الوطن للجميع لنعي كيف نبنيه
يقول الله تعالى في القرءان الكريم: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأنّ سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى} النجم.
تعلمون ان البناء الديمقراطي يقوم على عدد من الأركان بعضها ذو طابع مؤسسي وبعضها الاخر منهجي يعكس الالتزام الدستوري والحرية والمسؤولية الوطنية والحوار والإيمان بان الحقيقة لا يمكن ان تحتكرها او تنفرد بها جهة عن غيرها والبعض الاخر سلوكي يظهر في احترام الرأي الاخر والإقبال على المشاركة الفاعلة واحترام القانون وبطبيعة الحال فان ما ينظم هذه الأركان في صرح واحد هو توفر النية الحسنه لدى ممارسي الديمقراطية وهم يتصدون لخدمه المجتمع وحماية الوطن أيا كانت مواقعهم ومهما كان حجم وطبيعة إسهام الواحد منهم وبعكس ذلك فان الديمقراطية تتحول الى فوضى بل الى معول هدم او أداة تبديد طاقات المجتمع وفشل العمل العام او أنياب تفتك بمنجزات الدولة ومكتسباتها او مخالب تمزق نسيج الوحدة الوطنية حينما يقدمون مصالحهم الحزبية او الشخصية على الصالح العام للدولة والمجتمع او حينما ينجرف ممارسوها عن القيم والمبادئ الانسانيه في تعاملهم مع الغير فكم من ديمقراطيه جارت او انتكست نتيجة ذلك وكم من مجتمع تمزق نتيجة مثل هكذا سلوك . اذكر بذلك كي اعبر عن حرصنا على إنجاح عمليه التحول الديمقراطي والتزامنا جميعا بترسيخ قيم الديمقراطية بالمشاركة الفاعلة المخلصة لحمايتها حتى لا نرى منها إنشاء الله غير وجهها المشرق النقي كنقاء ضمائر أبناء شعبنا ولا نجني منها الا الثمر الطيب كأرضنا الطيبة ارض الحشد والرباط المباركة وذلك بقدر عنايتنا بها ورعايتنا جميعا لها وحتى يتحقق ذلك لابد ان يتخطى هذا الحرص دائرة العاطفة والنوايا الحسنه الى دائرة المسؤولية لتشمل الجميع ويلتزم بها الجميع وهذا يعني انتظام المجتمع بعقد اجتماعي يتمحور حول الديمقراطية ويتأسس على الدستور ويستظل بضله ويصونه ويحميه لقد تمكن الأردن بوعي قيادته الهاشمية الحكيمة وصدق انتماء شعبه وبالرغم من المسؤوليات المترتبة على موقفه وموقعه من اجتياز العقبات والتحديات وهو الآن بعون الله اقدر على ذلك وهو يدخل مرحله جديدة من التحديث والإصلاح وكله عزم على حل مشكلاته والتصدي للتحديات التي تواجهه بوعي وإيمان واقتدار لبناء مستقبلا مشرقا له تحت ظل راية قائد مسيرتنا المباركة . والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق والقادر عليه .
محمد عبد الكريم المحارمه \ ابو جهاد