أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها مصر: الضغط على الفلسطينيين قرب حدودنا سيؤدي لتوتر العلاقات مع إسرائيل صحيفة عبرية: مسؤولون إسرائيليون يقرّون بالفشل في وقف تمويل “الأونروا” إصابة 11 عسكريا إسرائيليا في معارك غزة بحث التشغيل التجريبي للباص سريع التردد بين الزرقاء وعمان بدء صرف مساعدات لأيتام غزة بالتعاون بين التنمية الفلسطينية و الأردن لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة 4.9% ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة مذكرة تفاهم لرعاية الطفولة المبكرة وكبار السن وتمكين المرأة الصين: نرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين أمين عام البيئة يلتقي وفدا نيجيريا وفد مجلس الشورى القطري يطلع على متحف الحياة البرلمانية الاردني "الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية" تبحث ووفدا قطريا تعزيز العلاقات "الملكية الأردنية" تؤكد التزامها بالحد من تأثير عمليات الطيران على البيئة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عدو عدوي .. عدوي أيضا

عدو عدوي .. عدوي أيضا

18-02-2010 11:49 PM

تركزت تعليقات القراء ، المكتوبة منها والشفهية ، حول ما كَتَبت خلال الأيام القليلة الماضية ، عن احتمالات الحرب المقبلة وطبيعتها وميادينها وأطرافها ، وما قد يصاحبها أو يمهد لها من صفقات وتسويات ، أقول تركزت هذه التعليقات حول سؤال واحد رئيس: هل الحرب باتت وشيكة ، أم أننا أمام "مسرحية" معدة سلفا ، أبطالها الأساسيون في واشنطن وطهران ، فضلا عن جيش من "الكومبارس" يمتد على مساحة العواصم ذات الصلة؟.

والحقيقة أن طرح السؤال على هذا النحو ، يخفي شكوكا عمقية تعتمل في صدور "طارحيه" سواء حول موقع إيران وموقفها مما جرى ويجري ، أو حول مواقف واشنطن المعلنة ونواياها المضمرة ، فالسؤال يحمل جوابه في طياته وثناياه.

بعض التعليقات أخذت على إيران نفاقها وازدواج معاييرها ، وهو المأخذ ذاته الذي طالما سجّل على السياسة الأمريكية في المنطقة ، وهناك دائما من يسألك: إن كانت إيران حقا تناهض السياسة الأمريكية ، وتعتبر واشنطن عدوا و"استكبارا عالميا" ، فلماذا سهّلت عليها احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين ، ولماذا ساعدتها في احتلال أفغنستان وإقصاء نظام طالبان عنها؟.

القاعدة الذهبية الدارجة في تفسير الموقف الإيراني المزدوج تنهض على مقولة "عدو عدوي صديقي" ، ومن وحي تأويلاتها وتفسيرات ، تنسج قصص وروايات عن "التحالف الأمريكي - الإيراني" ، ويتحول الصراع الدولي المحتدم حول إيران وبرنامجها النووي وأطماعها الإقليمية ، إلى ما يشبه "المسرحية" المعدة جيدا من حيث النص والإخراج والتمثيل ، فهل هذه هي الحقيقة ، هل حقا أن ما نشهده من عمليات بناء لسيناريوهات الحرب والتصعيد وبناء القوة العسكرية في الخليج وعلى أطراف ، ومن استنفار إسرائيلي واستعداد غير مسبوقين ، هو بمثابة فصول ومشاهد من مسرحية افتراضية ، أم أن ما نسمعه هو طبول الحرق ، وقد بدأت تقرع بقوة فعلا ، فأن يختلف لصان على أحقية أي منهما في سرقة بيتي ، لا يجعل أيا منهما صديقا لي ، وفي السياسة الدولية أمثلة ونماذج فنّدت القاعدة الدارجة ، وأثبتت أن "عدو عدوي قد يكون عدوي أيضا" فالصين في الحرب الباردة كانت عدوا لعدو الولايات المتحدة: الاتحاد السوفياتي ، بيد أن ذلك لم يجعل منها صديقة لواشنطن ، زعيمة الغرب الرأسمالي.

لقد وفرت الولايات المتحدة لإيران في الأعوام القليلة الفائتة الفرصة لإلحاق الهزيمة بعدوين رئيسين لها شرق البلاد وغربها ، ومن دون أن تريق قطرة دم واحدة ، أو تطلق رصاصة من بندقية أو مسدس ، بيد أن ذلك لم يجعل من واشنطن صديقة لإيران ، وظلت الأخيرة تنظر لما حصل على حدودها ، بوصفه "بروفة" قابلة للتكرار على الساحة الإيرانية ، أو على ساحات صديقة لإيران: سوريا على سبيل المثال ، وهذا ما كنا نلمسه وما نزال ، في مجمل السلوك السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري والتسليحي لإيران وأصدقائها في المنطقة ، وهذا ما نلحظه أيضا في كامل استراتيجيات الدول المناهضة لإيران ، من حلف الاعتدال مرورا بواشنطن وعواصم الغرب وانتهاء بإسرائيل.

الخلافات الإيرانية - الغربية (الإسرائيلية خصوصا) خلافات عملية ومتشعبة ، وهي أبعد ما تكون عن "المسرح" و"التمثيل" ، فهناك البرنامج النووي المرشح لأن يكون عسكريا ، وهناك دور إيران الإقليمي المتزايد وتحالفاتها مع فصائل المقاومة ، وهناك التدخلات الغربية في الشأن الإيراني الداخلي ودعم دول غربية عدة لحركات قومية انفصالية وسياسية معارضة ، بما في ذلك دعمها لفصائل مدرجة على قوائم الإرهاب السوداء ، وهناك وهناك وهناك.

والأهم من كل هذا وذاك ، أن الاستعداد للحرب والمواجهة ، قد قطع شوطا بعيدا ، من حشد السفن والأساطيل ، إلى ترحيل الأهداف إلى "بنك المعلومات" و"خرائط العمليات وإحداثياتها" ، فضلا عن التوطئة القانونية والسياسية والدعائية التي لم تتوقف للحظة ، وبصورة لا تبقي مساحة "للعب أو التمثيل" وخلاصة القول ، بأن الحرب على إيران ليست خيارا لا مندوحة عنه ، أو قدرا لا راد له ، بل احتمال من بين احتمالات ، وربما يكون احتمالا مرجحا ، خصوصا إن ظلت الدبلوماسية على انحباسها وانسداد آفاقها ، وهي إن وقعت ستكون كارثة على الإقليم بأسره ، الذي لم يبرأ بعد من جراح وحروق حروبه السابقة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع