كل من تابع اللقاء فوق الرائع للسيد راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة في تونس على قناة الجزيرة سيجد انه أمام مفكر إسلامي تنويري ، فهم الإسلام على حقيقته دين ودولة ، علم وعمل ، معاملات وعبادات، استخلاف في الأرض على هدي من الإدارة والأمانة والصدق والنزاهة، لقد حاول معد البرنامج "علي الظفيري" أن يجمع كل شاردة وواردة وكل هاجس أو تخوف وألقى بها على الشيخ الذي ما أن يلقى عليه سؤال تظن أنه سيحرجه تجد الإجابة سهلة مقنعة عميقة تمتاز بالوعي والإدراك .
من ضمن الأسئلة الموجهة للشيخ ، سؤال هل الحركة قادرة على إدارة شؤون البلاد بكوادرها لوحدها ؟؟.
أجاب الشيخ ببساطة أننا أسقطنا نظام ولم نسقط دولة ، فالدولة ومؤسساتها هي ملك الشعب بناها أبناء تونس بعمل تراكمي عبر ستة عقود متواصلة ، وفيها تنجلي قدرات الفرد التونسي الذي هو حجر الزاوية في بناء المجتمع .
هذا هو الموقف الذي دفعني أن أستخدم هذا القول عنوانا للمقالة وهنا أسأل إخواننا في الحركة الإسلامية ، هل يستفيدون من التجربة التونسية سيما وأن الحراك الشعبي الأردني يريد الإصلاح وليس إسقاط النظام ؟ هل لدى الحركة مقاربة أردنية تجيب على أسئلة الأردنيين التي يلتف حولها الرد المعتاد من قيادات الحركة ؟.
لا يوجد تباين ديموغرافي في الشعبي التونسي ولكنه في الأردن موجود ولا يمكن القفز عنه أو تجاهله .
الدرس المستفاد هو أن مؤسسات الدولة الأردنية هي من الرمزية والسمو، مما يجعلنا جميعا نقف احتراما وإجلالا لها وهي على سبيل المثال لا الحصر ــ القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ، المؤسسات الطبية، الجامعات والمعاهد ، ديوان المحاسبة، وضريبة المبيعات، الجمارك ، المدن الصناعية، ...الخ هذه المؤسسات هي التي حافظت على البلد ومنحته مواقع متقدمة إقليميا وعالميا، أما وقد امتدت إليها اليد الفاسدة وباعت وعاثت فيها خرابا ومحاولات للفكفكة، فان الشعب بأكمله مدعو للتصحيح والتغيير والمحافظة على ما تم انجازه، والبناء على أسس وهدي حركة التغيير الكونية التي لا تتوقف أبدا .