أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كتيبة جنين : استهدفنا معسكر سالم. القناة الـ12 : التفاوض مع المقاومة وصل لطريق مسدود. مبادرة بلجيكية لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بسوق أوروبا. التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء الإعلام الحكومي: مدينة غزة تعيش حالة من العطش الشديد. إيران: الطائرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية أو بشرية في أصفهان الجهاد الإسلامي تدين التنسيق الأمني وتدعو للاشتباك مع الاحتلال الاحتلال يمنع نقل المصابين بمخيم نور شمس الأمم المتحدة: تراكم النفايات بغزة يتسبب بكارثة صحية «المناهج»: الكتب الدراسية للصف 11 قيد الإعداد حماس تنتقد تصريحات بلينكن بشأن صفقة الأسرى كتيبة طولكرم: حققنا إصابات مباشرة بجنود العدو توقف جميع آبار المياه بشكل كلي في غزة الشرفات: استبدال النائب الحزبي المفصول بـ”العامة” يتفق مع الدستور مستوطنون يسرقون ماشية لفلسطينيين بالضفة أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا سريعا وفاة أردني بحادث سير في السعودية الصفدي لوزير خارجية إيران: لن نسمح لكم ولإسرائيل بخرق أجوائنا الرجل الموقوف بعد تطويق قنصلية إيران في باريس لم يكن يحمل متفجرات ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى أكثر من 34 ألفا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
الصفحة الرئيسية وقفة اخبارية هل نطبق المثل : «ان كبر ابنك خاويـه»؟

هل نطبق المثل : «ان كبر ابنك خاويـه»؟

16-02-2010 09:05 AM

زاد الاردن الاخباري -

رنا حداد ــ "موجة التسامح واسلوب الطبطبة التي يتبعها زوجي مع ابنائي هي سبب شقائي"، ، بهذه الكلمات بدأت السيدة منال شكواها من عدم مبالاة ابنائها وعدم قدرتها في المقابل السيطرة على تصرفاتهم".

منال ام لاربعة ابناء لا يتوانى والدهم عن شتمها في حضورهم في حين يدلل الأب ابناءه ويعطيهم حرية انتجت منهم اشخاصا غير مبالين بل واكثر من ذلك لا يكنون اي نوع من الاحترام لوالدتهم". منال اليوم ام حائرة وخائفة تعتبر نفسها وحيدة تمسك بحبل على طرفه الآخر قوة الابناء وسطوة الزوج.

وعلى ذات الصعيد اشتكت ميسون عياش 48( عاما) من عدم مبالاة ابنائها المراهقين الذين وصفتهم بـ"الأنانيين".واستطردت ام محمد في شكواها قائلة "طلباتهم كثيرة وغريبة ايضا فهم لا يرضون بلبس اقل من الماركات العالمية ولابد من مجاراة الاصدقاء في خروجهم ومصاريفهم .انا حقا اشفق على زوجي الذي يكد ويتعب الا ان ابناءه لا يبالون بل جل همهم الخروج واللباس والمصروف".

شكاوى عديدة وصرخات مؤلمة صادرة عن قلوب أمهات يحلمن برؤية ابنائهن وبناتهن احسن من في العالم الا ان الظروف والتدخلات والعوامل الخارجية تقف دون تحقيق هذا الحلم.

في بيتي مراهق عنيد
لا يكاد يخلو بيت من وجود ابناء وبنات مراهقين بدأوا للتو الخروج والانتقال من الطفولة إلى عنفوان الشباب وتمرده ، وبالتالي يرافق هذه المرحلة الانتقالية عبء كبير على اسرة عليها ان تتفهم ان هذه مرحلة جديدة و تتعامل معها بكل حكمة والأهم بصبر.

"اللامبالاة" التي اشتكت منها الامهات والاباء تعني عدم الاهتمام وترك الامور والانسحاب والعزلة عن الاصدقاء والاسرة والمجتمع بحسب استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي الذي أوضح ان اللامبالاة نوعان ، فالنوع الاول يكون لفظيا او عن طريق الاشارات والايماءات مثل التلفظ بألفاظ"لا يهمني ، لا يعنيني ، مش فارقة معي ، افعلوا ما تريدون" ، وهذه الكلمات اللفظية تتضح خطورتها على المراهقين عندما تتحول هذه الكلمات اللفظية الى لامبالة سلوكية هي النوع الثاني من اللامبالاة وتتضح من خلال عدم المشاركة او عدم الاكتراث او المسؤولية او المبادرة الى المشاركة ، وهذا يعني ان حرية اختيار القرار ستكون في يد الآخرين وان المراهق لا دور له على الاطلاق في الحياة الاجتماعية والاقتصادية او التخطيط لمستقبله" .

وعن الاسباب التي تدفع المراهقين الى اللامبالاة قال خزاعي: إن بعضها ينبثق عن الاسرة نفسها فعندما يلاحظ الابناء ان الاهل لا يكترثون بهم ولا يصغون لهم ولا يمنحونهم التقدير والحب والاعتراف الكامل بوجودهم ورأيهم وتبني افكارهم يتحولون الى ابناء لا مبالين وخاصة في ظل وجود آخرين يصغون لهم مثل الاصدقاء او التكنولوجيا وخاصة الانترنت والشات".

ويضيف د. الخزاعي "انه وللأسف هناك الكثير من الاهل يمنحون ابناءهم الاهتمام فقط عند ارتكابهم الاخطاء ويكون الاهتمام في هذه الحالة عن طريق العقاب والتأنيب والتوبيخ او حتى العقاب الجسدي ، فعندما يرى الابناء ان الاهتمام بهم في هذا الجانب واهمال الجوانب الأخرى فان ذلك يؤدي الى الامبالاة".
وأشار خزاعي الى سبب هام يقود الابناء باتجاه طريق اللامبالاة وهو يكمن في تعرض الأبناء الى صدمة مفاجئة كفقدان او موت احد الاصدقاء او الاقارب او التعرض الى صدمات عاطفية وكما نعرف بان فترة المراهقة هي فترة فوضى الحب واضطراب المشاعر ونسميها في العامية"طيش"وكثير من الاهل يسمون ابناءهم طائشين اي غير مسؤولين عن سلوكياتهم وهذا يعزز اللامبالاة".

وختم خزاعي اسباب عدم اللامبالاة بتلك الناتجة عن سلوك مرضي يعاني منه الابناء وخاصة في بعض انوع من الاعاقات العقلية او الاضطرابات النفسية او ادمان المخدرات والكحول والانترنت والتفكك الاسري. والدلال والاهتمام الزائد بالابناء والحماية الزائدة لهم وعدم منح الابناء الفرصة في تحمل المسؤولية يساعد على لامبالاة الابناء.


للمراهق حق وحرية اختيار
وفي سبيل البحث عن مخرج لامهات واباء تعبوا من سلوك الابناء هذا قال الخزاعي :يجب ان لا ننسى ان للمراهقين حقوقا يجب توفيرها لهم واشعارهم بها وهي تتمحور حول حقهم في التعبير عن الرأي ، وعدم المبالغة من الاهل في ردود الفعل عند ارتكاب المراهق لاي خطأ: فهم ليسوا معصومين عن الاخطاء ويجب عدم النظر اليهم على انهم خبراء لا يخطئون ويجب على الاهل تزويدهم بالخبرات والتجارب حتى لا يقعوا في الاخطاء".

ووجه خزاعي الاهل الى ضرورة البعد عن اتباع"الوصفات الجاهزة"وتقديمها للابناء عن طريق الوعظ والارشاد بل اللجوء معهم الى الحوار الهادئ والاستماع الى وجهات نظرهم والتفاعل معهم بدل من الاكتفاء بالإرشاد". ومن الطرق العلاجية التي يمكن للأهل اتباعها ايضا في مواجهة هذا العناد والامبالاة قال الاخصائي: "ان تكليف الابناء في بعض المسؤوليات في المنزل يعلمهم الاعتماد على انفسهم ، كما ان منحهم الحق في اختيارات معينة تعنيهم مثلا كاختيار الاصدقاء يرفع من معنوياتهم ويزيد من ثقتهم مع ضرورة وجود متابعة غير مباشرة من قبل الاهل على مثل هذه الخيارات".

ولادة جديدة

وبعد وكما اشار الخزاعي فمرحلة المراهقة مرحلة ولادة جديدة للابناء يجب ان نتعامل معها بإيجابية حتى تكون مرحلة المراهقة مرحلة متوافقة وليست عدوانية او انسحابية من الابناء. فقد اكدت الدراسات ان (80%) من مشاكل المراهقين هي مشاكل اجتماعية تتمحور جميعها في النظرة الخاطئة من الاهل للابناء والافتراض بأن المراهقين متمردون بطبعهم ويجب كبح جماح تمردهم .كما ان الدراسات بينت ان النضج الجنسي هو اكثر المشكلات التي يواجهها الابناء في ظل عدم وجود ثقافة جنسية تقدم لهم من الاهل او من المناهج المدرسية ولحل هذه المعضلة قد يكون من الحكمة التعويل على المقولة الموروثة منذ زمن"اذا كبر ابنك خاويه"فهي افضل طريقة للتعامل مع المراهقين واخراجهم من حالة اللامبالاة الى المبالاة والاهتمام وتحمل المسؤولية.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع