يتآمرون على جلالة الملك من داخل ديوان الملك العامر

يتآمرون على جلالة الملك من داخل ديوان الملك العامر
كتب نجم الدين الطوالبة :
لم يقم التلفزيون الأردني ببث خطاب العرش السامي مباشرة بمناسبة افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة يوم أمس الأربعاء ، والملايين الستة ومعهم عشرات الملايين خارج الوطن ينتظرون حديث الملك على أحر من الجمر ، حيث لم يظهر جلالته على الشاشة الأردنية مخاطبا شعبه منذ فترة ... خصوصا وأن جلالته قد استجاب لمطالب شعبه بتغيير تلك الأقنعة من الوجوه التي كانت سببا في اتساع الهوة بين الأردنيين ومليكهم ، بعد ان اغلقوا عتبات الديوان الملكي العامر بوجه الشعب الأردني الذي يرتبط بقائده من الشريان الى الشريان ، ويرتبط بمليكه من الوريد الى الوريد ...
نعم أغلقوا ديارا ليست ديارهم وديوانا ليس ديوانهم وبيتا ليس بيتهم وانما هو بيت الأردنيين جميعا كما وصفه جلالة مولانا ...أقول ان جلالته الذي قام بتغيير تلك الأقنعة خلال اثنتين وسبعين ساعة وشملت رئيس الديوان وامين عام الديوان ومدير مكتب جلالته وما سبقها من تغيير الحكومة واقالة مدير المخابرات واعادة تشكيل مجلس الأعيان .... جميعها قرارات ملكية جريئة وسريعة ومطلوبة شعبيا ، فكان حريا بالإعلام التلفزيوني أن يستغل هذه القرارات لمصلحة الملك ويعمل على تقديم جلالته بأبهى صوره التي هي على الدوام كذلك ، من خلال بث خطابه السامي على الهواء مباشرة خلال افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة ، خصوصا وان ابتسامات جلالته التي احاطت بالمكان كانت توحي لنا جميعا بانه أكثر ثقة لا بل وأكثر سعادة من أي وقت مضى ، وكأن رسالته لنا جميعا تعني بالتلميح وليس بالتصريح تقول على لسانه : ها انا لكم جميعا كما عهدتموني ، واستجيب لمطالبكم كما طالبتموني ، وجئت اليوم لأقدم لكم محبتي واعتزازي بكم كما منحتموني ... ثم ياتي التلفزيون الأردني بكل أسف ليستبدل بث الخطاب الملكي السامي الهام والمهم بأغان ساقطة دون مراعاة لحدث دستوري مهم قوامه جلالة الملك ، ودون تقدير لمشاعر شعب أردني أصيل ينتظر إطلالة مليكه البهية بفارغ الصبر ، ودون أدنى كياسة أو حتى بعد اخلاقي لوقوف الأردن ملكا وحكومة وشعبا الى جانب الأسرة السعودية الحاكمة الشقيقة والتي قررنا بايعاز ملكي باعلان الحداد الرسمي لوفاة سمو ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله ، فأي تلفزيون هذا وأي اعلام للديوان الملكي هذا الذي يقرر عدم بث خطاب العرش السامي ، واستبداله بكوكتيل من ألبوم الأغاني .
المعلومات التي تسربت إلي شخصيا هو أن مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون استمزج رأي العاملين في اعلام الديوان الملكي العامر لبث خطاب العرش من عدمه ، فأشاروا عليه بعدم البث ... وعلى الفور قمت باستمزاج رأي أحد الأصدقاء من رؤساء الوزارات السابقين ... فسألني لو كنت يا نجم الدين الطوالبة مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون فماذا كنت ستتصرف ، فأجبته أنني سأقرر فورا بث خطاب العرش على الهواء مباشرة بعد استمزاج اعلام الديوان سواء كان ردهم بالموافقة او الممانعة ، لأن ملكا بحجم عبد الله الثاني بن الحسين يلقي خطابا أمام رئيس الوزراء والوزراء واعضاء مجلسي الأعيان والنواب وكبار رجال الدولة والإعلاميين والمئات من المدعويين ، هو خطاب علني أصلا القصد منه ليس سماعه من قبل خاصة القوم فقط ولكن للعامة أيضا ، ولا اعتقد أن بث خطاب العرش مباشرة سيزعج الملك ، ولكن يبدو ان هناك تخبطا على مدى اربع وعشرين ساعة يسيطر على أروقة دائرة الإعلام في الديوان الملكي لإعادة تشكيل إدارته ، ولا يوجد مسؤولا يملك جرأة او صاحب قرار قادر على الإيعاز ببثه ... فكان ما كان ... فرد دولة الرئيس الأسبق أشكرك فهذا هو الصحيح وعليك بايصال الموضوع لجلالة سيدنا بأقرب فرصة واوعدك بأنني ساهمس بأذن دولة عون باشا الخصاونة بهذا الخصوص ...
ولهذا فقد حان وقت القرار فعلا لعزل إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وإدارة الإعلام في الديوان الملكي ، لأن الجبن باتخاذ قرار ، والإحجام عن بث خطاب العرش مباشرة ، والصمت والسكوت في المواضيع التي لا تحتمل الصمت والسكوت ، ومحاولة ترقيع المواقف التي يجب ألا تكون ، وإن كانت يجب ألا تدوم ، هي أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها ( تــآمـــــر ) وإن كان غير مقصود على حرمان الشعب الأردني من رؤوية ومشاهدة إطلالة سيد البلاد من خلال هذه المناسبة ، والتي تعودناها أصلا أن تكون بثا مباشر في كل عام وفي هذه المناسبة بالذات .
إن هذا التهتك البنيوي والإنسلاخ المهني والتخبط الإعلامي الذي يسيطر على أجهزتنا الإعلامية الرسمية وبالذات مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هو سر فشل وإنكسار الحكومات السابقة والحالية واللاحقة ، هذا اذا بقي الأمر على ما هو عليه من خلال إعطاء القوس لغير باريها وإسكان الدار لغير راعيها ، وهي أمنية نتمناها من حكومة وشخص دولة الأستاذ عون الخصاونة بأن يأخذ بعين الإعتبار أن العثور على قائد إعلامي لإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أصعب بكثير من العثور على وزير للخارجية او المالية أو الدفاع .
المستشار الإعلامي والقانوني
المذيع التلفزيوني نجم الدين الطوالبة