أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لماذا قتلتم القذافي؟

لماذا قتلتم القذافي؟

23-10-2011 12:19 AM

لماذا قتلتم القذافي؟

أحمد الربابعة

لحظات من العزة والفرح كنا نعيشها، ونحن نتابع وسائل الإعلام العربية والعالمية، حين نقلت أول الخبر عن اعتقال الثوار لشخصية مهمة بعد سيطرتهم سيطرة كاملة على (سرت) اخر معاقل القذافي وبؤرة تجمع بقايا نظامه ومناصريه، وقربهم من الإعلان عن تحرير ليبيا كاملة؛ وبالتالي الناجح الكامل للثورة الليبية، بل وللربيع العربي الذي ينتظر إتمام النصر الليبي من أجل المضي قدماً في إتمام ثورة اخرى في بلد عربي اخر.

ثم ارتقت فرحتنا إلى درجة النشوة والزهو، حين عرفنا أن الشخصية التي تم اعتقالها، هو معمر القذافي ذاته، وقائد حرسه وابنه معتصم القذافي أيضاً، مثلما تم قتل أحد كبار مساعديه، واخرين أيضاً من نظامه ومناصريه، وقعوا جميعاً ما بين قتيل أو أسير في أيدي الثوار، لتكتمل البهجة، وتسري رعشة الفرح في أجسامنا بهذا الصيد الثمين، وبحصاد الربيع العربي الذي لا زال يؤتي أكله كل حين.

لكن ما أن تناقلت وسائل الإعلام عن خبر مقتل القذافي، حتى أُصبنا بخيبة الأمل، وبإجهاض الفرح الذي كان يحضرنا ويختلج فينا، وأعلم أن كثيرين فرحوا ولا زالوا فرحين بموت القذافي لما عرفناه عن القذافي؛ لكن من يشاطرني التفكير فيما سأقول، سيدرك خطأ قتل القذافي وتغييبه عن الحياة، وسيستبدل الفرح بخيبة الأمل !

وأما مصدر خيبة الأمل هذه، فهي عدة أسباب، منها ما يتعلق بالسياسية بشكل عام، ومنها ما يتعلق بسلمية الثورة ونزاهة القضاء، ومنها ما يتعلق بالقذافي نفسه، وأما الأسباب التي تدعونا إلى اعتبار قتل القذافي خطأ كبيراً فهي :

1- يعرف في عالم السياسة، وفي عالم الجريمة كذلك؛ أن قمة النجاح مع المطلوبين، هو أن يتم اعتقالهم أحياءاً، بل ويبذل في ذلك تضحيات كبيرة أحيانا، في سبيل القبض عليهم دون موتهم أو إلحاق الأذى بهم، من أجل الحصول منهم على معلومات كانت مفقودة أو قيمّة حول فترة حكمهم أو جرمهم .. وبالنسبة للقذافي؛ فبقتله تم قتل موسوعة سياسية بالغة القيمة، يُقدر عمرها بأكثر من 42 عاماً، وصفت بأنها أطول فترة حكم لحاكم دولة على مستوى العالم في العصر الحالي، وأنها أكثر غرابة وتعقيداً، وبالتالي فقد خسرنا بموت القذافي قبل التحقيق معه، الكثير الكثير من الأسرار والخفايا والرموز والتعقيدات التي كنا بحاجه إلى معرفة لو القليل منها.
2- قتل القذافي من قبل الثوار بعد إلقاء القبض عليه مباشرة، هو حكم غير عادل، (طبعاً مع كل إدراكنا لما ارتكبه القذافي من جرائم وفظائع)؛ ولكن المقصود أنه تم قتله من غير محاكمة ومن قبل أشخاص ليس هم الموكلون لإصدار الحكم والعقاب على الجاني ( مع كل احترامنا للثوار وما لحق بهم من أذى). وإنما كما هو معروف بالعادة، يتم إحالته للقضاء وإصدار الحكم العادل الذي يستحقه.
3- بقتل القذافي فانه تم حرف مسار الثورة الليبية، بل والربيع العربي برمته، والذي ظل دائما يعلن سلمية الثورة وضبط النفس ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكنا نتمنى أن تكتمل صورة محاكمة حكام العرب وإجلاسهم خلف القضبان كما يجري الآن مع حسني مبارك ونظامه.
4- يُجمع كثير من الأخصائيين النفسيين في العالم، على أن معمر القذافي مريض نفسي، حيث أنه مصاب بمرض الفصام العقلي البارنويدي (الشيزوفرينيا schizophrenia paranoid)، أو ما هو معروف بالعامية بالجنون، وبالتالي فإننا مع الثوار في أهمية إزاحة ذلك المجنون عن الحكم، لما ارتكبه من جرائم وفظائع بسبب جنونه أو غير جنونه؛ لكننا لسنا مع أن يكون الثوار سامحهم الله، هم الخصم وهم الحكم. ولو وصل القذافي إلى قاض عادل، لربما كان له رأي مفاجئ في هذه النقطة التي ذكرناها.
5- طبعاً دفاعنا عن القذافي ليس شفقة به ولا تعاطفاً معه، وإنما شفقة وتعاطفاً مع أهالي الآلاف من الشهداء والسجناء والمتضررين من فترة حكم القذافي، والذين ربما كانوا ينتظرون بشغف أن يتم اعتقاله، وأن تجري محاكمته، وأن يكونوا هم خصوما للقذافي ويقتص لهم القضاء منه، بما يشعرهم بالعدالة وبحصولهم على حقهم من خلال إيقاع العقوبة المناسبة بمن قتل ذويهم وأجرم بحقهم.

لهذه الأسباب نعتبر أن قتل القذافي كان خطئاً كبيراً. ومع كل حبنا واحترامنا واعتزازنا بأخوتنا الثوار الليبيين، وتقديرنا لألم السياط التي كانوا تحتها بينما نحن نعُدُها عن بعد، لكن ليسمحوا لنا أن نقول لهم: أنكم تعاملتم برعونة مع القذافي حين قبضتم عليه، وأنكم لا زلتم تمارسون المراهقة السياسية بمثل أعمالكم هذه، ولا زلتم ترفضون بعض أوامر قادتكم، والذين حذروكم مراراً وتكراراً من الانتقام ومن التصرفات العشوائية والفردية، دون العودة إلى قادتكم ومرجعياتكم. فبقتلكم للقذافي حرفتم مسار الربيع العربي قليلاً عن مساره، وحرمتم الملايين من الليبيين ومن غير الليبيين من معلومات وأسرار دفينة، ومن مشاهدة محاكمة عادلة لطاغية ودكتاتور اخر، ولغيره من أفراد نظامه الذين ألحقتموهم جثث هامدة إلى جانبه، وتركتمونا دونما الحلقة الأخيرة التي كنا ننتظرها بشغف.

Ahmad.ALrababah@kermalkom.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع