هل أنت ليبرالي؟
عبدالناصر هياجنه
=====
لا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص القانون. هذا هو مبدأ الشرعية، البسيط في كلماته والكبير بمعانيه ونتائجه يمنع معاقبة أي شخص عن أي فعل أو فكر إلا إذا كانت القانون يُجرّم هذا الفعل أو الفكر. وأن يكون الشخص ليبرالياً – على فرض الثبوت- لا يعني ألبته أنه ارتكب فعلاً يُعاقب عليه القانون ولكنه ربما ارتكب فعلاً تُعاقب عليه الحكومة، فهل تم تعديل مبدأ الشرعية ليصبح لا جريمة ولا عقوبة إلا حسب رأي الحكومة!
لستُ هنا في وضع العارف بحقيقة ما جرى، ولستُ معنياً بتبني رواية فُلان أو علاّن، ولكنني أدعو إلى عدم الاستخفاف بعقول الناس عند تبرير فعلٍ أو قرار، وإذا كان لا بد من الشفافية في هذه المسألة فليكن ذلك باطلاع الناس على الحقائق دون زيادةٍ أو نقصان.
أما القول بأن فُلان ليبرالي ولا يؤمن بـ "الاقتصاد الاجتماعي" الذي تؤمن به الحكومة منهج عملٍ وسياسات، فهو ما لا أراه صحيحاً؛ ليس لأن فلان غير ليبرالي؟، ولكن لأن توجه الحكومة لا علاقة له بالاقتصاد الاجتماعي، فالدولة أخرجت نفسها بشكلٍ مؤسفٍ وخطيرٍ من السوق، ولم تعد حاضرةً في إدارة السوق أو توجيهه. هي على أكثر تقدير مشغولة بجمع الضرائب، وتستمتع بمشاهدة ما يجري في السوق من انفلات وتخبط يقود إلى معاناة السواد الأعظم من أبناء الشعب، دون أن تجرؤ الدولة على تحريك ساكنٍ أو تسكين متحرك!