أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة فتى إثر سقوطه بمسبح في إربد وزير الخارجية الإسرائيلي لـ أردوغان : ( عار عليك ) الكونغرس يصوت اليوم على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل مصدر مقرب من "حماس" ينفي تعرض الحركة لضغوط لمغادرة الدوحة تفاصيل جدال الضباط والرجل اليهودي .. لماذا اعتذرت شرطة لندن؟ دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في عمان من صباح الأحد الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين لوقف الحرب على غزة - فيديو زخات أمطار محدودة متوقعة في بعض مناطق الأردن الاعلام الحكومي: الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني بغزة. خيارات وسلوك إسرائيل بملف أسراها .. محللون يتحدثون دورة عن علوم الفضاء في اليرموك لقاء حواري في الأعيان يُناقش تحديث المنظومة الأكاديمية للعلوم الاجتماعية خليفات: ميناء العقبة يعمل بكامل طاقته أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول نيوزويك: بعد 6 أشهر حماس تسيطر على الوضع بغزة طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام قصة قصيرة .. نائم في وسط البلد

قصة قصيرة .. نائم في وسط البلد

05-11-2011 12:24 PM

انتصف النهار في الشارع ذاك الشارع القديم...شارع وسط البلد,و اشتدت حركة المارة فمنهم من خرج من عمله و توجه للمطعم المجاور..و منهم من انتهى وقت عمله الذي بدء ساعة الفجر...لكنه وحده بقي متكأ على حائط مهترئ انتشرت فيه الملصقات القديمة و تمزقت عنه معظمها ...و امامه بسطة ألعاب رخيصة ...بصوت هرم...صوت تجاوز السبعين من العمر..نادى و لم يكد يسمعه احد..."بنص دينار...عروسة بنص" و عيناه التي غرقت في وجنتيه لا تنظر إلى شيء سوى أقدام المارة...كان قد مضى على وجوده زمن لا يذكره أحد سوى الحائط الذي خلفه...الكل يمر جانبه و أحيانا يصطدمون بألعابه لكنه لم يكون أية علاقة مع أي زبون أو جار فهو لا يتكلم كثيرا...
في الجهة المقابلة له تماما جلست الموظفة الجديدة التي حصلت على وظيفتها بعد الف توقيع و شهادة حسن سلوك فالعمل في محل الذهب أمر ليس بالهين...و كان أول يوم لها سيء جدا فخوفها الحذر من الزبائن جعلها تفقد كل تركيزها...مما اضطرها لأخذ استراحة قصيرة...خرجت على إثرها من العمل و انطلقت نحو بائع القهوة...المجانب لها...و سرعان ما وقعت عيناها على ذلك العجوز...انفطر قلبها من هذه الدنيا فكيف لهذا الرجل الذي شارف على تسليم عهدته أن يبقى وسط حرارة الشمس الحارقة دون ان يستتر منها حتى...
حوار اشتعل داخلها بأنها لو كانت ثرية لأعطته راتبا شهريا مدى حياته لتكفيه عن العمل في وسط النهار...و لو أنها لم تتورط بقرض بنكي قبل شهور لأعطته نصف راتبها الأول...توجهت نحو البائع الهرم دون أن تشعر...أمسكت بإحدى الألعاب و سألته عن سعرها...فنظر لها بعينيه الخضراوتان و كأنه لم يراها و صرف نظره عنها بإجابة حزينة مغبرة..."بنص...بنص يا عمي"
تساقطت دموعها في طريق عودتها إلى العمل و لم يشغل بالها سوى حزنها على ما أسمته " عمو الحج" فمسحت وجهها و دخلت إلى المحل...اصطنعت الإبتسامة...و جلست على كرسيها دون كلام...نظرت اليه مرة أخرى..هذه المرة من بعيد...شاهدته و هو يدخل يده في عبائته المهترئة ليخرج منها رغيف خبز و بدء بأكله ببطئ حتى فوجئ برجال البلدية و هم يجمعون البسطات المخالفة و اقتربوا منه...حاول بيأس مفرط أن يجمع العابه و يمضي...كما الآخرين فالبعض استطاع جمع اشياءه و هرب مسرعا مختفيا عن الانظار دون أن يترك أي أثر...لكن عمال البلدية كانوا أسرع منه فرموا كل ألعابه على الأرض دون قصد...و جمعوها في أكياس كبيرة ضمن اشياء اخرى...و لم يكلفوا نفسهم حتى بإنذاره....كأنه يوم الحساب فالبضائع تناثرت في كل انحاء الشارع...و الناس تفاجأت من هذه القسوة...انذار واحد كان يكفي ليغادر معظمهم...
غادر الجميع وسط تذمر و حزن...الكل ذهب سوى "عمو الحج" الذي بقي صامتا و مختنقا في عبراته التي لم تنزل أصلا....و الفتاة مزقت نفسها من البكاء...فهي لم تعد تحتمل ذاك الظلم في الجهة المقابلة....مرت لحظات يائسة و الشمس اشتدت حرا...أطفات التكييف تضامنا معه...و امتنعت عن شرب المياه الباردة...تريد ان تقف معه و لكن....
العجوز لم يتحرك من مكانه...و كانه لم يشاهد رأس ماله يؤخذ أمامه...خلع حذاءه ووضعه تحت رأسه و نام في وسط الشارع امام أرجل المارة....و صاحب محل الذهب ضاق ذرعا بهذه الفتاة الحزينة فتفكيرها و عقلها الذي كان خار ج المحل جعلها تخطئ كثيرا و تفقد التركيز...فقرر طردها من المحل قبل أن تسبب له بكارثة مع أحد الزبائن...اعطاها مبلغا صغيرا و بلطف طلب منها أن تغادر المحل....امسكت بيدها المبلغ التافه وضعته في راحة يدها و ضغطت عليه كثيرا...خرجت من المحل..توجهت نحو العجوز تنوي أن تعطيه النقود...قطعت المسرب الأول وسط زمور السيارات الغاضبة...و في المسرب الثاني...صدمتها سيارة...وقعت الفتاة على الأرض...أصيب رأسها بشدة..توفيت على الفور و كانها تنتظر هذه الفرصة منذ اجل بعيد ....تجمع الناس و تحملقت حولها جموع المارين البعض صرخ و البعض الآخر بكى و الكثيرون وجدوها أفضل فرصة لتصويرها على الهاتف الخليوي...لحظات و الاسعاف كان يحملها على السرير النقال...و العجوز ما زال في سباته العميق...أغلق المسعفون باب سيارة الإسعاف بعد أن غطوا وجه الفتاه...لفت نظر أحدهم ذاك العجوز...فتوجه نحوه بهدوء...وكزه " يا حج يا حج"....لم يجب احد...وضع المسعف يده فوق قلب العجوز و نادى زميله...أحضروا نقالة أخرى....حملوا العجوز و غطوا وجهه إعلانا لوفاته....انطلقت سيارة الإسعاف التي اعتادت الأسوأ....و خرج باعة البسطات من مخابئهم ...علت أصواتهم مرة أخرى و أكملوا يومهم و كان شيئا لم يكن باستثناء مكان العجوز الفارغ الذي تقاتل من أجله بائعان ينتظران هذه الفرصة منذ الطفولة...فرصة أن يقفوا عند الحائط القديم... الذي احتله العجوز منذ بناء شارع وسط البلد....





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع