثال ذلك ان حشد كل مليون دينار من القطاع الخاص او حتى الحكومة للرسائل الخلوية كان كافيا لإضافة 333 ألف صوت لفرصة النجاح وهو مبلغ لا يذكر قياسا بالدخل المتأتي للناتج الوطني ألأجمالي من السياحة والذي بلغ 2.4 مليار دينار في العام 2010. ونستذكر في هذا المجال انه لا توجد أية رسوم تفرضها الدولة لدخول السياح للبحر الميت بسبب تفويض ذلك للقطاع الخاص وفي نفس الوقت تصل رسوم دخول البتراء للسائح الى 90 دينارا لسياحة اليوم الواحد و 50 دينارا للسياحة العادية.

وتأتي أهمية نجاح التصويت للبحر الميت بوضعه (من الجانب الأردني )على موقع متقدم لخارطة السياحة العالمية باعتباره فرصة تأتي لمرة واحدة لتشكل إضافة نوعية لهذا الإرث الأنساني الحضاري الفريد. وكان من الممكن لهذا الإنجاز ان يختصر الوقت والجهود في تسويق الأردن بمبالغ سوف تكلف الوطن والتسويق السياحي مستقبلا أضعاف المبالغ التي كان من المفترض صرفها على التصويت لأن النجاح هو تسويق عالمي يصل لدول وأفراد لا يمكن لهيئة تنشيط السياحة بموازنتها المتواضعة تحقيقها.

كما ان الحقيقة الجلية هي تعثر وزارات السياحة المتعاقبة حتى في إدارة تلك المواقع الأربعة المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كمواقع للإرث الحضاري فما زالت سمة الفوضى للخدمات السياحية وصون وحماية موقع البتراء هي الأبرز حتى بعد استحداث إقليم البتراء السياحي. يضاف الى ذلك فشل تسويق موقع أم الرصاص رغم مجانية الدخول له وقربه من موقعي مأدبا ونيبو والطريقين الملوكي والصحراوي الموصلين للبترا. كما ان لوحاته الفسيفسائية كانت تعرضت للسرقة والتخريب وتم تسويقه ولسنوات في وثائق اليونسكو وبجهل من الوزارة باعتباره موطن الراهب بحيرة الذي علم الرسول الأعظم تعاليم الديانة الإسلامية حين مر في أم الرصاص في رحلة الشتاء والصيف.أما قصير عمره فقد تعرض لعبث العابثين برسومات الفريسكو برغم هشاشته وقامت إحدى شركات التصوير التلفزيوني بدهان معظم جدران قصر الخرانة بالطين ليتناسق مع ديكور الدراما. أما في وادي رم فما زال إمام سلطة إقليم العقبة شوطا طويلا لصون وحماية التنوع الحيوي والموروث الحضاري البدوي في وادي رم إضافة الى عجزها عن تنظيم الخدمات السياحية حيث ما زالت السلطة تشغل سيارات جيب وسائقين غير مرخصين لنقل الزوار دون أدنى مسؤولية.

ان التعليق الهزيل على فشل التحدي في إنجاح البحر الميت كان بمستوى لا يليق بالسياسيين وأرباب قطاعي السياحة والصحافة ففجأة وبعد كل الجهود والوعود بأننا لا نقبل إلا بالمركز الأول أصبحت الجهة الراعية هي شركة خاصة ليس أكثر بينما لم يكن الحال كذلك عند نجاح البترا وأصبح البحر الميت أعجوبة طبيعية حتى ولو لم ينجح وهي النغمة الإعلامية الجديدة بعد الفشل. غير ان تصريح وزير السياحة بالتعويض والتركيز على حملة عالمية احترافية لترويج البحر الميت يعد مبادرة في الاتجاه الصحيح.

لقد كان من صلب الروح الرياضية قبول نتيجة الخسارة وإقصاء البحر الميت من قائمة عجائب الدنيا السبع الطبيعية لو وضعت الحكومة إستراتيجية وطنية واضحة المعالم لهذه المسابقة ، ولكني أجزم ان الحكومة في هذه المرحلة تلتفت فقط الى اتقاء شر مرحلة الإصلاح السياسي على حساب قائمة طويلة من القضايا الوطنية أخرى.

نختم بالقول بأنه فشل ذريع لا يليق بالوطن وأبناءه وقائده الذي يجوب العالم لتسويق ارثنا الحضاري وغصة في الحلق لمن يعرف منافعها الوطنية المستقبلية.

يوسف رشيد زريقات
خبير سياحة وتراث
رئيس الجمعية الأردنية لتنمية وتطوير الإرث الحضاري





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع