بين المحاصصة والمخاصصة:
نصف قرن مضى والساسة يتغنون في بلادنا بدولة القانون ورعاية الأهل والعشيرة ، دون ان يرى الناس للقانون دولة أو كيان في الشرق الأوسط ، وظل الأهل والعشيرة دائما وأبدا ،هم الأقل حظا في بلادهم حتى صدق فيهم الشاعر بقوله :أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس.
اين هو القانون ودولته التى نشرت عنها كافة وسائل الإعلام العالمية قصصا وفضائح يندى لها الجبين عن فساد كبار مسؤوليها وضجت شوارعها بصخب واحتجاج عارم للناس على ماجرى ويجري دونما تحريك أو زعزعة لموقع أي فاسد من الفاسدين؟
واين رعاية العشيره ؟ ومن هم الأهل الذين طالتهم الرعايه؟ هل هم نفر المحظوظين الذين دخلوا السلك الرسمي بجيوب فارغة واصبحوا بقدرة قادر أصحاب الملايين أم بعض العائلات الصغيرة التي احتل ابناؤها الوظائف العليا وخصوا حاشيتهم بما هو دونهم من مراتب لكي يصعدوا السلم ورائهم وينالوا نصيبهم من الثروة والنفوذ المطلق كما نالوا اسلافهم بطرق غير مشروعة.
نصف قرن مضى وانتهت فيه فرص غالبية العشائر من صغيرها الى كبيرها، وضاع معه جهد أجيال وأجيال من أهل البادية والريف الذين باعوا ماشيتهم وأراضيهم من أجل تعليم أولادهم في المدارس والجامعات طمعا بوظيفة في الحكومة التي أدارت ظهرها للجميع بعد ظهور كم هائل من الخريجين الذين لم يعد لهم مكانا في الوظائف الحكومية .
أين هي رعاية العشائر وأين خطط حمايتها وحفظها ، ومن من ابنائها يمتلك مصنعا او مصرفا او شركة أو محل بقالة في بلاده ؟
كيف اصبحت بعض العائلات في بلادنا رمزا للسلطة والنفوذ رغم انها لم تكن قادرة قبل نصف قرن على حماية حارتها ؟
كيف اصبحت بعض العائلات في بلادنا رمزا من رموز الثراء في الشرق الأوسط رغم ان كل سكان الاردن في الخمسينات كانوا دون خط الشبع ؟
سبحان من رفع الناس وجعل بعضهم فوق بعض درجات بالعقل والعلم والتقوى ، ولكن كيف تميزت فرص بعضهم عن البعض الآخر؟
عندما تساءلت بعض العشائر عن حصتها ودورها في المناصب العليا قيل لها ان الوظائف ليست محاصصة بين العشائر، غير ان تمييز بعض العائلات التي وضعت نفسها زورا وبهتانا في عداد العشائر يدل على ان المسألة لا تعدو ان تكون مجرد مخاصصة و(مخصة) لاعدالة فيها.
almomanilawyers@hotmail.com